7
بؤونة: شهادة
القديس
ابسخيرون
الجندى
السنكسار
في
مثل هذا اليوم
استشهد
القديس
الجليل ابسخيرون
الجندى الذى
من قلين. وكان
من جند أريانا
والي أنصنا.
ولما صدرت
أوامر
دقلديانوس
بعبادة
الأوثان برز
هذا القديس في
وسط الجمع
الحاضر،
مبينا ضلال
الملك، لاعنا
أوثانه. فقبضوا
عليه وأودعوه
السجن الذى
كان في قصر الوالي
بأسيوط. فاتفق
معه خمسه من
الجنود( ألفيوس
وأمانيوس
وأركياس
وبطرس
وقيرايون) علي
أن يسفكوا
دمهم علي اسم
المسيح. فلما
مثلوا أمام الوالي،
أمر بتقطيع
مناطقهم
وتعذيبهم
وصلب بعضهم
وقطع رؤوس
الآخرين. وأما
القديس ابسخيرون
فقد عذبه
بمختلف
العذابات،
ولكن الرب كان
يقويه ويصبره
ويشفيه من
جراحاته،
فاستحضر ساحرا
يسمى اسكندر،
قدم للقديس
شيئا من السم القاتل
قائلا: "يا
رئيس
الشياطين
اظهر في هذا المسيحي
قوتك." فتناول
القديس السم
ورسم عليه
علامة الصليب
وشربه، فلم
ينله أي أذى.
فتعجب الساحر
وآمن بإله
القديس
ابسخيرون.
فقطع الوالي
رأس الساحر
ونال إكليل
الشهادة. أما
القديس فقد
ازداد الوالي
غضبا عليه
وبعد أن عذبه كثيرا
أمر بقطع رأسه
أيضا. فنال
لإكليل الشهادة.
صلاته
تكون معنا.
ولربنا المجد
دائما. أمين.
سيرة
القديس
الشهيد
ابسخيرون
الجندى
الشهير
بالقلينى
عن
كتاب: سيرة
القديس آبا
سخيرون
الجندى الشهير
بالقلينى
إصدار مكتبة
كنيسة
العذراء محرم
بك. فى مقدمة
الكتاب يذكر
أن السيرة
أخذها من
مخطوط 250ميامر
ومخطوط 267
ميامر بدير
السريان ومراجع
أخرى
فى أثناء حكم
دقلديانوس
أصدر منشوراً
وأرسله إلى
المسكونة
كلها ومضمونه
هكذا: "أنا
دقلديانوس
آمر كل سكان
العالم
وأقطار
الأرض، الكبار
والصغار،
والذكور
والإناث
وجميع الشعوب
والأجراء
العبيد
والسلاطين
ومن دونهم أن
يرفعوا
البخور
للآلهة
أبولون
وأردميس
وأبيان
وأبنورس، ومن
خالف أوامرنا
يعذب بكل
العذاب وأنواع
العقاب إلى أن
يسجد للآلهة
وإلا تؤخذ
رأسه، وعلى
ولاة الكور
تنفيذ هذا
المنشور. ثم
أرسل الملك
هذا المنشور
مع رسله إلى
يوليانوس
والي الإسكندرية
وأرمانيوس
المقدم، فقرأ
بمدينة
الإسكندرية،
وأرسل إلى
الكور
القبلية والبحرية.
وهكذا
قرأت الرسالة
بكل مكان وسمع
من المسكونة
حتى انتهت إلى
مدينة أتريب،
فأخبروا واليها
بأمر الملك
بقراءة هذا
المنشور علي مسامع
الجميع لكي
يسارعوا إلى
عبادة
الآلهة، وعليه
أن يجمع جنوده
من كبيرهم إلى
صغيرهم ليرفعوا
البخور
للآلهة،
وأخبروه أن
الملك شدد فى
تنفيذ هذا
الأمر علي
المسيحيين،
فإنه يبغضهم،
وهو يطلبهم
ليعبدوا
الآلهة ومن
خالف أوامره
تؤخذ رأسه.
فلما كان
بالغداة قام
مناد ليجمع كل
أحد ويسمعوا
منشور الملك
وأن يمتثل
الجميع
لأوامر الملك.
وعندئذ لم يبق
أحد حتى بادر
بالحضور. وبعد
أن قرأ
المنشور هتف
الجنود في المجتمعين
أن يطيعوا
أوامر الملك
لأن من خالف
أمره يكون
مضاد للملك،
وهذا لا يربح
شيئا بل يموت
وتباد ذكراه،
وتقدم الجنود
أولا ورفعوا
بخورا وهم
ساجدين أمام
الأصنام
هاتفين أن يحيا
الملك وتبقى
آلهته.
ومر
الجنود واحد
بعد الآخر
وجاء دور
الجندي الشاب
الشجاع
ابسخيرون
ليرفع البخور
للآلهة ويقدم
الولاء والطاعة
لأوامر الملك
ولكنه قام في
شجاعة، ورفض
أن يسجد
للأوثان وقال
لهم: "من هم
الآلهة التى
أسجد أمامها
وأرفع البخور
أمامها."
فالتفت إليه
الجنود
وقالوا له:
"ألم تسمع
أوامر الملك
أن يرفع كل
أحد البخور
لأبلون
وأردميس
وبقية آلهة
الملك كما
رفعنا نحن.
فأجابهم
القديس: "من هو
دقلديانوس
ومن هم آلهته
النجسة." وكان هذا
من القديس
بحضرة رسل
الملك، فغضب
الوالي
ولكي يؤكد
ولاءه للملك
قام وسط
الحاضرين ولطم
القديس علي
فمه لطمة قوية
وهو يصرخ في
وجهه: "لا يجب
أن تزدرى
بأوامر
الملوك."
