3 بؤونة: بناء أول كنيسة لمار جرجس  ببلدتي برما وبئر ماء بالواحات

في مثل هذا اليوم بنيت أول كنيسة علي اسم الشهيد العظيم مار جورجيوس بالديار المصرية ببلدة بئر ماء بالواحات، كما كرست باسمه في مثل هذا اليوم أيضا كنيسة في بلدة برما مركز طنطا. وذلك أنه بعد هلاك دقلديانوس وملك الملك البار قسطنطين هدمت هياكل الأوثان، وبنيت الكنائس على أسماء الشهداء الأبطال، الذين جادوا بدمائهم في الذود عن الإيمان.

وكان بالديار المصرية قوم من الجنود المسيحيين، وهبوا جزءا من الأرض المقامة عليها ببرما الآن. وكان من بينهم شاب تقي وديع، يقيم بقطعة منها مع بعض المزارعين. وكان بتلك الجهة بئر للشرب.. فسمع هذا الشاب بعجائب العظيم في الشهداء جورجيوس، فسعى حتى حصل على سيرته. وكتبها وصار يتعزى بقراءتها بغير ملل. وحدث في ليلة اليوم الرابع والعشرين من شهر بشنس، وهو قائم يصلى رأى جماعة من القديسين، وقد نزلوا بجوار هذه البئر، يسبحون الله ويرتلون بأصوات ملائكية، وهم محاطون بنور سماوي، فاستولت عليه الدهشة. وعندئذ تقدم إليه واحد منهم في زي جندى، وعرفه أنه جورجيوس الذى استشهد على يد دقلديانوس. وأمره أن يبنى له كنيسة في هذا الموضع، لأن هذه مشيئة الرب. ثم ارتفعت عنه الجماعة إلى السماء وهم يمجدون العلي. وقضى الشاب ليلته متيقظا حتى الصباح، ومرت عليه عدة أيام وهو يفكر كيف يبنى هذه الكنيسة، وهو لا يملك ما يقوم بنفقات جزء بسيط منها. وفى إحدى الليالي وهو واقف يصلى، ظهر له الشهيد العظيم جورجيوس وحدد له مكان الكنيسة. ولما استيقظ في الصباح ذهب إلى حيث أرشده الشهيد الجليل، وحفر فوجد إناء مملوءا ذهبا وفضة، فسبح الله وعظم قديسه وبنى الكنيسة. ثم استدعى الأب البطريرك وكرسها في مثل هذا اليوم. وبنيت المنازل بجوار هذه الكنيسة، وسميت هذه الجهة (بئر ماء) نسبة إلى بئر الماء التى بنيت بجوارها الكنيسة. ويجرى الاحتفال بهذا التذكار المجيد في هذه البلدة سنويا. وهناك تظهر الآيات الباهرة من إخراج الشياطين وشفاء المرضى بشفاعة هذا الشهيد العظيم. صلاته تكون معنا. أمين.

ونقلت أعضاء القديس جورجيوس التى كانت محفوظة في بيعته من مدينة بئر ماء بالواحات إلى دير أنبا صموئيل بمعرفة رهبانه، وذلك في أيام الأب القديس متاووس البطريرك (87)، ورئاسة الأب القس زكرى ابن القمص والأب الراهب سليمان القلمونى.

وفي عهد رئاسة البابا غبريال البطريرك (88) نقلت أعضاء القديس إلى الكنيسة المعروفة باسمه بمصر القديمة وكان ذلك يوم 16 أبيب سنة 1240ش (10 يوليه سنة 1524م).

          صلاته تكون معنا أمين.