1 النسئ: نياحة القديس داود اللص
وفي
مثل هذا اليوم
تنيح القديس
داود الراهب الذي
كان لصا فى
حياته الاولى.
كان فى ذلك
الوقت يعيش فى
برية بالقرب
من هرموبوليس
صانعاً كثيراً
من الشر
قاتلاً لأناس
كثيرين
فاعلاً لكل
عمل شرير وعمل
قاصى لا يمكن
تصوره. كان
تحت أمره
جماعة من
ثلاثين رجلاً
وكان يسرق
معهم. وفى ذات
مرة كان
جالساً معهم
على قمة جبل
وبدأ يتأمل فى
حياته ويتفكر
فى طبيعة
الجرائم
الصعبة التى
ارتكبها،
وفجأة امتلأ
من خوف الله
وترك كل من
معه وهرب إلى
دير. وهناك
قرع على
الأبواب ففتح
له البواب
وسأله عما
يريد فأجاب داود
إنى أريد أن
أصير راهباً.
فذهب البواب
وأخبر رئيس
الدير الذى
حينما خرج رأى
أمامه رجلاً
متقدماً فى
الأيام فقال
لـه: "لا
يمكنك أن تحتمل
الحياة هنا
لأن الأخوة
يتعبون
ويحتملون
كثيراً من
الأصوام
ولكنك أنت
تعودت على طريقة
أخرى للحياة
ولا يمكنك أن
تحفظ قانون الحياة
الرهبانية."
فتوسل إليه
داود قائلاً :
"فقط اقبلنى
وكل ما تأمرنى
به سوف أفعله."
ولكن رئيس
الدير رفض
قائلاً: "لن
تستطيع أنت أن
تحيا معنا".
حينئذ قال
داود لرئيس
الدير: "يا أبى
أنا داود رئيس
جماعة اللصوص
وقد جئت لأنوح
على خطاياى،
وإذا لم
تقبلنى فإنى
أحذرك إنى
أقسم أنى
سأعود إلى
أعمالى
السابقة وأنى
سأجمع فريق
اللصوص الذى
كان معى
وسنرجع إلى
ديرك وسوف
نحطمه ونقتل
كل من فيه."
عند سماع هذا
أدخله رئيس
الدير إلى
الدير ورسمه
وألبسه
الأسكيم
الملائكى.
وبدأ داود أن
يجاهد ويصوم
ويدرب نفسه
بكل اتضاع.
وفى وقت قصير
فاق كل
الرهبان
الآخرين فى
الدير فى
الفضيلة وفى
سيرته وفى
حديثه مقدماً
الخدمة لبنيان
كل إنسان. وفى
ذات مرة كان
جالساً فى
قلايته فوقف
أمامه رئيس
الملائكة
جبرائيل وقال:
"داود داود إن
الرب قد غفر
لك خطاياك ومن
هذا اليوم
فصاعداً سوف
تعطى لك موهبة
عمل المعجزات."
أجاب داود
الملاك لا
أستطيع أن
أصدق أن الرب
قد غفر لى كل
خطاياى فى وقت
قصير. لأنها خطايا
ثقيلة وكثيرة
جداً أكثر من
السمك فى البحار.
أجاب رئيس
الملائكة:
"أنا جبرائيل
رئيس الملائكة
عندما شك
زكريا فى
كلماتى ربطت
لسانه كنوع من
العقاب حتى
يؤمن بما قلته
لـه وهل ستكون
أنت أفضل من
زكريا، إنه
منذ هذا اليوم
سوف تكون
صامتاًَ."
إنحنى داود
وقال لرئيس
الملائكة:
"عندما كنت
لصاً وأعمل
أعمال غير
لائقة وأسفك
الدماء كان
لسانى الذى لم
يعط المجد لله
غير مربوط
ولكن الآن
وأنا أطلب أن
أجاهد من أجل
الرب وأقدم له
التسبيح فهل ستربط
لسانى حتى إنى
لا استطيع أن
أتكلم." فرد عليه
رئيس
الملائكة:
"سوف تستطيع
أن تتكلم عندما
تمجد الله
وعندما تكمل
قانون صلاتك،
ولكن غير ذلك
سوف تكون
صامتاً." هكذا
أدب رئيس الملائكة
داود وذهب
عنه. ولكن
داود قدم
الشكر لله من
أجل غفران
خطاياه. ومنذ
ذلك الحين صنع
معجزات كثيرة
بنعمة الله
معطياً النظر
للعميان وجعل
العرج يمشون
وشافياً كل من
كان عليه روح
نجس. عندما
كان يصلى فى
الكنيسة كان قادراً
على ترتيل
التسبحة
ولكن غير ذلك
كان ـ زكرياً
الثانى ـ أى
لم يكن يقدر
أن يتكلم . وبعد
أن عاش هكذا
سنوات عديدة
لبنيان الجميع
رقد داود فى
الرب. والآن
هو واقف أمام
الله يقدم
طلبات بغير
توقف من
أجلنا.
بصلوات
أبينا القديس
داود تكن لنا
رحمة من عند
الرب.