8 أبيب: نياحة القديس كاراس  شقيق الملك ثاؤذوسيوس 

وفي مثل هذا اليوم أيضا تنيح القديس كاراس، شقيق الملك ثاؤذوسيوس الكبير. هذا القديس عرف جيداً فساد العالم وسرعة زواله، فترك كل ماله وخرج لا يقصد جهة معلومة، فأرشده الله إلى البرية الغربية الداخلية، وهناك قضى سنين كثيرة وحده، لم يبصر خلالها إنساناً ولا حيواناً، وكان في برية شيهيت قس قديس يسمى بمويه، وهو الذى كفن جسد القديسة إيلارية. وهذا الأب اشتهى أن يرى واحداً من عبيد المسيح السواح، فساعده الرب حتى دخل البرية الداخلية، فأبصر كثيرين من القديسين، وكان كل منهم يعرفه عن اسمه، والسبب الذى أتى به إلى هناك، أما هو فكان يسأل كلاً منهم قائلا: "هل يوجد من هو أكثر توغلاً في البرية منك؟" فيجيبه: " نعم" وهكذا حتى وصل إلى القديس كاراس آخر الجميع. وهذا ناداه من داخل مغارته قائلا: "أهلا بالأنبا بمويه قس شيهيت." فدخل إليه وبعد السلام سأله الأنبا كاراس عن أمور العالم وأحوال الولاة والمؤمنين. ولما كان المساء صلى القديس كاراس كثيرا، وسجد علي الأرض وأسلم الروح بيد الرب، فكفنه الأنبا بمويه بعباءته وانثنى راجعا يخبر عن سيرته وهو يمجد الله.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. أمين.