25 بؤونة: نياحة البابا بطرس الرابع البابا الرابع والثلاثين من باباوات الكرازة المرقسية

وفيه أيضا من سنة 285ش (19 يونية 596م) تنيح القديس المجاهد البابا بطرس الرابع البطريرك الرابع والثلاثون من باباوات الكرازة المرقسية. وذلك لما تنيح سلفه البابا ثاؤذوسيوس في المنفى بأمر وسباسيانوس الملك لأنه لم يوافقه علي قرارات مجمع خلقدونية، تقدم أعيان مدينة الإسكندرية إلى واليها في ذلك الوقت وكان رجلا صالحا مستقيم الرأى، وأظهروا له ألمهم من خلو الكرسى البطريركي، فأشار عليهم أن يذهبوا إلى دير الزجاج، كما لو كانوا ذاهبين للصلاة. ثم يرسموا هناك البطريرك الذي يرغبونه. ففرحوا بذلك وأخذ الأساقفة هذا الأب بطرس إلى هناك ورسموه بطريركا، في أول مسرى سنة 283ش (25 يوليه سنة 567م). وكان الأنبا ساويرس الأنطاكى قد تنيح. فلما بلغ أهالي إنطاكية أن المصريين قد رسموا لهم بطريركا يسمي ثاؤفانيوس. وتراسل هو والبابا بطرس برسائل الإيمان الأرثوذكسي. وكان كل منهما يذكر أخاه في صلاة القداس. إلا أن كلا منهما لم يجرؤ علي الذهاب إلى مقر كرسيه. فكان البابا بطرس يقيم في دير أفتونيوس بظاهر إنطاكية.

وكان يومئذ بظاهر الإسكندرية ستمائة دير واثنتان وثلاثون قرية، جميع سكانها أرثوذكسيون. وكانت مدينة الإسكندرية ومدن مصر والصعيد ورهبان الأديرة بجبل شيهيت وأثيوبيا والنوبة تحت رئاسة البابا بطرس. ولم يكن يفتر عن إرسال الرسائل إلى المؤمنين ليثبتهم علي الإيمان المستقيم. وكان يطوف أديرة الإسكندرية وقراها، يعلمهم ويعظهم ويثبتهم. وكان قد اختار رجلا قديسا عالما يسمى داميانوس وجعله كاتبا له وأوكل إليه الاهتمام بالكنائس، وهو الذي صار بطريركا بعده. أما البابا بطرس فقد استمر في الاهتمام برعيته وتثبيتهم علي الإيمان الأرثوذكسي حتى تنيح بسلام.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.