القديس مكاريوس ابن صليبه
بقلم
بلاديوس كاتب
بستان
الرهبان ـ ترجمة د.
مرفت اسكندر
كان
هناك شاباً
اسمه
مكاريوس،
عندما كان له
من العمر
ثمانية عشر
عاماً، وكان
يرعى الغنم مع
الفتيان
الآخرين
بجانب
البحيرة التى
تدعى مريوط،
وبدون رغبة أو
قصد ارتكب
جريمة قتل. وبدون
علم أى إنسان
قام ورحل إلى
الصحراء
وبذلك اقتنى
خوف الله،
ومحبة
القريب، حتى
حسب نفسه كلا
شئ وقضى ثلاث
سنوات فى
الصحراء
العارية بلا سقف
فوق رأسه.
الآن
فى ذلك القطر
لايسقط المطر
وكل واحد يعرف
ذلك سواء
بالسمع أو
بالخبرة. وبعد
ثلاث سنوات
بنى لنفسه
قلاية وسكن هناك
خمس وعشرين
سنة وجاهد
كثيراً حتى
استحق الموهبة
الإلهية أن
يعامل
الأرواح
الشريرة باحتقار،
وكان سعيداً
جداً فى
الحياة
النسكية وفى
جهاداتها
النبيلة. ولقد
سكنت بجوار
هذا الرجل مدة
ليست بقصيرة.
ومرة
سألته: مارأيك
فى خطية القتل
التى ارتكبتها
فى صباك؟
فقال لى: إنى
لا أضطرب
بسببها، ويجب
علىّ أن أعترف
أن هذه الخطية
غير المتعمدة
كانت هىّ السبب
الجيد فى فداء
حيلتى،
وبشهادة
الكتاب يتأكد
رأيى، لأنه
قال أنه حتى
موسى "عبد
الله " لم يكن
ليحسب
مستحقاً
للرؤية
الإلهية لولا
أنه خلال خوفه
من الجريمة
التى ارتكبها
ترك مصر وأتى
إلى جبل سيناء
حيث حسب
مستحقاً لأن
يكلم الله،
ويستلم
الوصايا
الروحية.
والآن
نحن نتحدث
بهذا ليس
لأننا نود أن
نشجع على
القتل، بل فقط
لنوضح أن
المهارات
الروحية تنبع
من التجارب
والشدائد،
عندما يُحَث
الإنسان رغم
إرادته أن
يقترب من
الخير. بعض
المهارات
الروحية تنبع
من الإرادة،
وبعضها من
الشدائد، وفى
هذا العمل
الذى أذكر به
تاريخ مكاريوس
أرى أنه ينتمى
إلى النوع
الثانى.
كان مكاريوس
يصلى دائماً
وذراعاه مرفوعتان
على شبه
الصليب
وعندما اقترب
من نهاية
المطاف، التى
لم يكن المرض
سبباً فيها،
وقف فى ركن قلايته
ورفع يديه
وذراعيه فى
الصلاة وهكذا
مصلياً أسلم
الروح. وعندما
جاء الذى تعود
أن يُحضر له
الطعام ورآه
واقفاً بجانب
الحائط ويداه
مرفوعتان،
بقى خارجاً
ظاناً أن
مكاريوس واقفاً
للصلاة
كعادته. وبعد
انتظار دام
ثلاث ساعات،
فتح الباب
ودخل إليه
وقال: بارك
ياسيد. ولما
لم يجبه بشئ
اقترب منه
وهزه، ولما
رأى أنه تنيح،
جاء إلينا
وأخبرنا،
ولما أتينا
ورأيناه
واقفاً على
شكل الصليب
تعجبنا.
الآن
لما وضعناه
على الأرض
خارجاً لم
نتمكن من وضع
ذراعيه بجانب
جسمه، ولذلك
حفرنا قبره على
شكل صليب
ووضعناه فيه.
وأنا كنت
حزيناً جداً
على رحيله،
وغفلت عيناى
ونمت، وسمعت
صوتاً جاء الىّ
قائلاً:
"بالقدر الذى
أحب به الصليب
أثناء حياته،
الذى حمله من
خلال أعماله
الخيرة، فيه
أيضاً سيجد
راحته، فى
الشكل الذى
اشتاق واشتهى
أن يدفن فيه،
وبنفس الشكل
سوف يقف عن
يمين المسيح
فى ذلك اليوم."
ولما
سمعت هذه الأشياء،
استيقظت،
ومجدت الله
وقوة الصليب.