25 أبيب: شهادة القديس دوماديوس السريانى 

وفي مثل هذا اليوم أيضا استشهد القديس دوماديوس السرياني. تربى في بلاد الفرس وتعلم علوم الفلك. وكان يشتهى أن يكون مسيحيا فاتفق له أن وجد راهبا فارسيا في السوق اسمه اوغالس، فعرف منه طريق الله وابتهج جدا، حتى أنه كان يعظ أهل بيته ويعلمهم ما يسهل لهم طريق الإيمان. ثم اعتمد وترهب وصار يعمل أعمالا عظيمة فحسده بعض الأخوة. فلما شعر بذلك تركهم وذهب إلى دير القديس سرجيوس فأقام هناك عند رجل متوحد عشر سنوات لم يأكل في أثنائها شيئا مطبوخا. ثم رسموه شماسا. وفيما هو يخدم مع القس المتوحد في الهيكل، رأى حمامة بيضاء حسنة المنظر جدا، قد أتت وحلت فوق المذبح، فظن أنها حمامة طبيعية، فكان يشير إليها برأسه ويده ليطردها خوفا منه علي ما في الكأس. وبعد انقضاء القداس، سأله القس عن سبب انزعاجه وقت القداس، فعرفه بما قد رآه. فقال له القس: إذا رأيتها مرة أخرى فقل لى.  وفي اليوم التالي صعد إلى المذبح للخدمة كالعادة، وعند حلول الوقت الذى رأى فيه الحمامة قال للقس: يا أبى هوذا الحمامة. فالتفت الشيخ ولكنه لم ينظر شيئا. فأنطرح على وجه أمام الرب ببكاء وصلاة ليلا ونهارا، وظل علي هذه الحال زمانا، حتى استحق أن يرى تلك الحمامة، وعلم أنها رمز للروح القدس. فلم يقل للقديس دوماديوس شيئا لئلا تدخله الكبرياء ولكنه أعلم الأب الأسقف بأمره فرسمه قسا. فذاع خبر قداسته حتى بلغ مسامع بطريرك ذلك المكان فأراد زيارته. ولما علم القديس بذلك هرب من هناك وأتى إلى كنيسة القديس قزمان حيث أقام بقربها يأكل نبات الأرض زمانا، وقد أجرى الله على يديه عجائب كثيرة. ولما خرج يوليانوس الملك لمحاربة الفرس، اجتاز بمغارة القديس فاعلموه بأمره فأمر برجمه فرجموه هو وتلميذه بحجارة صارت فوق المغارة كتل. وبعد سنين أظهر الله جسده فبنيت له كنيسة وقد أظهر الله عجائبه فيها.

صلاته تكون معنا. آمين.