11 بؤونة: شهادة القديس أقلوديوس 

في مثل هذا اليوم استشهد القديس الجليل أقلوديوس بن ابطلماوس أخى الملك نوماريوس كان محبوبا من جميع أهل إنطاكية لحسن صورته وشجاعته، ولمحبتهم به عملوا له صورة وعلقوها علي بابا مدينة إنطاكية. ولما كفر دقلديانوس وأثار الاضطهاد علي المسيحيين اتفق هذا القديس مع القديس بقطر بن رومانوس على الاستشهاد من أجل اسم المسيح، فظهر لهما الشيطان في شبه شيخ وقال لهما: "يا ولدى أنتما في سن الشباب بعد، ومن أولاد الأكابر، وأخاف عليكما من هذا الكافر. فان قال لكما أسجدا للأوثان فوافقاه. وفى منزلكما يمكنكما أن تعبدا المسيح خفية." ففطن الاثنان إلى أنه شيطان في زي شيخ وقالا له: "يا ممتلئا من كل شر اذهب عنا." وللوقت تبدل شخصه وصار كعبد أسود، وقال لهما : "هوذا أنا أسبقكما إلى الملك وأحرضه على سفك دمكما."

واستحضر الملك القديس أقلوديوس وعرض عليه عبادة الأوثان ووعده أن يجعله مكان أبيه. فلم يلتفت إلى وعوده وخاطبه بكل جرأه موبخا إياه على عبادته الأوثان. فلم يجسر الملك على أن يمسه بأذى لمحبة الإنطاكين له. فأشار عليه رومانوس الوزير والد القديس بقطر بإرساله إلى مصر ليقتل هناك، فأرسله مصحوبا بكتاب إلى والى أنصنا يقول له فيه: "إن أقلوديوس لم يخضع لأمرنا ولا أذعن لقولنا. فلاطفه بكل جهدك أولا ، فأن لم يرجع عن رأيه فاقطع رأسه."

فلما علم القديس بذلك استدعى صدريخس زوج أخته وأوصاه علي ماله ثم ودعه، ومضى مع الجند إلى مصر. ولما وصل إلى أريانا والى أنصنا استقبله واقفا وقبل يديه قائلا : "يا سيدي اقلوديوس لا تخالف أمر الملك." فأجابه القديس : "لم أرسل إليك لتطغيني بكلامك، بل لتتم ما أمرك به الملك." وظل الاثنان بين أخذ ورد إلى أن اغتاظ أريانا من أجوبة القديس وطعنه بحربة. فأسلم الروح ونال إكليل الشهادة. وأتى قوم من المؤمنين وأخذوا جسده وكفنوه، ووضعوه مع جسد القديس بقطر الذى كان قد استشهد قبل ذلك بقليل حتى انقضى الاضطهاد، فأتت أم بقطر وأخذتهما إلى إنطاكية.

صلاتهما تكون معنا. آمين.

ابن نوماريوس هو الشهيد يسطس وقد وردت سيرته تحت اليوم العاشر من شهر أمشير