الشهيد  باسيليدس

 عن كتاب: قاموس آباء الكنيسة وقديسيها حرف ب ـ ث للقمص تادرس يعقوب ملطى

        أحد ضباط الجيش كلفه الوالي أكليلا بأن يسوق القديسة بوتامينا، من أشهر الشهداء في عصر سبتيموس ساويرس، إلى الموت. وبالفعل اقتادها إلى الساحة، وفي الطريق عندما حاول الوثنيون إهانتها بألفاظ بذيئة أبعدهم عنها، مدافعا عنها، مظهرا نحوها الكثير من الرقة واللطف. وعندما رأت رقته من نحوها، نصحته أن يتحلى بالشجاعة لأنها ستتوسل إلى ربها من أجله بعد رحيلها، وأنه سينال سريعا جزاء الشفقة التي أظهرها نحوها.

طلب الوالي تجريد بوتامينا الجميلة من ملابسها عند إلقائها في قار مغلي، فتظاهر باسيليدس أنه لم يفهم الأمر وجعلها تسرع بالنزول دون نزع ثيابها، وحسبت هذا كرما عظيما من جانبه، لحبها الشديد للطهارة، وحفظا لحيائها أمام الجماهير.

بعد أيام قليلة من استشهادها سئل باسيليدس من زملائه أن يحلف لسبب معين، فصرح بأنه لا يجوز له أن يحلف البتة لأنه مسيحي، واعترف بذلك علنا، لكنهم حسبوه يمزح، إذ كان من عادة الوثنيين أن يقلدوا المسيحيين في تصرفاتهم وكلماتهم كنوع من السخرية. لكن لهجته لم تسمح بالشك طويلا وشعر زملائه بإيمانه، فأخبروا الوالي أكليلا الذي استدعاه وسأله عن أمره. وإذ تحقق أنه صار مسيحيا جرده من رتبته وألقاه في السجن. وإذ سأله الأخوة ـ ومن بينهم أوريجانوس ـ عن سر تغيره السريع، أجاب أن القديسة بوتامينا ظهرت له ثلاث ليال متوالية تؤكد له أن طلبتها عنه استجيبت… وقد ختم حياته بنواله إكليل الشهادة بقطع رأسه في اليوم التالي. بركة صلواته تكون معنا أمين.