24 أبيب: نياحة
القديس سيمون
الأول بابا
الإسكندرية
الثانى
والأربعين
وفي
مثل هذا اليوم
أيضا من سنة 416 ش (
18 يوليه سنه 700م)
تنيح البابا
القديس سيمون
الثانى
والأربعون من
باباوات
الكرازة
المرقسية. هذا
البابا كان
سرياني
الجنس، وقد
قدمه والداه
إلى دير الزجاج
الذى فيه جسد
القديس
ساويرس
الأنطاكى،
الكائن غربي
الإسكندرية.
فترهب به
وتعلم
القراءة والكتابة،
وحفظ أكثر كتب
الكنيسة.
ورسمه البابا
أغاثو قساً،
ولما ذاعت
فضائله وعلمه
انتخبوه
للبطريركية،
ورسم بطريركا
في 23 كيهك سنة 409ش
( 19 ديسمبر سنة
692م). فدعا إليه
معلمه الروحي
وأوكل إليه
تدبير أمور
البطريركية. وتفرغ
هو للصوم
والصلاة
والمطالعة.
وكان عائشاً
علي الخبز
والملح
بالكمون
والبقول، حتى أخضع
النفس
الشهوانية
للنفس
العاقلة
الناطقة. وقد
أجرى الله على
يديه آيات
عظيمة، منها أن
بعض الكهنة في
الإسكندرية
حنقوا عليه،
فتأمروا علي
قتله،
واتفقوا مع
أحد السحرة
فأعطاهم سماً
قاتلاً في
زجاجة.
وقدموها
للبابا علي أنها
دواء
ليستعمله
ويدعوا لهم،
فأخذها وبعد التناول
من الأسرار
الإلهية شرب
منها فلم تؤذه.
وإذ فشلوا في
مؤامرتهم
وضعوا سماً
آخر قاتلاً في
فاكهة التين.
واحتالوا علي
المكلف بعمل
القربان حتى
منعوه ذات
ليلة من عمله.
وذهبوا إلى
البابا في
الصباح
وقدموا له
التين هدية، وألحوا
عليه حتى
تناول جانبا
منه. فلما
أكله تألم من
ذلك ولزم
الفراش مدة
أربعين يوما.
وحدث
أن الملك عبد
العزيز حضر
إلى
الإسكندرية،
وسأل عن
البطريرك،
فعرفه الكتبة
النصارى بما
جرى له. فأمر
بحرق الكهنة
والساحر،
فتشفع فيهم
البابا
البطريرك
بدموع غزيرة.
فتعجب الملك
من وداعته. ثم
عفا عن الكهنة
وأحرق الساحر،
ومن وقتها
ازداد هيبة
ووقار في عيني
الملك، وسمح
له بعمارة
الكنائس
والأديرة.
فبنى ديرين
عند حلوان
قبلي مصر.
وكان هذا
البابا قد عين
قساً اسمه
مينا، وكيلاً
على تدبير
أمور الكنائس
وأموالها
وأوانيها
وكتبها. فأساء
التصرف وبلغ
به الأمر أن
أنكر ما لديه
من مال الكنائس.
وحدث أنه مرض،
فانعقد لسانه
عن الكلام.
ولما سمع
البابا بذلك
حزن وسأل الله
أن يشفيه، حتى
لا تضيع أموال
الكنائس ثم
أرسل أحد
تلاميذه إلى
زوجة ذلك القس
ليسألها عن
مال الكنائس
فلما اقترب من
البيت سمع
صراخاً وبكاء،
وعلم أن القس
توفى، فدخل
إليه وانحنى
يقبله. فعادت
إليه روحه
وجلس يتكلم
شاكراً السيد المسيح،
ومعترفا بأن
صلاة القديس
سيمون عنه هى
التى أقامته
من الموت.
وأسرع إلى
البابا
نادماً
باكياً، وقدم
ما لديه من
مال الكنائس.
وكان في أيامه
قوم يتخذون
نساء أخريات
علاوة علي
نسائهم،
فحرمهم حتى
رجعوا عن هذا
الأثم. وأقام
علي كرسي
البطريركية
سبع سنوات
وسبعة أشهر ثم
تنيح بسلام.
صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. أمين.