2
بؤونة: تذكار
ظهور جسدى
القديس يوحنا
المعمدان
واليشع النبى
في
هذا اليوم
نعيد بتذكار
ظهور جسدى
القديسين
يوحنا
المعمدان
واليشع النبى
تلميذ إيليا النبى
بمدينة
الإسكندرية.
وذلك أنه لما
قصد يوليانوس
الكافر أن
يبنى هيكل
أورشليم،
بعدما هدمه
سباسيانوس وابنه
تيطس، قاصداً
بسوء رأيه أن
يبطل قول الرب
في الإنجيل:
"أنه لا يترك
هنا حجر علي
حجر لا ينقض"
لذلك أمد
اليهود
بالمال، لكى
يعيدوا بناءه،
وأوكل ذلك إلى
اليبيوس،
الذى دعا
اليهود سرا
إلى معاونته.
فاجتمع
كثير من
الرجال
والنساء
والشيوخ والشبان،
وبدءوا
يحفرون الأساس
بهمة،
وينقلون
الأتربة
والأحجار،
بعضهم
بالمقاطف
والبعض الأخر
بأطراف
أرديتهم. وكان
القديس كيرلس
أسقف أورشليم
يهزأ بعملهم هذا.
ولما
انتهوا من رفع
حجارة الأساس
القديم، وهموا
بوضع الأساس
الجديد، حدثت
زلزلة عظيمة، ملأت
الحفر ترابا،
وبددت أدوات
البناء، وقتلت
بعض الفعلة،
فلم يرعوا
اليهود بهذا.
وعادوا إلى
العمل مرة
ثانية. حينئذ
خرجت من جوف
الأرض كرات
نارية، ورشقت
الفعلة
بالحجارة
التى عزموا
على وضعها في
الأساس،
فكفوا عن
البناء. فآمن
كثيرون بسبب
ذلك خصوصا وقد
تمت نبوة
السيد المسيح
بأيديهم عن
نقض بناء
الهيكل من أساسه.
وقد
أورد هذه
القصة
غريغوريوس
الثيؤولوغس ويوحنا
ذهبي الفم،
كما ذكرها
عرضا المؤرخ
اليهودي
أميان في
القرن الخامس.
ولكن
اليهود قالوا
للملك: "أن
السبب في ذلك
هو وجود أجساد
أئمه النصارى
في هذا
المكان. ويجب رفعها
منه، وإلا فلن
يبنى الهيكل."
فأمر يوليانوس
بإخراج أجساد
القديسين من
المكان
وإحراقها. ولما
أخرجوا جسدى
القديسين
يوحنا
المعمدان واليشع
النبى
لحرقهما،
تقدم بعض
المؤمنين من
الجند
وأعطوهم
مبلغا من
الفضة وأخذوا
الجسدين وأتوا
بهما إلى
القديس
أثناسيوس
بابا الإسكندرية،
فسر بذلك
ووضعهما في
مكان خاص إلى
أن يبنى لهما
كنيسة.
وفى
أحد الأيام
كان جالسا في
البستان،
ومعه كاتبه
البابا
ثاوفيلس الذى
خلفه على
الكرسي، فقال
له: "إن أطال
الرب أجلى
بنيت في هذا
الموضع كنيسة
على اسم هذين
القديسين
يوحنا المعمدان
واليشع النبى
وأضع جسديهما
فيها."
ولما
جلس البابا
ثاوفيلس على
كرسي الكرازة
المرقسية
تذكر الكلام
الذى قاله البابا
أثناسيوس،
فبنى الكنيسة
ونقل إليها
الجسدين
الطاهرين. وقد
حدث وهم
سائرون
بالجسدين أن
عبروا أمام
بيت امرأة
وثنية، ولها
أربعة أيام
متعسرة في
الولادة،
فسمعت ضجة
الأحتفال،
ولما علمت
السبب نذرت
قائلة: "يا
قديس الله يوحنا،
إذا نجوت من
هذه الشدة صرت
نصرانية." ولم
تتم كلمتها
حتى وضعت ولدا
فأسمته
يوحنا، ثم تعمدت
هى وأهل
بيتها.
أما
الجسدان فقد
وضعوهما في
الكنيسة، وقد
ظهرت منهما
عجائب كثيرة.
أما يوليانوس
الكافر فكانت
نهايته كما
يأتى: عزم على
القيام بحرب
ضد سابور ملك
الفرس فقابله
القديس
باسيليوس
الكبير واضع
القداس وبعض
الأساقفة.
فقال لهم
لماذا حضرتم؟
أجابه باسيليوس:
"أتينا نطلب
راعيا." فقال
له بتهكم: "وأين
تركت ابن
النجار."
فأجابه
بشهامة
وكبرياء: "
تركناه يصنع
لك تابوت لأنك
فقدت كل علم
ومعرفة." قال
له يوليانوس:
"قد قرأتها
وحفظتها" فرد
عليه
باسيليوس: "
ولكنك لم
تفهمها". فاغتاظ
يوليانوس
وأمر بالقبض
عليهم ،
ليقدمهم للموت
بعد رجوعه.
فقال له: "لن
تعود وإلا فلم
ينطق الله علي
فمي." ثم أمر
بسجنهم.
وبعد
أن ذهب للحرب
، صلى القديس
أمام أيقونة مرقوريوس
أبو سيفين
طالبا تأديبه
على إهانته لسيده
يسوع فغاب
مرقوريوس عن
الصورة ثم
رجع وسيفه
يقطر دما.
وفي
الحرب أصاب
يوليانوس سهم
في كبده، وقال
ثلودوريتس في
تاريخه
الكنسي. ولما
طعن ذلك الملك
الكافر، تلقى
في كفيه الدم
المتدفق من
جنبه ونثره
نحو السماء
قائلا: "لقد
قهرتني يا ابن
مريم". فتمت
فيه نبوة
القديس
باسيليوس،
ونجت الكنيسة
من شره. ولما
استشهد
القديس
مقاريوس أسقف
ادكو وضعوا
جسده مع جسدى
يوحنا
المعمدان
واليشع النبى.
صلاتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائما أمين.