قصص من جبل أثوس

سهرة الشيخ الهيزيخى ـ ترجمة د. مرفت اسكندر

        ذات مرة حين كان القديس نيقوديموس الأثوسى ساكناً فى قلاية فى كبسالا قرر أن يذهب ليحضر صلاة نصف الليل لعيد نياحة الثيئوتوكوس فى دير ايفيرون العظيم.

فى الطريق توقف عند قلاية، حيث كان يسكن شيخ صالح يمارس حياة الهيزيخيا ـ أى الصمت مع الصلاة القلبية ـ مع مجمعه الصغير. كان تفكيره أنه يصلى معهم صلاة العشية ثم يمضى إلى الدير الكبير ليكمل احتفالات السهر (التسبحة).

بدأت العشية وبعد قراءة مزمور الافتتاح بدأ الشيخ يردد صلاة يسوع بهدوء: "ياربى يسوع المسيح ابن الله ارحمنى.." واستمر لمدة من الزمن، ولما توقف بدأ راهب آخر بالصلاة نفسها واستمر. وهكذا استمروا تارة وراء أخرى من واحد إلى الآخر..صلاة للرب، للثيئوتوكوس، لقديسى المجمع(أى لشفيع مجمعهم). من أجل الرهبان، من أجل العالم، من أجل الذين انتقلوا. فى هدوء بالكاد يسمع فى ظلمة كاملة تقريباً. وعند الفجر دقت أجراس الذوكصا الكبيرة (أى ذوكصولوجية باكر) فى الدير فبدأ الكاهن بصلاة القداس.

بعد التناول من الأسرار المقدسة، تناول الآباء وجبة خفيفة، ونسى القديس أن يكمل رحلته إلى الاحتفال فى دير ايفيرون. ولكن السهرة المؤنبة التى لذلك الشيخ ومجمعه كانت له بمثابة مذاقة السماء التى لم يندم عليها.

الرب يعطينا هذه المذاقة نحن أيضاً. ولربنا المجد الدائم أمين.