5 أبيب: شهادة القديسين بطرس وبولس الرسولين 

في هذا اليوم استشهد القديسان العظيمان الرسولان بطرس وبولس. أما بطرس فكان من بيت صيدا وكان صياداً، فانتخبه الرب ثاني يوم عماده بعد انتخابه لأخيه اندراوس. وكان ذا إيمان حار وغيرة قوية. ولما سأل الرب التلاميذ. ماذا يقول الناس عنه. أجابوا: "إيليا أو أرميا أو أحد الأنبياء." فقال بطرس: "أنت هو المسيح ابن الله." وبعد أن نال نعمة الروح المعزى جال في العالم يبشر بيسوع المصلوب، ورد كثيرين إلى الإيمان. وقد أجرى الله علي يديه آيات كثيرة، وكتب رسالتين إلى جميع المؤمنين. ولما دخل رومية وجد هناك القديس بولس الرسول. وبكرازتهما آمن أكثر أهل رومية فقبض عليه نيرون الملك وأمر بصلبه. فطلب أن يصلبوه منكسا وأسلم روحه بيد الرب.

أما بولس الرسول فقد ولد بطرسوس قبل ميلاد المخلص بسنتين. وهو من جنس يهودى من سبط بنيامين، فريسى ابن فريسى. وكان عالما خبيرا بشريعة التوراة. شديد الغيرة عليها. مضطهدا المسيحيين.

ولما رجموا استفانوس كان يحرس ثياب الراجمين. وأخذ رسائل من قيافا إلى اليهود المتوطنين في دمشق للقبض علي المسيحيين. وبينما هو في طريقة إلى دمشق ، أشرق عليه نور من المسيحيين. وبينما هو في طريقة إلى دمشق، أشرق عليه نور من السماء فسقط علي الأرض، وسمع صوتا قائلا له: "شاول شاول لماذا تضطهدنى." . فقال: "من أنت يا سيد." فقال الرب: "أنا يسوع الذى أنت تضطهده.صعب عليك أن ترفس مناخس." ثم أمره أن يذهب إلى حنانيا بدمشق، وهذا عمده وللحال فتحت عيناه، وامتلأ من نعمة المعزى، وجاهر بالإيمان، وجال في العالم وبشر بالمصلوب، وناله كثير من الضرب والحبس والقيود، وذكر بعضها في كتاب أعمال الرسل وفي رسائله. ثم دخل رومية ونادى بالإيمان. فآمن علي يديه  جمهور كثير، وكتب لهم الرسالة إلى أهل رومية. وهى أولي الرسائل الأربع عشرة التى له. وأخيرا قبض عليه نيرون، وعذبه كثيرا وأمر بقطع رأسه. وبينما هو ذاهب مع السياف التقت به شابة من أقرباء نيرون الملك ، كانت قد آمنت علي يديه. فسارت معه وهى باكية إلى حيث ينفذ الحكم فعزاها ثم طلب منها القناع، ولف به وجهه وأمرها بالرجوع وقطع السياف رقبته وتركه، وكان ذلك في سنة 67م. فقابلت الشابة السياف أثناء عودته إلى الملك، وسألته عن بولس فأجابها: "إنه ملقى حيث تركته. ورأسه ملفوف بقناعك." فقالت له: "كذبت. لقد عبر علي هو وبطرس، وعليهما ثياب ملكية، وعلي رأسيهما تاجان مرصعان باللآلئ. وناولني القناع. وها هو." وأرته إياه ولمن كان معه. فتعجبوا من ذلك ، وآمنوا بالسيد المسيح.

وقد أجرى الله علي يدي بطرس وبولس آيات  عظيمة، حتى إن ظل بطرس كان يشفى المرضى ومناديل ومآزر بولس، تبرئ الكثيرين، فتزول عنهم الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة.

صلاتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائما. أمين.