8 بشنس: الشهيدة مافرا وزوجها الشماس تيموثاوس
ترجمها
إلى
الانجليزية Translations
by Julian the Alien
وقامت
بترجمتها من
الإنجليزية د.
مرفت اسكندر. تذكرها
المراجع
المكتوبة
باللغة
العربية مثل
"الاستشهاد
فى المسيحية "
وغيره بإسم
مورا
أثناء
اضطهاد
دقلديانوس للمسيحيين
(284ـ 305م) كان هناك
حاكم يدعى
أريانوس، هذا
الحاكم كان
معروفاً
بقسوتـه
وعنفه فى معاملة
المسيحيين
وكان هدفه محو
الإيمان
المسيحى
بواسطة الخوف
والعذاب
والموت.
قُبض على
مجموعة من
المسيحيين
وأُحضرت إليـه.
من بين هؤلاء
كان
تيموثاوس،
قارئ فى
الكنيسة، وإحدى
واجباتـه هى
الاهتمام
بكتب الكنيسة.
كان من قرية
البرابى وكان
شاباً
متزوجاً
حديثاً،
وزوجتـه تدعى
مافرا.
وكان بعد
عشرون يوماً
من زفافهما أن
قبض الوثنيون
على
تيموثاوس،
وأحضروه أمام
الحاكم للاستجواب.
سأله
الحاكم: "من
أنت ؟ وما هو
عملك ؟" كان
هذا أول سئوال
من الحاكم.
أجاب
تيموثاوس:
"أنا مسيحى،
قارئ فى
الكنيسة."
"هل أنت
الوحيد الذى
لم يسمع بقرار
الإمبراطور
بتعذيب وقتل
كل من يرفض أن
يبخر
للآلهة؟"
أجاب
تيموثاوس:
"أنا أؤمن بكل
قلبى بربى
يسوع المسيح
الذى أنا مكرس
له. لذلك لا
يمكننى أن أذبح
للآلهة."
"ألا ترى
أدوات
التعذيب
مُعدة
أمامك؟"
أجاب
الرجل القديس:
"بالتأكيد
أنت لا ترى
ملائكة الله
الذين
يعضدوننى."
قال
أريانوس:
"أعطنى كتبك
لكى أفهم قوة
السحر التى
فيـها"
أجاب
تيموثاوس:
"رجل بلا عقل
أو تعقل. ألا
تعرف أن لا
أحد يسلم
أولاده
للموت؟ الكتب
التى نسختـها
هى أولادى. عندما
أقرأهم،
ملائكة الله
يقفون أمامى."
قال
أريانوس:
"حسناً أنت لا
تريد أن تذبح
لآلهتنا ولا
تريد أن تُظهر
كتبك، أحذر
لئلا عدم طاعتك
يصير سبباً فى
تعذيبك." أجاب
تيموثاوس: "أنا
لن أذبح لآلهة
ولن أُظهر
كتبى لأنى
مسيحى."
حينئذ
أصدر الحاكم
الغاضب أمراً
بإحضار قضيبين
من الحديد
المحمى فى
النار، وأن
يوضعا فى أذنى
القديس
تيموثاوس.
الذى من شدة
العذاب سقطت
عينيـه وصار
أعمى. فقال له
خدام أريانوس:
"لأنك رفضت أن
تضحى
لآلهتنا، ها
قد فقدت بصرك."
فأجاب القديس:
"إن عينى جسدى
التين رأتا أشياء
كثيرة غير
لائقة قد
عميتا الآن. ولكن
بصيرتى
الداخلية،
عينى نفسى
ينيران لى."
وعندما
قال القديس
هذا الكلام
أمر الحاكم أن
تربط يداه
وراء ظهره،
وأن يوضع فى
فمه قطعة من
الخشب، ثم
يعلق منكس
الرأس.
وإمعاناً فى
تعذيبـه أمر
أريانوس
بتعليق حجر
ثقيل فى عنقه،
وعندما بدأ
الخدام فى
تنفيذ
الأوامر، رفع القديس
عينيـه إلى
السماء وقال :
"إنى أؤمن أن هناك
إله فى
السماء، وهو
قادر أن
يخلصنى من هذه
العذابات."
كانت
عذابات
الشهيد مخيفة
جداً لدرجة أن
الذين
يعذبونـه
تأثروا جداً،
وأشفقوا
عليـه، وصاروا
يتوسلون
الحاكم أن
يعامل
تيموثاوس بالرحمة
عوض القسوة
حتى يطيع إرادة
الإمبراطور.
قائلين إن
تيموثاوس لم
يتم على زواجه
أكثر من عشرون
يوماً فقط
وزوجته صغيرة
السن وجميلة.
ولما سمع
الحاكم بـهذا
أمر بإحضار
زوجتـه ولما
حضرت قال لها:
"ما
أسمك؟"
"أنا
مافرا."
"إنى أشفق
عليك جداً
بسبب سوء حظك،
وأنت شابة صغيرة
تصيرى أرملة.
والآن أنا
آمرك أن تذهبى
وترتدى أجمل
ملابسك، وأن
تصففى شعرك
كأجمل ما
يكون. وضعى
مساحيق
التجميل على
وجهك، وتعالى
بسرعة إلى
زوجك،
أقنعيـه أن
يذبح للآلهة
وإلا حتماً
ستصيرين
أرملة وأنت فى
شبابك إذا
استطعت
إقناعه، سوف
أعطيكى هدايا
كثيرة وذهب
وفضة."