وللوقت تقدم
القديس في
شجاعة وخلع
منطقته
الجندية التى
كان متمنطقا
بها وألقاها
أمام الوالي،
مما أثار غضب
الوالي أكثر
فصاح في وجه
القديس: "ما
هذا الفعل القبيح
الذى تجاسرت
علي فعله، إذ
خلعت منطقتك ورفضت
جنديتك وأهنت
عظمة الملك."
أما القديس فلم
يرهب غضب
الوالى أو
صياحه وأجابه
في هدوء: "أنا
لا أحب من
الآن أن أكون
جنديا لهذه المملكة،
ولا أعبد هذه
الآلهة
النجسة." فانتفض
الوالي من
مكانة وأمر أن
يحتفظوا
بالقديس في
سجن القصر.
مكث القديس في
سجن القصر وهو
قوى وشجاع
وفرح، وكان
للقديس اثنين
من الأخوة
جاءوا إليه في
السجن، وكانا
يبكيان أمامه
عسى أن يتأثر
من دموعهما،
ويخاطبونه
مظهرين
شفقتهم به
وتخوفهم عليه
ووقف القديس
أمامهم ولم
يجبهم بكلمة
فظلوا
يسألونه عن
سبب اعتقاله
وأخذوا
يستعطفونه
حتى أقلقوه جدا،
أما هو إذ
رآهم هكذا أخذ
يقول لهم: "يا
أخوتي انهم
طلبوا منى أن
أجحد الله
وأنكره وأعبد
آلهة لست
اعرفها ولم
اسمع بها،
فأبيت أن أقدم
علي هذا الفعل
القبيح."
فقالوا له: "يا
أخانا إن كان
جميعهم قد
رفعوا
البخور، فلم
لا ترفع أنت
وتمتثل
لأوامرهم
لئلا يبلغوا
مخالفتك للمقدم."
فأجابهم
القديس: "لا
تحيدوا عن
معرفة الله
لئلا تموتوا،
واعترفوا
باسم يسوع المسيح
ولا تجحدوه ما
دمتم في
الجسد،
واياكم من
عبادة
الأوثان صنعة
الأيدي، فقد
تنبأ داود
عليهم قائلاً
آلهة الأمم
ذهب وفضة،
أعمال أيدي
البشر لها
أفواه ولا
تتكلم وأعين
لا تنظر وآذان
ولا تسمع
وأيدي ولا
تلمس وأرجل
ولا تمشى،
مثلها يكون
صانعوها ومن
يعبدوها."
ولما فشل
أخوته في
اقناعة
باللين
حاولوا أن
يثنوا عزمه
بالقسوة
معلنين أنهم
أبرياء منه،
ولا يحسب
أخاهم ولن
يعرفوه إذا
استمر في
إصراره، وإذ
فشلوا بهذه
الطريقة أيضا
اتهموه
بالسحر وصاحوا
في وجهه: "إننا
نعلم ضلالتك
وقد سمعنا بأعمالك
التى كنت فيها
وقد تحقق
وانكشف اليوم
ما سمعناه
بالأمس وظهر
اليوم سحرك."
وإذ رأوا ثبات
القديس وقوة
إيمانه عادوا
محاولين
إقناعه
وإثارة
عاطفته ببكائهم
فقالوا له: "يا
أخانا إننا لم
نسمع قط عن إله
اسمه يسوع
وليس إله إلا
أبولون
وأردميس وأبيروس
الذين نعرفهم
والواجب
بالأكثر أن
تعبدهم." وظل
القديس يظهر
لحم الإيمان
الحقيقي ولما
لم يجد وسيلة
لإقناعهم نهض
وأدار وجهه
نحو الشرق وهو
في السجن ورفع
عينية إلى
السماء وأخذ
يصلىقائلاً:
"أسمعني أيها
الرب إلهي
واستجب دعائي
وأسرع
لمعونتي
وخلاصي
واسترني بظل
رعايتك، فإن
لك المجد أيها
الثالوث
القدوس
القائم أمامه
الشاروبيم
والمسبح من
الطغمات
السمائية،
اطلب إليك
أيها الإله
المتحنن أن
ترسل إلى
ملاكك
ليحرسني في كل
موضع أكون فيه
فيكون معي في
شدائدى،
وارحم أخوتي
فانهم لم يعرفوك
ولم يسمعوا
باسمك ولم
يفهموا طرقك."
ولما فرغ
القديس من
صلاته، أضاء
السجن بنور
شديد وظهر له
ملاك الرب
وخاطبه قائلا:
"لا تخف وتقو
فإنى أما معك
ولا أدعك
وحدك، لأن
الرب اختارك
ولك إكليل في
السماء فأصبر
إلى المنتهى
وستظهر قوات
عظيمة منك عند
استشهادك،
أنا هو ملاك
الرب المنقذ
لك منذ صغرك
وكائن معك.
أيها
الطوباوي
ابسخيرون كن
متيقظا ولا
تجعل العالم
يخدعك فقد أضل
كثيرين ولا تخف
أنا معك
وأخلصك من
سائر شدائدك
بقوة إلهي وملكي
يسوع المسيح
الذى أرسلني
إليك لأقويك." وبعد
ما حدثه
الملاك بهذا
مضى عنه إلى
السماء والقديس
شاخص إلى فوق
يشاهده.
وفي صباح
اليوم التالي
أمر النائب والعظماء
أن يقدموا
القديس
ابسخيرون
لينظروا
قضيته. فأحضروه
من السجن
وأقاموه
أمامهم وسأله
الوالي أن
يرفع البخور
للآلهة،
وأجابه
القديس أنه لن
يرفع البخور
للأوثان وأنه
جندي ليسوع
المسيح الملك
والإله
الحقيقي وصاح
الوالي أنه لا
يوجد إله غير
الآلهة
الكرام وليس
ملك إلا دقلديانوس
من هو يسوع
هذا، فصرخ
القديس
ابسخيرون في
وجهه قائلا:
"لا تجدف علي
اسم إلهي الذى
روحك بيده."
