30
بؤونة: ميلاد
القديس يوحنا
المعمدان
وكان
لباس يوحنا من
وبر الإبل
وعلي حقويه
منطقه من جلد،
وكان طعامه
الجراد والعسل
البرى وقد
أقام بالبرية
مواظبا علي
الصلاة
والتقشف، إلى
أن أمره الله
تعالى ـ لتتم
النبوة ـ أن
يبشر الشعب
بمجيء مخلص
العالم. لأنه مرسل
من الله ليشهد
للنور لكى
يؤمن الكل
بواسطته. ولم
يكن هو النور
بل ليشهد
للنور وفي السنة
الخامسة عشرة
من ملك
طيباريوس
قيصر حينما
كان بيلاطس
البنطى واليا
علي
اليهودية، وهيرودس
رئيس ربع علي
الجليل.
وفيلبس أخوه
رئيس ربع علي
ايطورية
وبلاد
تراكونيتس.
وليساتوس
رئيس ربع علي
أبيلية،
وحنان وقيافا
رئيسا للكهنة.
كانت كلمة
الله إلى
يوحنا بن
زكريا في
البرية فجاء
إلى بقعة
الأردن كلها
يكرز بمعمودية
التوبة
لمغفرة
الخطايا، كما
هو مكتوب في
سفر اشعياء
النبى: "صوت
صارخ في
البرية أعدوا
طريق الرب
اصنعوا سبله
مستقيمة. وكل
واد يمتلئ وكل
جبل واكمه
ينخفض،
والمعوج
يستقيم ووعر
الطريق يصير
سهلا ويعاين
كل بشر خلاص
الله."
وفي
تلك الأيام
أقبل يوحنا
المعمدان
يكرز في برية
اليهودية
ويقول:" توبوا
فقد اقترب
ملكوت
السموات."
وإذ
كان الشعب
ينتظر،
والجميع
يفكرون في قلوبهم
عن يوحنا لعله
هو المسيح،
أجابهم يوحنا
قائلا: "أنا
أعمدكم بماء
ولكن يأتى من
هو أقوى منى
الذي لست أهلا
أن أحل سيور
حذائه. هو
سيعمدكم
بالروح القدس
ونار. الذي
رفشه في يده
وسينقى بيده
ويجمع القمح
إلى مخزنه
وأما التبن
فيحرقة بنار
لا تطفأ." حينئذ
أتى يسوع من
الجليل إلى
الأردن إلى
يوحنا ليتعمد
منه فمنعه
يوحنا قائلا:
أنا محتاج أن
أعتمد منك
وأنت تأتى
إلى. فأجابه
يسوع قائلا:
اسمح الآن
لأنه هكذا
ينبغي لنا أن
نتمم كل بر.
حينئذ تركه.
فلما اعتمد
يسوع صعد
للوقت من الماء
فانفتحت له
السموات ورأى
روح الله نازل
مثل حمامة
وحالا عليه
وإذ صوت من
السماء قائلا
هذا هو ابني
الحبيب الذى
به سررت.
ثم
جاء تلاميذ
يوحنا إليه
وقالوا له: "يا
معلم هوذا
الذى كان معك
في عبر الأردن
الذي أنت قد
شهدت له هو
يعمد والجميع
يأتون إليه".
أجاب يوحنا
وقال: "لا يقدر
إنسان أن يأخذ
شيئا إن لم يكن
قد أعطى من
السماء. أنتم
أنفسكم
تشهدون لى إني
قلت لست أنا
المسيح، بل
إنى مرسل
أمامه. من له
العروس فهو
العريس، وأما
صديق العريس،
الذى يقف
ويسمعه،
فيفرح فرحا من
أجل صوت
العريس. إذا
فرحى هذا قد
كمل. وينبغى
أن ذلك يزيد
وأنى أنا
أنقص. الذى
يأتى من فوق
هو فوق
الجميع،
والذي من
الأرض هو أرضى
ومن الأرض يتكلم.
الذى يأتى من
السماء هو فوق
الجميع. وما رآه
وسمعه به يشهد
وشهادته ليس
أحد يقبلها،
ومن قبل
شهادته فقد
ختم أن الله
صادق لأن الذى
أرسله الله
يتكلم بكلام
الله. لأنه ليس
بكيل يعطى
الله الروح.
الآب يحب
الابن وقد دفع
كل شيء في يده.
الذى يؤمن
بالابن له
حياة أبدية،
والذي لا يؤمن
بالابن لن يرى
حياة بل يمكث
عليه غضب
الله."
ولما
رأي يوحنا أن
كثيرين من
الفريسيين
والصدوقيين
يأتون إلى
معموديته قال
لهم: "يا أولاد
الأفاعي من أراكم
أن تهربوا من
الغضب الآتي.
فاصنعوا
أثمارا تليق
بالتوبة ولا
تفتكروا أن
تقولوا في أنفسكم
لنا إبراهيم
أبا لأني أقول
لكم أن الله
قادر أن يقيم
من هذه
الحجارة
أولادا
لإبراهيم.
والآن قد وضعت
الفأس علي أصل
الشجرة. فكل
شجرة لا تصنع
ثمرا جيدا
تقطع وتلقى في
النار."
