5 بؤونة: شهادة القديس بيفام وبطرس القس 

كان الصبى بيفام خال الشهيد يوحنا الهرقلى ابن عشر سنوات عندما قُطعت رأس الشهيد بيفام بحد السيف فى 4 بؤونة. فأخذ يبكى بحرقة، وأتى وكفن جسد القديس يوحنا، وصاح باكياً قائلاً: "الويل لى يا حبيبى يوحنا لأن اليوم لى حزناً عظيماً من بعدك فقد صرت وحيداً وغريباً لأنك لما كنت فى الجسد كنت أتعزى بك وكان قلبى ثابتاً لأنى كنت أنظر وجهك"، وهكذا صار يبكى على فراقه..

فخرج صوت من جسد القديس يوحنا قائلاً: "يا حبيبى بيفام إن كنت تريد أن تصير شهيداً فدع جسدى هنا و أسرع لتلحق بالوالى فى مدينة أسيوط فيكتب قضيتك، وها الرب قد أمر أن يوضع جسدك مع جسدى وأما نفسك فوق تكون معى، وأنا أخرج وأتلقاها مع صفوف القديسين". فلما سمع الصبى هذا الكلام نهض مسرعاً ولحق بالوالى فى مدينة أسيوط عند حمام الأخوين فصرخ ورشم ذاته بعلامة الصليب وأخذ يقول علانية: "أنا مسيحى.. ولست أخاف من عذابك أيها الوالى  فغضب أريانوس وأمر أن يعذبوه ثم أمر أن تؤخذ رأسه بالسيف، فنال إكليل الشهادة فى اليوم الخامس من شهر بؤونة، بركاته المقدسة تكون معنا أمين.

وكان قساً يخاف الله اسمه بطرس، هذا نهض مسرعاً وكفن جسد الشهيد بيفام وكتب شهادته وحمل جسده وأتى به منحدراً إلى حميور، فوضعه عند جسد القديس يوحنا، فلما وضع القس بطرس جسد الشهيد بيفام بجانب جسد مار يوحنا إنحنى بوجهه على أجساد الشهداء لكى يسجد ويمضى، فخرج صوت من جسد القديس بيفام سمعه كل من كان حاضراً هناك قائلاً: "يا بطرس المؤتمن بما أنك اهتميت بجسدى وأتيت به إلى هنا ووضعته عند جسد حبيبى يوحنا، يسوع المسيح يصنع معك رحمة ويجعل لنفسك نصيباً فى بيعة الأبكار السمائية ثم سمع جميع الحاضرين أيضاً أصوات كثيرة تقول: "أمين يكون. يكون لكل من اهتم بجسد شهيد أو قديس فى كل مكان السيد المسيح يجعله مستحقاً أن ينعم فى خيرات الحياة الدائمة إلى الأبد ". فلما سمع القديس الطاهر هذا قام مسرعاً ومضى إلى الوالى وأخذ الشهادة.

بركتهم المقدسة تكون معنا. والمجد للثالوث القدوس. الآب والابن والروح القدس الإله الواحد أمين.

عن كتاب: سيرة الشهيدين مار يوحنا الهرقلى وبيفام خاله ـ إعداد القس كيرلس جيد والقس تيموثاوس شفيق ـ عن ميمر للقديس قسطنطين أسقف أسيوط. والكتاب إصدار كنيسة الشهيد مار يوحنا الهرقلى وبيفام خاله بأم القصور

2 لعلها الآن أم القصور تبع إيبارشية منفلوط