فغضب الوالى
ووثب عليه
ولكمه في فمه. عندئذ
قام أهل
المدينة
ومنعوه من
ضربه قائلين
له: "لا تضربه
بدون أمر من
المقدم بل يجب
أولا أن يحكم
عليه." فنهض
النائب ثائرا
وقال للعظماء:
"ألم تسمعوا
كيف يتعدى علي
الملك ويشتم
ويجدف على
الآلهة، وحق
عظمة الملك أنا
لن أتخلى عنه
حتى يرفع
البخور
للآلهة وإلا أكتب
إلى المقدم
بأن تؤخذ
رأسه." وأمام
ثبات القديس
وعناد النائب
تشاور
العظماء
وطلبوا من النائب
أن يتمهل
عليهم قليلا
إن كانوا يقدرون
أن يطيبوا قلب
ابسخيرون
لعله يرفع
البخور. وقام
العظماء
وأظهروا
عطفهم علي
القديس وصرفوه
في هذا اليوم
من المحاكمة
وفي الغد ذهبوا
إليه وأظهروا
ترفقا به أكثر
من الأمس
وأخذوا
يلاطفونه
محاولين
إرضاءه
وقالوا له في
رفق: "يا سيدنا
ابسخيرون
حاشاك أن تضل
كما ضل أناس
كثيرون
وجهلوا، وأنت
تعلم محبتنا
لك وتعظيمنا
لشأنك، والآن
فارجع عن هذا
الرأي الذى لا
يليق
بجنديتك، ولا
تتبع هؤلاء
القوم السحرة
لئلا تموت
موتا رديئا.
وقد أوصيناك
مرات كثيرة أن
لا تذكر هذا
الاسم الذى هو
يسوع في فمك لأننا
سمعنا أن
الشياطين
جاءوا إليه
ليجربوه وقوم
جعلوه إلها
وسمعنا أيضا
أنهم صلبوه، فاسمع
لنا لأن
الأفضل لك أن
ترفع البخور
للآلهة
الكرام لا
سيما أبولون
الذى لا توصف
كرامته."
فأجابهم
القديس: "أنا
غير محتاج إليكم
لكي تعرفوني،
أنتم بكلامكم
هذا تجدفون علي
الله، وأن كل
الخطايا تغفر
لبنى البشر
إلا من جدف
علي روح الله
القدوس، ولما
لم ينجحوا في
إقناعه عادوا
إلى منطق
الضغط
والوعيد قائلين
له: "إذا لم
ترفع البخور
نحن ندعهم يقتلونك
قبل أن تغيب
الشمس لأنك
تجرأت أن
تتكلم هكذا،
وقد ثبت أنك
ساحر ومثلك
يجب أن يموت."
أما القديس
فأجابهم في
هدوء وسلام
قائلاً:
"اعلموا أني
لا أخاف ممن
يقل الجسد،
لأنه يجب أن
أخاف فقط ممن
يقدر أن يهلك
الجسد والنفس
في جهنم."
أما العظماء
فعندما سمعوا
منه ذلك ورأوا
ثبات قلبه
وصلابة
إيمانه لم
يجدوا وسيلة
في إقناعه
فاتفقوا أن
يذهبوا إلى
النائب، فقاموا
وذهبوا إليه
وأخبروه انه
لم تجد مع
القديس أية
وسيلة فيجب أن
ينفذ فيه إرادته.
وكان الوالي
في هذا الوقت
متحير من هذا
السجين ويفكر
في الحيلة
التى يرجع بها
القديس عن
إيمانه، فذهب
إليه وقال له:
"أيها البائس
أشفق على نفسك
وقدم البخور
للآلهة لئلا
تضطرني أن
أرسلك إلى
المقدم فيحكم
عليك وتموت،
لذلك أنا
أكلمك هذه
المرة، واعلم
أننا لا نريد
لك شرا، وإن
كنت أخذت في
قلبك من أجل
أني لطمتك فقم
ورد لي اللطمة
أربعة اضعاف،
اسمع لي وارفع
البخور
للآلهة، وعند
ذلك نكتب للملك
ونعرفه
شجاعتك في
الجندية،
وأنت ذو جنس
كريم، وتصير
من الآن أخانا
وحبيبنا."
ولكن القديس
لم يسمع له
معلنا أنه لا
يقدم البخور
للأوثان، أما
الوالي
فعندما رأى أن
هذه الطريقة
لم تجد معه
عاد إلى
مخاطبته متوعداً
قائلاً: "أترك
شجاعتك
وتجلدك فإننا
بعد مخالفتك
نرسلك إلى
المقدم فتنال
عقابك وتصير مرفوضا."
وفى قلب هادئ
أجابه القديس:
"أفعل ما بدا
لك ولا تؤخر،
أنا لا أعبد
غير إلهى وملكي
يسوع المسيح
الذي له
السجود وحده."
فامتلأ النائب
والعظماء
غيظاً وحنقاً
علي القديس وانصرفوا
غاضبين بعد ما
كتبوا رسالة
مضمونها هكذا:
" أنه لما وردت
أوامر سادتنا
الملوك
بعبادة
الآلهة
الكرام وأنه
إن وجد أحد
يسمى مسيحيا
ولا يسجد
للآلهة
الكرام يعذب
بأنواع
العذاب، وحيث
أننا وجدنا
ابسخيرون هذا
مخالفا
لأوامر
الملوك وغير
طائع ولا راض بعبادة
الآلهة لذلك
نرسله مربوطا
مع أربعة جنود
وهذه أسماؤهم:
فالوظى
وديونياس
ودياسيوس
وكيرس."
