12 بشنس: تذكار نياحة البابا مرقس السابع البطريرك (106) 

وتعيد الكنيسة في هذا اليوم من سنة 1485 ش( 18 مايو سنة 1769م) تذكار نياحة البابا مرقص السابع البطريرك (106) وكان هذا البابا من ناحية قلوصنا، من أعمال أبرشية البهنسا. وكان اسمه سمعان، وذهب أولا إلى دير أنبا أنطونيوس وهو شاب صغير السن، وأقام فيه مدة وكان يتردد علي ديرى أنبا أنطونيوس وأنبا بولا ولبس زي الرهبنة ورسم كاهنا بدير أنبا بولا بجبل نمرا. ولما تنيح البابا يؤنس السابع عشر البطريرك (105) وقع الاختيار عليه ليخلفه علي الكرسي البطريركي فأحضروه من ديره ورسموه بطريركا في يوم الأحد الرابع والعشرين من شهر بشنس سنة 1416ش (30 مايو سنة 1745م) تذكار دخول السيد المسيح أرض مصر. وكان هذا البابا رحوما شجي الصوت فصيح اللسان. وبعد سنتين من رئاسته، حصلت فتنة عظيمة بين العسكر في مصر، قتل فيها كثير من الأمراء وهرب البعض منهم إلى الصعيد ثم هاجروا إلى الحجاز. وأزال الله عنهم هذه الشدة بعد أن ظلت قائمة مدة من الزمن. وقد قاسى هذا البابا في تلك الأيام شدائد وأهوالا كثيرة. أحيانا من المخالفين وأخري من الشعب.

وقد قام هذا البابا برسامة الأنبا بطرس مطرانا علي الوجه القبلي ليرعي قطيعة خوفا عليهم من الذئاب الخاطفة. وفي أخر أيامه تنيح الأنبا يؤنس الرابع عشر مطران كرسي أثيوبيا الثالث بعد المائة من مطارنة أثيوبيا، وحضرت إليه بعثه من ملك أثيوبيا لرسامة مطران، فرسم لهم قبل نياحته بستة أشهر الأنبا يوساب الرابع، ولم يبرح القطر المصري إلا بعد نياحة البابا البطريرك.

وقد عاجلته المنية عندما كان مقيما بكنيسة السيدة العذراء بدير العدوية جهة المعادى بضواحي مصر. وقبيل صعود روحه الطاهرة، رأى الأبوين العظيمين القديسين أنطونيوس وبولا، حاضرين في الساعة الثانية من نهار الخميس المبارك، وكانت الكنيسة تحتفل فيه بتذكار عيد القديسة الطاهرة دميانة، وتذكار رئيس الملائكة ميخائيل وتذكار نياحة القديس العظيم يوحنا ذهبي الفم وبعد نياحته مباشرة، نقلوه في مركب، وأحضروا جسده الطاهر إلى دير البطل العظيم مار جرجس، ووضعوه بدير الراهبات تحت المقصورة. وفي يوم الجمعة  13 بشنس، حضر من المطارنة الأنبا يوساب مطران كرسي أثيوبيا والأنبا بطرس مطران الصعيد وجميع القمامصة والقسوس والشمامسة وسائر الأراخنة وغسلوا وجه البابا المتنيح ويديه ورجليه بماء الورد والحنوط الثمينة وألبسوه ملابسه الكهنوتية، ووضعوه في تابوت، وحملوه وأمامه الكهنة بالمجامر والشموع  والكاسات والنواقيس، إلى أن وصلوا به إلى كنيسة مرقوريوس أبي سيفين، حيث صلوا عليه بما يليق بكرامته ودفنوه بمقبرة الآباء المباركة. وقد أقام علي الكرسي البطريركي مدة 23سنة و11شهرا و 18 يوما، وعاصر من السلاطين محمود الأول وعثمان الثالث ومصطفى الثالث وخلا الكرسي بعده خمسة أشهر وخمسة أيام .

صلاته تكون معنا. آمين.