15 مسرى: تذكار
نياحة
القديسة مريم
المعروفة
باسم مارينا
الناسكة
فى
هذا اليوم
تعيد الكنيسة
بتذكار نياحة
القديسة
مارينا
الراهبة كانت
ابنة رجل
مسيحى غنى
جدا، وكانت
تسمى مريم
فتيتمت من
أمها وهى صغيرة
جدا. فرباها
أبوها
وأدبها، ولما
أراد أن يزوجها،
ويمضى هو إلى
أحد الأديرة،
قالت له:
"لماذا يا
والدى تخلص نفسك
وتهلك نفسى؟"
فأجابها: "كيف
أصنع بك وأنت
امرأة ؟"
فقالت له:
"انزع عنى زى
النساء،
والبسنى زى
الرجال."
ونهضت فى
الحال وحلقت
شعرها وخلعت
ملابسها
ولبست زى
الرجال. فلما
رآها أبوها
قوية فى
عزمها، مصممة
على رغبتها،
وزع كل ماله
على الفقراء
بعد أن أبقى
منه شيئا يسيرا،
وأسماها
مارينا بدلا
من مريم .
ثم
قصد أحد
الأديرة وسكن
فى قلاية هو
وابنته. وقضيا
عشر سنين وهما
يجاهدان فى
العبادة. وبعدها
تنيح الشيخ،
وبقيت
القديسة
وحدها، فضاعفت
صلواتها
وأصوامها
وزادت فى
نسكها. ولم
يعلم أحد أنها
امرأة بل
كانوا يظنون
أن رقة صوتها
إنما هو من
شدة نسكها
وسهرها فى
صلواتها،
واتفق أن رئيس
الدير أرسلها
مع ثلاثة من
الرهبان لقضاء
مصالح الدير
فنزلوا فى
فندق للمبيت،
وكان أحد جنود
الملك نازلاً
فيه تلك
الليلة،
فأبصر الجندى
ابنة صاحب
الفندق،
فاعتدى علي
عفافها،
ولقنها أن
تقول لأبيها:
"إن الأب
مارينا الراهب
الشاب هو الذى
فعل ذلك." فلما
حملت وعرف
أبوها ذلك،
سألها فقالت:
"إن الأب
مارينا هو الذى
فعل بى هذا
الفعل." فغضب
أبوها لذلك،
وأتى الى
الدير، وبدأ
يسب الرهبان
ويلعنهم. ولما
اجتمع به
الرئيس طيب
خاطره وصرفه،
ثم استدعى هذه
القديسة
ووبخها كثيرا.
فبكت عندما
وقفت على
الخبر، وقالت:
"إني شاب وقد
أخطأت فاغفر
لى يا أبى."
فحنق عليها
الرئيس،
وطردها من
الدير، فبقيت
على الباب مدة
طويلة. ولما
ولدت ابنة
صاحب الفندق
ولدا، حمله
أبوها إلى القديسة
وطرحه
أمامها،
فأخذته وصارت
تنتقل به بين
الرعاة
وتسقيه لبنا.
ثم زادت فى
صومها وصلاتها
مدة ثلاث
سنين، وهى
خارج الدير
إلى أن تحنن
عليها
الرهبان
وسألوا
رئيسهم أن
يأذن بدخولها
فقبل سؤالهم
وأدخلها
الدير بعد أن
وضع على
القديسة
قوانين ثقيلة
جدا. فصارت
تعمل أعمالا
شاقة، من طهى
ونظافة وسقى
الماء خارجا
عن الفروض
الرهبانية
والقوانين
التى وضعت
عليها.
ولما
كبر الصبى
ترهب. وبعد أن
أكملت
القديسة مارينا
أربعين سنة،
مرضت ثلاثة
أيام ثم
تنيحت. فأمر
الرئيس بنزع
ملابسها
والباسها
غيرها، وحملها
الى موضع
الصلاة
وعندما نزعوا
ثيابها
وجدوها امرأة
فصاحوا جميعا
قائلين: "يا رب
ارحم."
وأعلموا
الرئيس، فأتى
وتعجب وبكى
نادما على ما
فعل. ثم
استدعى صاحب
الفندق،
وعرفه بأن
الراهب
مارينا هو
إمرأة . فذهب
إلى حيث هى
وبكى كثيرا،
وبعد الصلاة
على جثتها، تقدموا
ليتباركوا
منها. وكان
بينهم راهب
بعين واحدة،
فوضع وجهه
عليها فأبصر
للوقت. ولما
دفنت أمر الله
شيطانا فعذب
ابنة صاحب الفندق
والجندى
صاحبها، وأتى
بهما الى حيث
قبرها، وأقر
الاثنان
بذنبها أمام
الجميع.
وقد أظهر الله من جسدها عجائب كثيرة. صلاتها تكون معنا ولربنا المجد دائما.آمين.