بعدما تقرر
محاكمة
الجندي ابسخيرون
لخروجه عن
طاعة مليكه
وعدم امتثاله
لأوامر
الوالي
والعظماء
ورفضه السجود
للأوثان
استلم لحراس
الأربعة
أوراق قضيته
تمهيدا
لترحيلة إلى
مدينة انصنا حيث كان
يحاكم فيها
المسيحيون
الذين لم تجد
معهم كافة
الطرق
لإجبارهم علي
السجود للأوثان
والتجديف علي
اسم الرب
يسوع.
وكان حاكم
انصنا
اكثر ولاة
الإمبراطورية
الرومانية
قسوة وكان
يتفنن في
تعذيب آلاف
المسيحيين
بكافة الطرق
الوحشية وقام
بعدة جولات في
مدن الصعيد ليشرف
بنفسه على
تعذيب
المسيحيين
وهو الذى صنع
مذابح إسنا
وأخميم حيث
أراق دماء
أعداد كبيرة
من المسيحيين
المؤمنين
بالرب يسوع
والذين رفضوا
أوامر الملك
بالتبخير
والسجود للأوثان.
ترحل
القديس في
حراسة
الأربعة جنود
ومعهم أوراق
قضيته وهو
مقيد
بالسلاسل في
عنقه ويديه ورجليه.
وحول وسطه
شريط (طوق)،
وحملوه في إحدى
السفن
الشراعية
متجهين إلى
الوجه القبلي.
وطوال الرحلة
كان القديس
مربوطا داخل
"خن"
المركب وحوله
بالسفينة
الجنود
يأكلون ويشربون
ووسط الوحدة
والظلام
والآلام رفع
القديس قلبه
وعينيه إلى
السماء وصلي
قائلا: "يا الله
الآب ضابط
الكل وابنك
الحبيب يسوع
المسيح وروح
قدسك، أنا
أسألك أيها
الثالوث
الأقدس
ليتمجد اسمك
لا تتركني ولا
تتخلى عنى."
عند ذلك
توقفت
السفينة في
وسط النيل
وبطلت قوة الريح
وانحلت
وثاقات
القديس
وانفتح باب
سجنه، فخرج
القديس
ابسخيرون
ووقف وسط
السفينة أما
الجنود فقد
سمعوا صوتا
قائلا له: "لا
تخف يا حبيبي ابسخيرون
أنا يسوع الذى
آمنت به، أنا
كائن معك في
كل مكان تذهب
إليه وأخلصك
من شدائدك."
فسجد للرب
وصلي قائلا:
"يا سيدي أنت
رجائي وقوتي فإنه
ليس لى رجاء
سواك." عندئذ
صعد الجنود
فنظروا
القديس
ابسخيرون وهو
واقف وسط السفينة
وقد حلت كل
قيوده فخافوا
خوفا شديدا وخاطبوه:
"يا أخانا ما
الذى فعلناه
بك حتى تقوم بالسحر
علينا بهذا
الاسم وتريد
قتلنا؟ هل نحن
الذين كتبنا
من أجلك أو
نحن نريد
قتلك؟"ولم يلتفت
إليهم القديس
فقد كان
ساجداً يشكر
الله الذى أتى
يعزيه ويقويه
في ضيقته، أما
الجنود
فاقتربوا من
القديس وهم في
خوف منه وأخذوا
يقيدونه
بالأغلال
والقيود في
يديه ورجليه وأعادوه
إلى مكانه
وصاروا
يتحدثون فيما
بينهم وهم في
دهشة وخوف
وأثناء ذلك
عادت السفينة إلى
سيرها وسط
النيل.
اشتدت الريح
وأسرعت
السفينة في سيرها
حتى وصلت إلى
مدينة أنصنا
فنزل الجنود
ومعهم القديس
مقيداً وتوجهوا
إلى مقر
الوالي
ولكنهم لم
يجدوه في المدينة
فتقصوا
أخباره من دار
الولاية
فعلموا أن له
ثلاثة أيام
بمدينة أسيوط
فعادوا إلى
السفينة
واقلعوا
متجهين إلى
أسيوط، ولما
وصلوا المدينة
أخذوا القديس
وكان له عدة
أيام لم يأكل أو
يشرب، وكان
موثق اليدين
والرجلين
بالقيود
والأغلال
وحوله أربعة
جنود وما إن
بلغوا الباب
الكبير الذى
للمدينة حتى
جلس القديس
ليستريح على
الأرض من شده
التعب. وكان
هناك جنودا من
أسوان ومن
اسنا، وهؤلاء
عبيد المسيح
فتقابلوا
جميعا عند باب
المدينة
وتعارفوا مع
بعضهم
وتبادلوا
وكانوا
جميعهم جنودا
وواحد منهم فقط
كان شماسا.
وبعد أن
تعارفوا قال
لهم القديس
ابسخيرون:
"أيها الأخوة
أن الرب قد
جمع بيننا في
يوم صالح."
فأجابوه
قائلين: "يا
أخانا إننا
أرسلنا إلى
هنا لأجل اسم
يسوع المسيح."
فقال لهم
القديس:
"ياأخوة لقد
تمتعت برؤية الرب
يسوع المسيح
وأنا فى
السفينة
قادما إلى هنا
فتشجعوا
واصبروا لأن
الأكاليل هى
كل يوم وليس
التعب
والجهاد في كل
وقت. انظروا
الذين تقدموا
وماتوا على
اسم المسيح
ولا تصيروا
ذوى قلبين ولا
تخافوا من هذا
المخالف."
