3
بؤونة: نياحة
القديس
الأنبا ابرآم
أسقف الفيوم
وفيه
أيضا تنيح
القديس
الأنبا ابرآم
أسقف الفيوم
والجيزة،
وذلك في سنة 1630
للشهداء
الأبرار (10
يونيو سنة 1914م).
ولد هذا
القديس وكان
اسمه بولس في
سنة 1545ش (1829م)
بعزبة جلده
مركز ملوي
مديرية المنيا
من والدين
تقيين فربياه
تربية مسيحية
وأدخلاه الكتاب،
فتلقى فيه
العلوم
الدينية
والتراتيل
الكنسية. ولما
أظهر نبوغا
بين أقرانه
رسمه الأنبا
يوساب أسقف
صنبو شماسا
علي كنيسة جلده،
ومال قلبه إلى
الرهبنة فقصد
دير المحرق ورسم
راهبا باسم
بولس غبريال
المحرقاوى في
التاسعة عشرة
من عمره.
وكان
وديعا
متواضعا طاهر
السيرة كثير
الانفراد
للصلاة،
فأحبه
الرهبان حبا
جما، وسمع به وقتئذ
الأنبا
ياكوبوس أسقف
المنيا،
فاستدعاه
إليه
واستبقاه مدة
بالأسقفية
رقاه في أثنائها
إلى رتبة قس،
ولما عاد إلى
ديره الذى كان
عامرا وقتئذ
بالرهبان
الأتقياء،
اتفقت كلمتهم
على أن
يختاروه
رئيسا لهم بعد
وفاة رئيسهم.
ورقى قمصا في
أيام البابا
ديمتريوس
الثانى
البطريك (111)،
ولبث خمس
سنوات رئيسا للدير،
كان فيها
الدير ملجأ
لآلاف
الفقراء حتى
أطلق عليه لقب
أب الفقراء
والمساكين.
ولم يأل جهدا
في مدة رئاسته
نحو تحسين
حالة الدير
روحيا وماديا
وإنماء ثروته
وإصلاح أراضيه
الزراعية.
وكان كلما
ازداد برا
بالفقراء
وإحسانا
لليتامى
والأرامل،
ازداد حقد بعض
الرهبان
عليه، لأنهم
كانوا
يعتبرون هذه
الأعمال
الخيرية
إسرافا
وتبذيرا.
فتذمروا عليه وشكوه
إلى الأنبا
مرقس مطران
البحيرة الذى
كان قائما
وقتئذ
بالنيابة
البطريركية
لوفاة البابا
ديمتريوس،
فقبل شكايتهم
وعزله من
رئاسة الدير.
وبعد زمن يسير
من اعتزاله
الرئاسة، ترك دير
المحرق وذهب
إلى دير
البراموس،
وأقام به مدة
لا عمل له إلا
درس الكتاب
وتعليم
الرهبان،
وكان رئيس
الدير وقتئذ
القمص يوحنا
الناسخ، الذى
صار فيما بعد
البابا كيرلس
الخامس البطريرك
(112).
وذهب
إلى دير
البراموس مع
القمص بولس
رهط من رهبان
دير المحرق،
الذين لم
يعجبهم حال
إخوانهم
المتذمرين به.
وفى سنة 1597ش (سنة
1881م) اختاره البابا
كيرلس
الخامس،
أسقفا
لأبرشية
الفيوم والجيزة،
بدلا من
أسقفها المتنيح
الأنبا
ايساك، فتمت
رسامته باسم
الأنبا ابرآم.
وقد اشتهر في
مدة أسقفيته
بأمرين:
الأول:
عطاياه
للفقراء
الكثيرين
الذين كانوا
يقصدون دار
الأسقفية
فيهبهم كل ما
يكون لديه من
المال. وقد
جعل دار
الأسقفية
مأوى لكثيرين
منهم. وكان
يقدم ثيابا
للعريانين
وطعاما للجائعين،
ولم يسمح
مطلقا بأن
يقدم إليه
طعام أفخر مما
يقدم للفقراء.
واتفق مرة أن
نزل ليفتقد
الفقراء وهم
يتناولون
فلاحظ أن
الطعام الذى
قدم إليه في
ذلك اليوم،
كان أفخر مما
وجده أمامهم.
فساوره الحزن
وفي الحال
أقال الراهبة
التى كانت
موكلة بخدمة
الفقراء من
عملها.
أما
الأمر الثانى
الذى اشتهر به
فهو صلاة الإيمان
التى جرت
بواسطتها علي
يديه آيات
شفاء عديدة،
حتى ذاع اسمه
في أنحاء
القطر وبعض
بلدان أوربا
أيضا، وكان
يقصده المرضى
أفواجا علي تباين
أديانهم
فيتباركون
بصلاته
وينالون الشفاء.
وكان
الأنبا ابرآم
واسع الإطلاع
علي الكتب
المقدسة،
يلقى علي
زائريه دائما
نصائح
وتعاليم
وعظات تدل على
وفرة علمه
بأسرار الكتاب
المقدس، ولكن
الأهم من ذلك
أنه كان ذا صفات
نقية وفضائل
جمة. ومن أخص
تلك الصفات
إنكاره لذاته
إنكارا
شديدا، وزهده
الحقيقي في
ملاذ الحياة
وأمجادها.
فطعامه
ولباسه لم
يتجاوزا قط حد
الضرورة،
ونفسه لم تكن
تطمح إلى أبهة
المناصب
والرتب حتى أن
البطريرك لما
أراد أن يرفعه
إلى رتبه
المطرانية ،
أعتذر عن
قبولها بقوله
أن الكتاب
المقدس لا
يذكر من رتب
الكنيسة إلا
القسيسية
والأسقفية.
ومن صفاته
أيضا أنه كان
صريحا إلى
أقصى حدود
الصراحة في إبداء
رأيه. ولا
ينظر فيما
يقول إلا إلى
الحق لذاته.
فتتضاءل
أمامه هيبة
العظماء
ومراكز الكبراء
أمام هيبة
الحق وجلاله.
ولذلك كان
مطارنة
الكنيسة
وأساقفتها
يتقون غضبه
ويتمنون رضاه.
وانتقل
الأنبا ابرآم
إلى النعيم في
3 بؤونة سنة 1630ش ( 10
يونية1914م)
فشيعه إلى القبر
أكثر من عشرة
آلاف نفس من
المسلمين
والمسيحيين،
ووضع جثمانه
الطاهر في
المقبرة المعدة
له في دير
العذراء
بالعزب. وقد
ظهرت منه آيات
كثيرة بعد
وفاته حيث لم
تزل مقبرته
كعبة يزورها
ذوو الحاجات
والأوجاع.
بركة صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.