24 مسرى: نياحة القديس تكلا هيمانوت الحبشى 

فى هذا اليوم تنيح القديس المغبوط، والناسك العظيم تكلا هيمانوت الحبشى. وقد ولد فى قرية قرب أورشليم، كانت نصيبا لصادوق وأبياثار الكاهنين فى عهد الملك سليمان بن داود. فصادوق هذا ولد عزاريا، وعزاريا ولد صادوق على اسم والده، وصادوق هذا ولد لاوى. وهكذا الى أن ولد والد هذا القديس، وكان اسمه سجاز(أى نعمة الآب)، ثم تزوج بامرأة اسمها سارة. وكانا بارين خائفين الله وغنيين جدا. وكانا يعملان تذكاراً لرئيس الملائكة الجليل ميخائيل فى اليوم الثانى عشر من كل شهر. ويقدمان صدقة للفقراء والمساكين، أما سارة والدة هذا القديس، فكانت حسنة المنظر جميلة الطبع، متحلية بفضائل كثيرة. لذلك دعوها اكزيهارية (أى مختارة الله). غير أنها كانت مرة النفس متوجعة القلب هى وزوجها لأنهما لم يرزقا نسلا، فكانت تمضى كل يوم إلى الكنيسة، وتتوسل إلى الله أن يرزقها ولدا يقر عينيها وكان زوجها أيضا يذهب إلى الكنيسة وقت رفع البخور، ويعلم الشعب أصول الايمان. وفى كل مرة كان يأخذ معه من ماله الخاص تقدمة لبيت الله. ثم اتفق الاثنان على توزيع أموالهما على الفقراء والمعوزين والأديرة والكنائس. وفى ذلك الحين مات الملك. وجلس ملك آخر عابد للأوثان. فهدم الكنائس وبنى هياكل الأوثان وظلم وسلب وسبى النساء، وضمنهن اكزيهارية أم القديس، ولكنها عادت إلى زوجها بسلام، فمجد الله وسبح اسمه القدوس. وبعد ذلك ظهر لهما ملاك الرب فى رؤيا الليل، وبشرهما بميلاد هذا القديس. فلما ولد وبلغ من العمر سنة ونصفا، حدث جوع فى أثيوبيا، وكان اليوم الثانى عشر من شهر برمهات تذكار الجليل رئيس الطغمات السمائية قد اقترب. فصارت أم الطفل تبكى حزينة على خلو يدها وعدم إمكانها القيام بعمل التذكار. فمسح الطفل دموعها بيديه الصغيرتين، ولعدم إمكانه النطق أشار إليها بيده أن تدخله إلى حيث كان هناك طبق فيه قليل من الدقيق. فأدخلته ووضع يده فى الدقيق القليل، فصار كثيرا حتى بدأ يتدفق إلى الأرض فأحضرت قففا وكان كلما فرغ الطبق عاد إلى الامتلاء. وهكذا إلى أن امتلأت اثنتا عشرة قفة، فعلمت أمه أن الرب معه، وقدمت إليه قدور السمن والزيت الفارغة، فوضع يده عليها فامتلأت أيضا بقوة الله. ولما حضر أبوه من الكنيسة، وعلم بالأمر مجد الله كثيراً. ثم عمل التذكار وأطعم الفقراء وكل الجيران. وقد شرفه الله بعمل آيات كثيرة فى حياته وبعد مماته. ولما أكمل سعيه تنيح بسلام.

صلاته تكون معنا. آمين.