وأجاب
القديس
اركياس انه
رأى أيضا هذه
الرؤيا ومضى القديس
ابسخيرون
يشدد قلوبهم
ويثبت إيمانهم
أما الجند فقد
ذهبوا إلى
الوالي وكان
يدعى مكسيماس.
ولما
ذهب الجند
ومعهم القديس
إلى قصر
الوالي كان
الوالي في هذا
اليوم ذاهبا
إلى الحمام واحضروا
إليه الكتب
(الرسالة)
وأعادوا
قراءتها عليه
وعرضوا عليه
القديسين
واحداً بعد
الآخر فلما قدموا
إليه القديس
ابسخيرون وفى
عنقه الأغلال
وهو مكبل
بالحديد قال
له: "أنت
ابسخيرون الذى
كنت جنديا
بأتريب."
أجابه القديس:
"نعم أنا هو."
فقال له
الوالي: "هذه
كتب النائب
بأتريب وردت
إلينا بسببك
ويذكر فيها
انك قد رفضت جنديتك
وأنك في بادئ
أمرك بلا
ناموس ولما
عرضوا عليك
السجود لآلهة
الملك لم تفعل
وجدفت عليهم
وشتمت عظمة
الملك." فلم
يجبه القديس
بشيء عن هذا
الكلام فقال
له الوالي: "لم
لا تتكلم أيها
البائس
الشقى؟"
فأجاب القديس:
"أنا لا أرفع البخور
للأوثان ولو
كنت تعبدت
لآلهتك لم
يحضروني
إليك؟ والآن
ها أنا أمامك
أفعل ما شئت."
فأجاب أحد
المشيرين
للوالي
قائلاً: "يا سيدي
بلغني أن
ابسخيرون هذا
ساحر عظيم وهو
يعبد رئيسا
عظيما
للشياطين
يسمى يسوع،
فقال له القديس:
"لأنك جدفت
علي يسوع فهو
يأمر واحداً من
الشياطين أن
يدخل فيك."
وقبل أن يفرغ القديس
من كلامه وثب
روح رديء علي
الرجل مشير الوالي
وأخذ يعذبه
وصرعه فجرد
سيفه وأراد قتل
مكسيماس
الوالي فهرب
من أمامه وهو
يتبعه يريد
قتله وكان
يزبد ويشتم
الملك
والوالي والجنود
ولما حدث ذلك
وقع علي
الجميع خوف
عظيم ودهشة
ففزعوا
وهربوا. أما
القديس
فعندما رأى المشير
يتعذب قال له:
"إن اعترفت
باسم يسوع المسيح
فهو يخلصك."
وللوقت صرخ
بأعلى صوته
قائلاً: "أيها
القديس أنا
أؤمن واعترف
باسمه." وللوقت
صرخ الشيطان
وخرج منه فوثب
الوالي علي
القديس بحنق
عظيم وأمر أن
يربطوا
القديس
ابسخيرون
ويضرب
بالسياط.
فأخذه الجند
وجلدوه بالسياط
ثم قال له
الوالي: "قد
تحققنا عظيم
سحرك ورأيناه."
وأمر أن
يعذبوه
ويسلخوا
أجزاء من جلده.
ثم ذهب الوالي
إلى القديس
ابسخيرون وهو
غاضب وقال له:
"أرفع البخور
للآلهة فإن
أعمال السحر
لا تخلصك من
يدي، لأن قوما
كثيرين
خالفوني
فأحرقت
أجسادهم
بالنار وضربت
رقابهم بالسيف
ولم تقدر
آلهتهم أن
تخلصهم من
يدي، فالآن
اسمع قولي
وأرفع البخور
لئلا تهلك مع
من خالف أوامر
سادتنا
الملوك." أما
القديس فلم يلتفت
إلى تهديدات
الوالي ولم
يرفع البخور
للأوثان فأمر
الوالي أن
يضاعفوا
عذابه بأن
يكشط جلد رأسه
إلى أسفه
ورقبته وأن
يثقب جنباه واكتافه
ويعملوا فيها
سلاسل
ويربطوه في
فرس ويطوفوا
به في شوارع
المدينة،
ونفذت
الأوامر وانطلق
الفرس
والقديس
مربوط به
وطافوا به في شوارع
المدينة سبع
دفعات وهم
يصيحون أمامه
وخلفه
ويصرخون: "هذا
جزاء من لا
يخضع لأوامر
الملوك ويرفع
البخور
للآلهة."
وخرجت
المدينة كلها
لتشاهد هذا
المشهد
الحزين، أما
القديس فكان
يحتمل الآلام
ودمه يسكب على
الأرض في صمت
وهدوء عظيمين.
جلس
الوالي
وقدموا إليه
بقية
المسيحيين،
فقدموا أولا
القديس
ارسيفيوس
وابتدره
الوالي قائلا:
"ياارسيفيوس
ارفع البخور
فقد رأيت العقاب
الذى عاقبت به
ابسخيرون
واسجد
للآلهة."
فأجاب قائلاً:
"إنني لا أرفع
بخورا للأصنام
ولن اترك إلهي
الذي روحي
بيده. وإني يا
سيدي لن اطيعك
في ذلك." فغضب
الوالي وأمر
أن يضرب بسياط
من جلد
الثيران، أما
القديس ارسيفيوس
فكان قوى
القلب شديد
العزم، فأمر
الوالي أن
يصلب منكسا
علي عمود حتى
يهرق دمه علي
الأرض ووسط
هذه الآلام
اقترب منه
الوالي محدثا
أياه أن يرحم
نفسه ويستريح
من هذا العذاب
بأن يطيع
أوامره
فيعفوا عنه
وإلا سوف يتركه
هكذا حتى
يموت، فالتفت
إليه القديس
ارسيفيوس
وأجابه في
هدوء: "إننا لم
نأت إلى هذا
الموضع ونحن
ذوو قلبين، بل
متفقين بقلب
واحد ونية
مستقيمة ولا
نهاب عذابك."
