15 أبيب: نياحة القديس افرآم السريانى 

في مثل هذا اليوم من سنة 379م تنيح الأب القديس الأنبا افرآم السرياني. ولد في مدينة نصيبين في أوائل الجيل الرابع من أبوين وثنيين في أيام الملك البار قسطنطين. واتفق له أن اجتمع بالقديس يعقوب مطران نصيبين، الذى وعظه وعلمه حقائق الإيمان المسيحى، فآمن افرآم علي يديه، وتعمد منه ولبث عنده. وأخذ في التعبد الزائد حتى فاق أهل زمانه، وصار يجادل الأمميين، ويتغلب عليهم بالنعمة التى فيه. ولما اجتمع مجمع نيقيه صحب معلمه مار يعقوب إلى هناك.

وحدث في أحد الأيام والقديس مارافرآم قائم في الصلاة أن رأى عموداً من نور، ممتداً من الأرض إلى السماء. فلما تعجب من ذلك سمع صوتا يقول له: "هذا الذى رأيته هو القديس باسيليوس أسقف قيصرية." فأشتاق أن يراه وذهب إلى قيصرية، ودخل الكنيسة ووقف في زاوية منها فرأى القديس باسيليوس وهو مرتد بدلة الكهنوت موشاة بالذهب. فشك في قداسته. فأراه الرب حمامة بيضاء حلت على رأسه. ثم ألهم الله القديس باسيليوس بوجود القديس افرآم ، فاستدعاه باسمه فعجب الأنبا افرآم كيف عرفه وسلما على بعضهما. ثم رسمه القديس باسيليوس شماسا فزاد في نسكه. وظهرت منه فضائل عظيمة تفوق الوصف. منها أن إحدى النساء المحتشمات استحت أن تعترف للقديس باسيليوس مشافهة. فكتبت خطاياها منذ صباها في قرطاس، وأعطته للقديس باسيليوس. فلما تناوله وعرف ما فيه صلى من أجلها فأبيض القرطاس إلا من خطية واحدة كانت عظيمة. فبكت المرأة وتضرعت إليه أن يصلى عنها ليغفر الله خطيتها هذه. فقال لها: "أذهبي إلى البرية حيث القديس افرآم وهو يصلى من أجلك." فذهبت إليه وأعلمته بذلك. فقال لها: "أنا رجل غير أهل لهذه الدرجة. فعودي إلى القديس باسيليوس لأنه رئيس كهنة، وأسرعي قبل خروجه من هذا العالم." ولما رجعت المرأة وجدته قد تنيح، وهو محمول علي رؤوس الكهنة. فبكته وألقت القرطاس علي نعشه وصلت إلى الله مستشفعة بالقديس، ثم أخذت القرطاس فوجدته قد صار أبيض.

وقد صنع القديس افرآم آيات كثيرة. وفى أيامه ظهر ابن ديصان وكان كافراً، فجادله هذا الأب حتى تغلب عليه. وقد وضع مقالات وميامر كثيرة جداً. ولما أكمل جهاده انتقل إلى الرب.

صلاته تكون معنا. آمين.