أفكين

عن  كتاب روحانية التسبحة حسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ـ الأنبا متاؤوس.  

        قديس عظيم مصري الجنسية ولد بالقلزم قرب البحر الأحمر وكان معاصرا للقديس الأنبا انطونيوس كانت صناعة الغوص إلى قاع البحر لالتقاط الأصداف واللآلئ الثمينة وكان يبيعها ويتصدق بأغلب أثمانها علي الفقراء.

استمر في مزاولة هذا العمل لمدة 25 سنة، وكان أيضا يعمل أعمال رحمة في إنقاذ السفن المشرفة علي الغرق لمهارته في السباحة في البحر ومعرفة أسراره.

        جاء بعد ذلك إلى أحد أديرة أنبا باخوم بالصعيد وأقام فيه أياما قليلة، رجع بعد ذلك إلى بلدته بالقلزم ومنها توجه إلى أرض ما بين النهرين ومعه سبعون رجلا تتلمذوا علي يديه.

        سكن القديس في مغارة قرب مدينة نصبيين وحوله سكن تلاميذه ثم تحولت هذه المساكن إلى دير أقام فيه القديس مدة 30 سنة في عبادات حارة وأعمال روحانية، فتكاثر عدد تلاميذه حتى بلغوا ثلاثمائة وخمسون راهب وكان القديس يعلمهم من الكتب المقدسة ونواميس الرهبنة حياة الجهاد والعبادة.

        تعرف مار أوكين بالقديس يعقوب النصيبيني وتنبأ له أنه سيصبح مطرانا علي نصبين وبعد قليل كملت نبوته وصارت بينهما صداقة متينة وكان القديس يعقوب يستشيره في الكثير من أمور الأيبارشيه.

        ذاع صيت القديس أوكين في تلك المناطق فقصده الكثيرون طالبين المشورة أو الصلاة أو الشفاء وقد صنع الرب علي يديه آيات وعجائب واشفيه كثيرة جدا وقد أقام بعض الموتى، ومن كثره العجائب التي كانت تجري علي يديه آمن كثيرون من الوثنيين سكان تلك المناطق ونالوا نعمة العماد.

        ولما شاخ وشبع أياما حضرته الوفاة وعند نياحته ابصر التلميذ المكلف بخدمته ملاكا يستعد لأخذ روح القديس، وكان تلاميذه الحاضرون يبكون علي فراقه، ففتح عينية وعزاهم وباركهم وبعد صلاة قصيرة اسلم روحه بيد المسيح  الذي أحبه فامتلأت القلاية من روائح عطره، فصلي عليه تلاميذه  ودفنوه قرب مدينة نصيبين.

        ومازال دير مار أوكين (أومارأوجين) موجودا في سفح جبل الأزل المطل علي نصيبين وهو تابع لكنيسة السريان الأرثوذكس.

        بركة صلاة هذا القديس وتلاميذه الأطهار تكون معنا. آمين.