فامتلأ
الوالي حقدا
وأمر أن يخرج
ارسيفيوس واركياس
أخوه وأن تربط
أيديهما إلى
خلف ويجلدا
بالسياط ثم
يمضوا بهما
إلى الجهة
البحرية من
المدينة
ويدقوا لهما
أوتادا في
الأرض ويربطوهما
فيها بقوة
ويظلا على هذا
العذاب حتى يطيعا
ويرفعا البخور
للآلهة، وذهب
الجنود بأمر
من الوالي
وأخذوا أولا
يلاطفون
قلوبهما
قائلين لهما:
"اسمعا منا
أيها الأخوة
وارفعا
البخور لئلا
تفنى حياتكما
بيد هذا
الوالي
الجبار." أما
القديسان
فصرخا بصوت
واحد انهما لن
يرفعا
للشياطين بخورا.
فمضى الجنود
بالقديسين
وهم يعذبوهما
عذابا شديدا
في قسوة وعنف
أما هما فكانا
يصليان فرحين
متهللين،
وأرسل الوالي
إلى مكانهما
رسلا، ولكنهم
عادوا إليه
واخبروه برفض
القديسين
السجود
للأوثان فأمر
أن يحملا في
مستوقد حمام،
وقام الجنود
لإحضار
القديسين
وعندما بلغوا
مكانهما
وجدوهما قد
اسلما
روحيهما وفارقا
الحياة فنالا
إكليل
الشهادة.
وقام
الجنود
واحضروا
شهيدين آخرين
أمام الوالي
فأمر أن يسمرا
علي خشبه
وأيديهما
مربوطة إلى
خلف ولا
يعطوهما خبزا
أو ماء ونفذت
أوامر الوالي
فيهما وظل
الشهيدان علي
هذه الحالة حتى
أكملا سعيهما
بشجاعة.
أمر
الوالي أن
يأتوا
بالقديس
ابسخيرون،
وعندما
أحضروه قال له
الوالي: "أيها
البائس هل
نظرت إلى بدء
العذاب أنه
رديء فاشفق الآن
علي نفسك
وارفع البخور
لئلا تموت
موتا رديئا،
انظر أن
العالم بأسره
قد رفع البخور
للآلهة
وتركوا عنهم
عبادة
المسيحيين
الذين اظلمهم
الشيطان حتى
عبدوا واحداً
اسمه يسوع
المسيح." فصرخ
القديس في
وجهه مقاطعا
كلامة: "أيها المنافق
أنت تملأ فمك
بالتجديف علي
إلهي." فحنق
الوالي عليه
وقام غاضبا،
وأمر أن
ينزلوه في
خابية
رصاص ويغلق
عليه، ورفع
القديس قلبه
بالصلاة قائلا:
"يا سيدي يسوع
المسيح أعني
في هذه الساعة
التي يتمجد
فيها اسمك
القدوس، أنا
أسألك يا ابن
الله الوحيد
أن تعضدني
وتقويني
ليعرف هؤلاء
انك لا تتخلي
عن محبي اسمك
القدوس." أما
الجند فإنهم
اخذوا القديس
وألقوه في
الخابية الرصاص
حسب أمر
الوالي، ولكن
حدث عندما
ألقوا القديس
فيها أنها
سقطت للوقت من
قاعها ولم يلمس
جسد القديس
منها شئ. ولما
رأي الوالي
هذا المنظر
وأنه لم يقو
علي القديس
غضب جدا وأمر
أن يحملوه على
المعصار،
ويجر عموده
ستة من الجنود
الأقوياء،
فحملوا
القديس
ابسخيرون
وشدوه علي
المعصار، أما
القديس فرشم
علي المعصار
علامة الصليب باسم
الآب والابن
والروح
القدس، وعند
ذلك انكسر
المعصار
جزئين، وكان
الوالي
جالسا ينظر،
فانقلب كرسي
الوالي ووقع
إلى الأمام
وحدثت زلزلة
عظيمة في
المكان،
فتملك خوف
عظيم على الوالي
والجنود
فوقفوا في
دهشة وهم
مبهوتون وقتا
طويلا. وغضب
الوالي
وتملكه
الفزع، وأمر أن
يشدوا القديس
في معصار آخر
ويلفوا على
جوانبه ناراً
في سفافيد من
حديد وكان
منظرها مرعبا،
وتقدم القديس
في هدوء
وإيمان ورشم
عليها علامة
الصليب، فرجع
ساعد المعصار
إلى الخلف من
أيدي الجنود
وخرجت منه نار
وأحرقتهم،
فثار الوالي
صارخا في وجه
القديس: "أيها
المرذول القوى
في السحر لابد
أن أقتلك
الآن." وأمر
الجنود أن
ينزلوا
القديس من فوق
المعاصر
ويصعدوا به
على سرير حديد
ويوقدوا تحته
ناراً، أما القديس
فصلي قائلاً:
"يا سيدي يسوع
المسيح أعني
وخلصني." وقام
الجنود
وقيدوه
ووضعوه فوق السرير
وأشعلوا
النار تحته،
أما القديس
فلم يشعر بألم
فقد كانت قوة
الله تحرسه،
فهب الوالي
عند رؤية ذلك
المنظر وصرخ
مجدفا علي اسم
المسيح،
فقال له
القديس: "من
أجل أنك تجرأت
وجدفت على اسم
المسيح الذى
لم تعرفه ولم
تؤمن بقوته،
فسوف تلهب
النار أحشاءك
حتى تعلم أنه
الإله." وفى
تلك اللحظة
إذا غلام قد
أتي وهو يلهث
وكان قلقا
ويصرخ يا سيدي
الوالي إن ابنك
كان في هذه
الساعة في
الحمام
وعندما سكبوا
عليه قليلا من
الماء وقع
ميتا." فاضطرب
الوالي ونهض
مسرعا وأمر أن
يطرحوا
القديس
انتقاما منه
في مستوقد
النار الذي
بالحمام
ويغلقوا عليه
الباب
محروساً بستة
جنود. أما
الوالي فذهب
إلى بيته وصنع
مناحة عظيمة
على ابنه الذى
مات.
