15 بشنس: شهادة القديس سمعان الغيور الرسول الشهير بسمعان القانوى

  في مثل هذا اليوم استشهد القديس سمعان الغيور الرسول وهو المدعو نثنائيل وقد ولد بقانا الجليل. وكان خبيرا بالناموس وكتب الأنبياء. وكان ذا غيرة حارة ولذا لقب بالغيور. بارا تقيا لا يحابى أحدا. ولهذا عندما قال له فيلبس الرسول: "قد وجدنا المسيح الذي كتب عنه موسى وذكرته الأنبياء، وهو يسوع بن يوسف الذي من الناصرة." قال له: "أمن الناصرة يخرج شيء صالح؟" فقال له فيلبس: "تعال وانظر." وعندما قال عنه الرب: "هوذا إسرائيلي حقا لا غش فيه." فإنه لم يخضع للسيد المسيح، وطلب الدليل علي مدحه بقوله للمخلص: "من أين تعرفني." فقال له: "قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت شجرة التين رأيتك." فتحقق حينئذ أنه عالم بالخفايا. وقال له: "أنت ربي والهي."

وقيل أنه كان قد قتل إنسانا في صباه أثر مشاجرة، ودفنه تحت شجرة التين ولم يعلم به أحد. وقيل أنه وقت قتل الأطفال علي يد هيرودس، خبأته أمه على شجرة تين كانت في بيتها، واستمرت ترضعه ليلا وتخفيه نهارا إلى أن هدأ الاضطهاد ، ولم تعلمه أمه بهذا الأمر حتى كبر وصار رجلا، ولم يعلم أحد بذلك. فلما أنبأه المخلص بذلك، تحقق أنه الإله عالم الغيب. فعند ذلك خضع للرب وتبعه وصار من جملة تلاميذه الأثنى عشر. وبعد قبوله نعمه الروح القدس المعزى تكلم باللغات وأنار العالم بتبشيره، ورد كثيرين إلى الإيمان بالسيد المسيح، ثم ذهب إلى بلاد الزنج وبلاد البجاة أو "البوجاه" وهى تمتد من أسوان إلى البحر الأحمر، ودخل جزيرة برطانة، ونادى فيها بالمسيح فلحقته إهانات كثيرة، فكان يزداد قوة وشجاعة. وأجرى الله علي يديه آيات عديدة. وأخيرا تنيح مصلوبا علي خشبه ونال إكليل الشهادة.

شفاعته تكون معنا. أمين.

اجمع غالبية المؤرخين على أن برثولوماوس هو نثنائيل وتظهر دعوته من القول الذى ورد عنه فى (يو1: 45 ـ 51 ينطبق عليه القول المكتوب أعلاه إلى قبول نعمة الروح القدس والتكلم باللغات.

          ثم ورد فى تاريخه أنه بعد حلول الروح القدس فى يوم الخمسين، كانت قرعته أن يذهب إلى أسيا الصغرى. فدخلها بأن باع نفسه كعبد، واشتغل فى زراعة الكروم. وكان كلما هيأ غصناً أثمر لوقته.

          ولما مات ابن حاكم البلد، أقامه. فآمن كثيرون بالسيد المسيح. وقد كان حاضراً عندما صلب فيلبس الرسول فى بلدة ايرابوليس. ولما حصلت الزلزلة عند صلبه، نجا برثولوماوس من أيدى الوثنيين. ثم ذهب إلى بلاد الهند الشرقية ثم بلاد اليمن وكان يحمل معه نسخة من إنجيل متى، وجدها العلامة بنتينوس نحو سنة 179م. (انظر سنكسار أول توت)

          وعندما رجع إلى بلاد الأرمن وبشر بها، ثار عليه كهنة الأوثان فى لوكانيا بقرب بحر قزوين، فسلخوا جلده وقطعوا رأسه وطرحوه فى البحر ونال إكليل الشهادة. (تاريخ سوريا مجلد 3 ص17.)

          وقد عثر على ورقة بردى باللغة الأثيوبية سنة 1907م محفوظة بالمتحف البريطانى بالعدد 66ـ 24 بين خرائب دير بالقرب من ادفو من نصها (..بيع برثلوماوس كعبد وعمل فى مزرعة كرم..الخ. ثم ذهب مع اندراوس إلى بلاد البرابرة. وغلاظ القلوب. ولم يرحبوا بالرسل، رغم اتيانهم بالعجائب. غير أن الرب قيض أحد الأهالى لخدمتهم. فلما حاربهم الأهالى وأطلقوا عليهم الوحوش. دفع خادمهم الأذى عنهم، فقتل كل ما قرب منهم من الوحوش. فارتعد الأهالى وخروا ساجدين للرسل وآمنوا بالمسيح. ثم عين الرسل لهم قسوساً وبنوا كنائس. وبعد ذلك رحل برثلوماوس إلى شاطئ البحر وسمع به الملك أغريباس فأمر أتباعه أن يضعوا الرسل فى جوال من الرمل ويلقوه فى قاع البحر فنفذوا الأمر.) (موجز تاريخ المسيحية ص64،65 ج1.)

جاء فى نسخة "باسيه." أنه بشر فى بلاد الزنج والبجاه ودخل جزيرة برطانه وأنه مات مصلوباً ولم يذكر أنه توجه إلى فارس (تذكار 15 بشنس الموافق 10مايو أو أيار.)

جاء فى مروج الأخبار ص 676 والكنز الثمين الجزء الثالث ص47 أنها جزيرة بريطانيا (انجلترا) فى بلاد الافرنج وهو غير صحيح. وقد جاء فى هذين الكتابين أنه بشر فى مصر وأفريقيا أيضاً ثم بريطانيا ثم بلاد فارس وأنه استشهد هناك بنشر وسطه وتذكاره فى السنكسار اليونانى فى يوم 10 أيار أى 10 يونيه وهو يعادل 15 بشنس.

          لكن الحقيقى هو ما جاء عنه فى لاروس القرن العشرين: "القديس سمعان الرسول استشهد فى الجيل الأول الميلادى ويلقب بالزيلزتس أى الغيور. بشر بالانجيل فى مصر والعجم حيث عذب بالصلب، ويعيد له الروم فى 10 مايو الذى يوافق 15 بشنس. (جزء6 ص360)

          وجاء فى القاموس الجغرافى فى عهد الأقباط لاميلينو أنه ذكر فى السنكسار فى تذكار نياحة سمعان الزلوطى رسول المسيح توجه إلى بلاد الزنج (أى النوبة) وبلاد البوجاة، ودخل جزيرة برطانه، وهذه الأسماء الجغرافية لها وجود حقيقى فبلاد البوجاة تمتد من أسوان إلى ساحل البحر الأحمر، وأن الجزيرة المذكورة برطانه لا تبعد أن تكون إحدى الجزائر الساحلية العديدة. (ص97)