8 أبيب: شهادة أبيروه وأتوم 

وفي مثل هذا اليوم أيضا : استشهد القديسان أبيروه وأتوم، وقد ولد هذان القديسان ببلده سنباط من أبوين مسيحيين تقيين محبين لأعمال البر والصدقة. واسم الأب يوحنا والأم مريم وكان القديس أبيروه أشقر اللون أجعد الشعر طويل القامة أزرق العينين. والقديس أتوم طويل القامه أبيض اللون أكحل العينين أسود اللحية ولما بلغ أبيروه الثلاثين من عمره، وأتوم السابعة والعشرين، ظلا يلازمان الكنيسة وقت القداسات ويداومان علي الصدقة وإضافة الغرباء.

ولما ثار الاضطهاد أخذ بضاعة وذهبا إلى الفرما ليبيعاها، فوجدا مع بعض الجند جسد قديس يدعى نوا، فابتاعاه منهم بفضة ووضعاه في تابوت من رخام داخل منزلهما. وعلقا أمامه قنديلا فظهرت منه آيات كثيرة. وتأمل القديسان في زوال الدنيا ونعيم الآخرة. فوزعا أموالهما على المساكين، وذهبا إلى الإسكندرية، واعترفا بالمسيح أمام الوالي. فعذبهما كثيرا بالضرب والسياط، إلى أن سال دمهما على الأرض. ثم علقهما وأوقد تحتهما. فنزل ملاك الرب وأنزلهما، وشفاهما من جراحاتهما. ثم أرسلهما الوالي إلى الفرما. فلما رأي واليها شجاعتهما وجمال منظرهما عرض عليهما السجود للأوثان. ولما رفضا قلع أظافر أيديهما وأرجلهما ووضعهما علي أسياخ من حديد، وأوقد تحتهما.

وفي هذه الأثناء ماتت زوجة الوالي فسألهما أن يسامحاه عما صنع بهما. فصليا إلى الله من أجلها فأقامها الله من الموت، فآمن الوالى وكل من معه. وأطلق القديسين فعادا إلى بلدهما سنباط، وفرقا ما بقى من أموالهما، وأعطيا جسد القديس نوا، إلى رجل تقي اسمه صرابامون، وأوصياه أن يعلق أمامه قنديلاً علي الدوام، ثم ذهبا إلى الوالي واعترفا بالمسيح، فأمر بضربهما وسحبهما في المدينة حتى جرى دمهما علي الأرض. فأخذت منه امرأة صماء خرساء ودهنت به أذنيها ولسانها، فانفتحت أذناها، وانطلق لسانها في الحال، ومجدت السيد المسيح واعترفت به. فأمر الوالي بقطع رؤوسهم جميعا، فنالوا إكليل الشهادة. وكان حاضرا صرابامون التقى، فأخذ بعض أهالي سنباط جسدى القديسين وكفنوهما وحملوهما إلى بلدهم، حيث بنوا لهما كنيسة وضعوهما فيها، ووضعوا جسد القديس نوا. ويقال أنهما الآن بكنيسة القديسة بربارة بمصر القديمة.

صلاتهما تكون معنا. آمين.