بعد
ستة أيام كان
الوالي جالسا
مع مرافقيه، أثناء
الليل وهم
يتنفسون
الصعداء
ظانين انهم تخلصوا
من القديس
الذى أزعجهم،
بوضعه في الآتون
المتقد
بالنار،
وتشاوروا أن
يذهبوا إلى مكان
عذاب القديس
ولكنهم عندما
اقتربوا
ناحية
الآتون،
سمعوا صوتا
خارجا من
مستوقد الحمام
ورأوا أعجوبة
عظيمة فقد كان
القديس واقفا
وسط الآتون
يسبح ويمجد
الله وكان
يصلي قائلا:
"أسبحك أيها
الآب والابن
والروح
القدس، أسبحك
يا فخر جميع
الشهداء
وإكليل كافة
الرسل
الأنبياء،
وجهاد
القديسين،
تاج النساك وحلة
الصديقين
والقديسين
وواضع
الأكاليل علي
المجاهدين،
يسوع المسيح
الاسم الحلو،
يا قدوس يا من
أرسلت ملاكك
ليخلصني
وينقذني كما
أنقذ الثلاثة
فتية من
اللهيب." وإذ
بميخائيل
رئيس الملائكة
قد نزل من
السماء وجعل
الأتون مملوء
بريح ونسيم
بارد وجعل
جناحيه علي
القديس وقال
له:
"ياابسخيرون
تقو ولا تخف
فانك تنال
الإكليل
والغلبة مع
القديسين
والشهداء
وبعد أربعة
أيام تنال
شهادتك، وأنا
ئيس الملائكة
ميخائيل
أرسلت إليك
لكي احفظ جسدك
المقدس." ولما
فرغ من كلامه
صعد الملاك
إلى السماء،
وكان الجنود
الموكلون
بالآتون
يشاهدون هذا
المنظر ويسمعوا
هذا الكلام
وعند ذلك
ذهبوا
مندهشين يحدثون
أريانوس
الوالي بما
شاهدوه
وسمعوه، أما
أريانوس فلما
سمع حديثهم
ازداد قسوة
وأظلم قلبه
وابتدأ يفكر
وهو متحير وفي
دهشة عظيمة وهو
يحدثهم قائلا:
"إنني قطعت
رؤوس ستة عشر
ألفا من
المسيحيين
وأحرقت
بالنار ونفيت
كثيرين ولم
انظر فيهم
أقوى من سحر
ابسخيرون
هذا!! وبعد تفكير
كثير استدعى
الوالي
أريانوس رجلا
ساحرا اسمه
الكسندروس،
وهذا الساحر
كان يدعي أن له
تعاويذ عن
الشمس والقمر
والفلك وأنه
يتحدث معها
والشياطين
تسمع له. فلما
أتي أمام الوالي
قال له: "أيها
الساحر
العظيم أنك
تعرف إنني قد
غلبت هذا
الجنس الرديء
الذي هو جنس
النصارى، وقد
قتلت كثيرين
منهم ولم
يغلبني سوى هذا
الساحر
ابسخيرون ولم
أقدر عليه بأى
نوع من أنواع
العذاب أو
العقاب وقد
مات ولدى
الحبيب بسحره
ولا أعلم ماذا
أفعل به." فقال
له الساحر: "يا
سيدي إن
أطعتني فيما
اعمله وسمعت مني
فنحن نغلبه."
فأمر الوالي
أن كل ما
يطلبه الكسندروس
ينفذ فورا.
فطلب الساحر
أن يحضروا القديس
ابسخيرون
أمامه فجاءوا
به وهو مكبل
بالأغلال ،
حينئذ أحضر
الساحر تنينا
عظيما وشقة
اثنين وأخذ
منه السم
ووضعه في كأس،
والتفت إلى
القديس وقال
له: "قد سمعت
أنك ساحر عظيم
ولا بأس في أن
نجرب بعضنا
بعضا." فأجاب
القديس: "أنا
لست ساحرا ولا
خادما
للشياطين بل
أنا أعبد سيدي
يسوع المسيح
ملك الملوك
ورب الأرباب."
فقال له
الساحر ساخرا:
"خذ هذه الكأس
وتناول ما فيه
حتى أعلم إن
كان لإلهك
استطاعة أكثر من
إلهي." فأجاب
القديس: "أيها
البائس هل
تتجرأ أن تذكر
اسم إلهي بفمك
المملوء أثما
وتجدف عليه
بأعمالك
الباطلة،
ولكن إن كانت هذه
أرادتك
فتممها فسوف
تعلم أنه ليس
إلها إلا يسوع
المسيح."
وتناول
القديس
ابسخيرون من يده
الكأس ورشم
عليها علامة
الصليب
المقدس وشرب
منها باسم
الرب يسوع.
فصرخ الساحر
قائلاً: "يا
عظيم الرؤساء
الذي للجن
أرني اليوم
قوتك." ولم
يتأثر القديس
بالسم.