ولما
كان هيرودس
انتيباس بن
هيرودس
المدعو الكبير.
قد تزوج
بهيروديا
امرأة أخيه
فيلبس ضد كل
الشرائع، أتى
إليه القديس
يوحنا
المعمدان،
موبخا إياه
علي هذا الذنب
وعلي كل الشر
الذى يصنعه،
فأمر بناء علي
تحريض
هيروديا الفاجرة
أن يقبض علي
يوحنا ويقيد
بالسلاسل ويوضع
في السجن داخل
الحصن المدعو
ماكرونده.
واستمر
يوحنا في هذا
السجن، مدة
سنة كاملة، دون
أن يمكن
لهيرودس أن
يقتله. وكان
تلاميذه يترددون
بكل شجاعة علي
معلمهم وهو في
السجن، كما
أنه لم يهمل
واجباته
نحوهم،
مبرهنا لهم أن
يسوع هو
المسيح
المنتظر.
وحينما شاع في
كل مكان خبر
العجائب التى
كان مخلصنا
يصنعها، كان
يوحنا يريد أن
يكون تلاميذه
شهود عيان
لعجائب المسيح
حتى يثبتوا
علي الإيمان
به .
فأرسل
وهو في السجن
اثنين من
تلاميذه
يقولان ليسوع:
"هل أنت
المسيح الآتي
أم أنتظر
آخر؟" فأجاب يسوع
وقال لهما:
"اذهبا
واعلما يوحنا
بما سمعتما
ورأيتما.
العمى يبصرون
والعرج يمشون
والبرص
يطهرون والصم
يسمعون
والموتى
يقومون والمساكين
يبشرون .
وطوبى لمن لا
يشك في."
ثم
قال يسوع
للجموع عن
يوحنا: "ماذا
خرجتم إلى البرية
لتنظروا؟
أإنسانا
لابسا ثيابا
ناعمة؟ هوذا
الذين عليهم
اللباس
الناعم في
بيوت الملوك.
أم ماذا خرجتم
لتنظروا؟
أنبيا ؟ نعم. أقول
لكم وأفضل من
نبى. فأن هذا
هو الذى كتب
عنه: "ها أنذا
مرسل ملاكي
أمام وجهك
الذى يهيئ طريقك
أمامك. الحق
أقول لكم لم
يقم بين مواليد
النساء، أعظم
من يوحنا
المعمدان.
ولكن الأصغر
في ملكوت
السموات أعظم
منه ومن أيام
يوحنا
المعمدان إلى
الآن ملكوت
السموات يغصب.
والغاصبون
يختطفونه. لأن
جميع
الأنبياء
والناموس إلى
يوحنا تنبأوا.
وأن أردتم أن
تقبلوا فهذا
هو إيليا
المزمع أن
يأتى. من له
أذنان للسمع
فليسمع. وبمن
أشبه هذا
الجيل . يشبه
صبيانا جلوسا
في السوق
يصيحون
بأصحابهم
قائلين: زمرنا
لكم فلم
ترقصوا، نحنا
لكم فلم
تلطموا. جاء
يوحنا لا يأكل
ولا يشرب
فقالوا أن به
شيطانا. وجاء
ابن البشر
يأكل ويشرب ،
فقالوا هوذا
إنسان أكول
وشريب خمر.
محب للعشارين
والخطاه.
والحكمة
تبررت من
بنيها."
وقال
السيد المسيح
له المجد عن
يوحنا المعمدان
أيضا: "كان هو
السراج
الموقد
المنير وأنتم أردتم
أن تبتهجوا
بنوره ساعة."
وكانت
هيروديا تريد
التخلص من
يوحنا المعمدان،
فدبرت
مكيدتها في
يوم الاحتفال
بميلاد هيرودس.
فلما كان مولد
هيرودس رقصت
ابنة هيروديا
في الوسط ،
فأعجبت هيرودس،
ولذلك وعدها
بقسم أن
يعطيها كل ما
تطلبه. فتلقنت
من أمها ثم
أتت وقالت:
"اعطني ههنا
رأس يوحنا
المعمدان في
طبق." فحزن
الملك، ولكن
من أجل
اليمين
والمتكئين
معه أمر أن
تعطاه. وأرسل
فقطع رأس
يوحنا في
السجن. وأتى
بالرأس في طبق
ودفع به إلى
الصبية فجاءت
بها إلى أمها.
فجاء تلاميذه
وأخذوا جسده
ودفنوه وأتوا وأخبروا
يسوع. فلما
سمع مضى من
هناك في سفينة
إلى البرية،
وتبدل فرح
الجمع بعيد
هيرودس حزنا.
أما الرأس
فطار من
أيديهم وهو
يصرخ قائلا: "لا
يحل لك أن
تأخذ امرأة
أخيك."
وحدث
موت القديس
يوحنا
المعمدان في
أواخر السنة الحادية
والثلاثين،
أو في بدء
السنة
الثانية والثلاثين
للمسيح. وقد
شابه هذا
القديس الملائكة
بسيرته
الطاهرة،
وامتلأ من
الروح القدس
وهو في بطن
أمه ومات
شهيدا للحق.
صلاته
تكون معنا.
ولربنا المجد
دائما. آمين.