.. وكان
فى جبل شنشيف
رجل سائح قديس
اسمه أنبا توماس
وكان محبوباً
وشهد له أبى
أنه لم يكن
أحد يعادله
وأن السيد
المخلص خاطبه
وأن الملائكة
حضروا عنده
مراراً كثيرة
وأوصله السيد
إلى أبى فى
القفر كما أنه
قد أوصل أبى
أيضاً إلى مسكن
الصديق والقديس
أنبا توماس
وافتقده
وعزاهما
أيضاً معاً دفعات
كثيرة.
وعندما
دنت نياحته
ليخرج من
الجسد انطلق
إلى البرية
وتحدثنا معه
بعظائم الله
فقال القديس
أبونا توماس
لأبى: "ها أنا
أفارقك لأن
ملاك الرب
أعلمنى هذه
الليلة أنه
سيفتقدنى
الرب قريباً
وهذه آخر دفعة
أخاطبك فيها
بالجسد كما
أنه أخبرنى عن
يوم نياحتك
أنت أيضاً
فليرصد
أولادك ذلك
اليوم ليكون
لهم آية إلى
الأبد وهو
الموافق ليوم
ميلاد كيرلس
الحكيم رئيس
أساقفة
الإسكندرية
ومار بقطر
رئيس دير طفنس
(مذكورة هكذا
فى المخطوط
ولعلها طبنس ) ليس
ذلك فقط بل
وفى نفس
الساعة هو
معلوم ومقدس
الذى هو
السابع من شهر
أبيب ويخرج
للقاءك
قديسون
كثيرون." فقال
لـه أبى: "كيف
يمكننى معرفة
ذلك اليوم
الذى ستنتقل
فيه." فأجاب
أنبا توماس
قائلاً:
"سأجعل لك
علامة عجيبة
وهى أن الحجر
الذى تجلس
عليه أنت خارج
مسكنك وتنظر
خطايا العالم
بأسره، ويكون
أنه فى الوقت الذى
يفرق بين نفسى
وجسدى ينفلق
هذا الحجر نصفين
كمثل كتاب
تفتحه والذى
عال طوبيت بن
طوبيا فى أرض
غربته الذى هو
روفائيل رئيس
الملائكة
تنظره يسير
قدامك أنت ومن
تختارهم إلى
أن تصل إلى
مسكنى بغير
سفينة، فاصنع
محبة من أجل
الرب واستر
جسدى المسكين
لأنى يائس
ومنقطع وليس
لى سوى الله
وحده.."
فقال
أبى: "لتكن
إرادة الله."،
ثم إن أنبا
توماس قبل أبى
وقال:
"استودعك
الله من الآن
حتى ألتقى بك
فى بيعة
الأبكار."
وخرج أبى من
عنده ورجع إلى
مسكنه ثم أن
أبى زاد فى
نسكه وعبادته.
وحدث أنه بعد
أشهر بينما
كان أبى واقف
عند الحجر الذى
أمام مسكنه
يصلى أن الحجر
انشق إلى
إثنين فتنهد أبى
وقال: "لقد
عدمت برية
شنشيف
سراجها."
ولما
قال هذا أبصر
رئيس
الملائكة
روفائيل يشير
إليه بيده
اليمنى يقول:
"السلام لك يا
خليل الله
وحبيب سائر
القديسين،
هلم لنستر جسد
القديس فإن
الرب
وملائكته
ينتظرونك
وسوف تسمع الكلام
الحلو." فتبع
وجاء إلى
الدير وكان
ليلاً فصادف
أخاً يتلو
المزمور
القائل: "إنى
أقوم فى نصف
الليل لأشكرك
على أحكام
عدلك." فقال لـه
أبى: "اتبعنى."
ثم جاءوا إلى
الأخ أخنوخ
وكان شجاعاً
قوياً يتلو
المزمور
القائل: "إنى
استظل تحت
جناحيك،
وعدلك يحيط بى
كسلاح." فقال
لـه أبى:
"اتبعنى." ثم
جاءوا إلى
أنبا يوساب
الكاتب
الحكيم وهو
يتلو المزمور
القائل: "نحن
نهضنا وقمنا
وباسم إلهنا
انتصرنا."
فقال لـه أبى:
"السلام لك
أيها الثمرة
الطيبة اتبعنى."
ثم دخل إلى
المذبح وصلى
مع الأخوة
الثلاثة ثم
انطلقوا
وروفائيل
الملاك يُنير
قدامهم حتى
وصلوا إلى باب
المسكن بغير
سفينة فدخل
أبى أولاً وهو
ينادى: "بارك
علىَّ." فسمع
المرتل داود
النبى وهو
يقول: "مبارك
الآتى باسم الرب."
ثم أنه سجد
للسيد المسيح
ثم رتل داود
النبى
بقيثارته
قائلاً:
"امتلأت
أفواهنا
فرحاً ولساننا
تهليلاً." ثم
صعد السيد
المسيح مع
ملائكته إلى
السماء. فدعا
أبى الأخوة
فقرأوا عليه
طويلاً ثم
كفنوه ودفنوه
بتجهيز عظيم ورجعوا
إلى الدير
بغير سفينة
أيضاً ولم يقل
أحد كلمة لأن
رئيس
الملائكة
روفائيل كان
يتقدمهم
وبيده قضيب من
نار لينير لهم
الطريق، وهذا
إنما كان
لتمجدوا الله
وقديسيه لذلك
شرحته لكم…
بركة
صلوات وطلبات
القديس
العظيم
الأنبا توماس
السائح تكون
معنا أمين.
وما
هو منقول هنا
من هذا الكتاب
هو الجزء من الكتاب
الذى به صورة
المخطوط من
سيرة الأنبا
شنودة رئيس
المتوحدين
بقلم ويصا
تلميذه فقط.