أما
الوالي
أريانوس
فازداد غضبه
وكثر حنقه علي
القديس
ابسخيرون
وأمر أن
يسلخوا جلده
وأن يطرحوه
فوق المعصرة،
ورفع القديس
يده ورشم علامة
الصليب عليها
فلم يستطع الجنود
أن يديروا
اللولب. وقام
الوالي بأكثر حقد
علي القديس
ابسخيرون
وأعاد محاولة
إلقائه في
أتون النار
بعد أن ملئوه
بالزفت، ولكن
الله الذي
أنقذه في
المرة الأولي
جعل النار لا تمس
جسده، وخرج
منها معافى
ولم تصبه
بأذي، فثار
الوالي وأمر
أن يؤتي إليه
بقضبان حديد محماة
بالنار
ويضعوها في
عينيه وأذنيه
ووسط هذه
الآلام صاح
القديس: "أيها
الوالي إن كنت
أعميت عيني
الظاهرتين
فإن لي عينين
روحيتين أبصر
بهما ولا تصل
أنت إليهما،
وليس مجد هذا
العالم عندي
بشئ." وفي تلك
الساعة نزل
رئيس الملائكة
ميخائيل وبسط
أجنحته علي
عيني القديس،
فابصر للوقت
وانكشف وجهه
وازداد
الوالي حقدا
ظانا أن هذا
كله بقوة
السحر. فقام
أريانوس بعد
فشل محاولاته
فعاد إلى
ملاطفة
القديس أن يسجد
لآلهة الملك
وقدم له الصنم
أبولون، أما القديس
ابسخيرون
فركل الصنم
برجله فوقع
وتحطم علي
الأرض فاغتاظ
الوالي وصرخ
في وجه القديس
قائلا:
"ملعونة
الساعة التى
أتيت فيها."
وازداد أسفه
علي أبولون
عظيم الآلهة
واشتد غضبه وقال
:"من الآن لا
أعود أشفق
عليك." فقام
الوالي في غضب
وأمر أن يقطع
يد القديس
ورجلاه لأنه ركل
الصنم أبولون
أما القديس
ابسخيرون
فتباعد عنه
قليلا ووجهه
نحو الشرق
وسجد الرب ورفع
صوته بالصلاة
والجميع
ينظرون إليه.
صلي
القديس
ابسخيرون
قائلا: "أنا
أسبحك وأشكرك
يا سيدي يسوع
المسيح يامن
ادركتني
نعمتك وأمجدك
لأنك حسبتني
مع عبيدك. يا
من وهبت لي الإكليل
غير المضمحل.
يا سيدي أنا
اتبعك بكل قلبي
وأنت لا
تنساني من
رحمتك. لقد
حملت صليبك وتبعتك
فأسألك يا
سيدي أن لا
تحسبني غريبا
عن مدينتك
المقدسة.
احفظني وأعني
ولا تتركني."
وأثناء
صلاة القديس
ابسخيرون نزل
رئيس الملائكة
من السماء
فحدثت زلزلة
وسقط الجميع
علي وجوههم،
وخاطب الملاك
القديس قائلا:
"طوباك يا
ابسخيرون يا
شهيد الرب
يسوع المسيح.
لأنك صبرت علي
اسمه إلى حد
الموت،
واليوم أرسلت
إليك لأحفظ
جسدك وأمضي به
إلى البيعة
التى أمرني الرب
أن أمضي به
إليها واحفظه
إلى يوم يشاء
الرب
بقيامته،
وسوف تظهر من
جسدك آيات
وعجائب كثيرة،
والموضع الذي
تقف فيه الآن
سوف تبني فيه
بيعة، والآن
أيها
المجاهد،
التفت لتكمل جهادك
وتصل إلى
السماء، لأن
جمعا كثيرا من
الشهداء
والقديسين
وصفوف
الملائكة
ينتظرونك ويفرحون
بلقائك."
ولما
فرغ الملاك من
مخاطبته إذ
بوجه القديس صار
يلمع بضياء
كثير. فقام
القديس
والتفت إلى الجنود
الذين صاروا
مسيحيين
ورفضوا عبادة
الأصنام وقال
لهم: "يا أخوة
لا تتوانوا عن
خلاص نفوسكم
مادام الجهاد
ميسورا." أما
الوالي
أريانوس فبعد
أن فشل في كل
وسيلة لكي
يخضع القديس
ابسخيرون
لأرادته أمر
أن يقتل
بالسيف. حينئذ
وضعوا اللجام
في فمه والعصابة
علي عينية،
وضربه السياف
ضربة واحدة
فقطعت رأسه
المقدسة.
وهكذا اكمل
القديس
ابسخيرون
جهاده
وشهادته في
اليوم السابع
من شهر بؤونه مع
الأخوة
الخمسة
الجنود الذين
نالوا
الشهادة
ونالوا
الإكليل
الغير
المضمحلة.
ابسخيرون
أو أبا سخيرون
كلمة مكونة من
مقطعين (أبا)
ومعناها أب،
(سخيرون)
وتقال
أسشيروس أو
أسكاروس
ومعناها
القوى. وتعيد
الكنيسة
باستشهاده في
اليوم السابع
من شهر بؤونه،
ويذكر اسم
القديس في
مجمع التسبحة.
والقديس من
بلدة (قلين)
محافظة كفر
الشيخ، وكان
جنديا شجاعا
محبوبا وله
شهرة واسعة ومكانة
كبيرة بين
رفقائه
ورؤسائه،وكان
من جنود
الفرقة
الموجودة
بأتريب ( بنها
حاليا)، وذلك
في زمان حكم
الملك
دقلديانوس.
انصنا
وتسمى أيضاً
انتينوى كانت
مدينة كبيرة
وقد اندثرت
الآن ومكانها
قرية الشيخ
عبادة تجاه
ملوى شرق
النيل.
ويذكر سنكسار 7 بؤونة أن هؤلاء الجنود الخمسة هم ألفيوس وأرمانيوس وأركياس وبطرس وقيرايون