أطاعت
مافرا
الحاكم، عملت
كل ما أمرها
بـه. ارتدت
ملابس زاهية،
وذهبت إلى
زوجها توسلت
إليـه
طويلاً أن
يطيع أمر
الحاكم، على
الأقل مؤقتاً
لكى يتفادى
عذابات عديدة.
ولكن زوجها لم
يستطع أن ينطق
بكلمة فقطعة
الخشب كانت
داخل فمه.
فذهبت مافرا
إلى أريانوس،
وطلبت منـه
بتوسل وإلحاح
أن يخرج
الخشبة من فم
تيموثاوس حتى
يمكنـه أن
يتكلم. فوافق
أريانوس
وأخرجوا
الخشبة من
فمه. ذهبت مافرا
مرة أخرى إلى
زوجها
القديس، الذى
بالرغم من
أنـه فقد بصره
إلا أنـه اشتم
رائحة العطر
التى فاحت من
ملابس مافرا
فصاح قائلاً:
"أين أبى القس
بيجول؟" كان
أبوه وسط
الناس التى
ازدحمت
لتشاهد
عذابات ابنـه
فأتى إليـه قائلاً
: "ماذا تحتاج
يا إبنى
الحبيب؟"
"أرجوك يا
أبى اصنع معى
هذا المعروف،
غطى وجهى ببعض
الخرق
البالية لكى
لا أشم رائحة
مفسدة للنفس،
الرائحة التى
تفوح من ملابس
مافرا. هذا
العطر مصدره
الشهوة
الحسية،
ورفيق الشيطان،
وهو مكروه
ومقذذ لنفس
القديسين
والأبرار."
ولما انتـهى
من كلامه،
قالت مافرا
له:
"حبيبى
تيموثاوس، هل
تحتقرنى أنا
أيضاً؟ أنا لم
أسئ إليك فى
شئ قط، فلقد
تزوجنا منذ
عشرون يوماً
فقط وأنت لم
تتعود على
شخصيتى بعد،
وأنا لم أتعلم
نظام بيتك.
إنى أبعد ما
أكون عن هذه
الرذيلة التى
تتـهمنى بـها
، أنا لم أهب
نفسى لأى رجل
آخر؛ ناظرة
إليك وأنت
تعانى بفظاعة
إنى أبكى
بمرارة وقلبى
يتوجع، لأنك
تتألم بدون أن
تصنع شراً. إن
جراحاتك تحز
فى نفسى
لأنـها تجعلنى
أرملة. ربما
تكون اقترضت
مالاً فهل أنت
غير قادر على
رد الدين لذلك
تعانى من هذه
العذابات؟ لو
كان الأمر
هكذا دعنا
نبيع أفضل ملابسنا
ونرد الدين.
أو إذا كنت
تعانى لأنك غير
قادر على دفع
الضرائب؟ ها
كل ممتلكاتنا
والذهب
والملابس، بع
كل هذا وسدد
الضريبة
للملك." فقال
لها تيموثاوس:
"أختى
مافرا، عندما
رأيتك بعينى
نفسى وأنت تغادرين
البيت، لاحظت
الشيطان
سائراً
بجوارك عن
يمينك. لقد
أمسك مفتاحاً
بـه يقدر أن
يحول قلبك نحو
اللذات والارتباطات
العالمية."
قالت
مافرا: "أخى
تيموثاوس،
إنى أطلبك
أنت، وفيما
بعد أين أجدك؟
سيأتى يوم
السبت ويوم
الأحد من
سيقرأ فى كتبك
؟"
"اتركى
عنك غرور هذا
العالم يا
مافرا
وأذهبى معى
إلى هذا
الجهاد
البطولى،
والله سيغفر
لنا خطايانا
من أجل هذا،
ويجعلنا
مستحقين
أكاليل
نعمتـه فى
الملكوت."
حينئذ
قالت مافرا:
"عندما كنت فى
طريقى إليك، كان
قلبى مشغولاً
بارتباطات
باطلة. ولكن
بمجرد أن بدأت
تكلمنى
أشرقت علىّ
نعمة الله. كن
متأكداً ياأخى
الحبيب إنى
أشتـهى نفس
الأشياء
مثلك." فقال
لها تيموثاوس:
"إن كان هذا
حقاً أذهبي
إذن إلى
الحاكم
واكشفى فساد
اعتقاده.
"إنى
خائفة ياأخى
أن أفزع عند
رؤية أدوات التعذيب
ووجه الحاكم
الغاضب. أخاف
ألا أحتمل مشقة
العذابات
بسبب سنى. إن
عمرى سبعة عشر
عاماً فقط."
فطمأنها
قائلاً: "الق
رجاءك على
ربنا وإلهنا يسوع
المسيح، وكل
العذابات
ستبدو لك كزيت
يرطب جسدك، أو
كمثل ندى ينعش
عظامك ويخفف
كل الآلام". ثم
بدأ القديس
تيموثاوس
يصلى إلى الله
من أجلها
قائلاً: "يا
إله وأب كل
خير، الذى
أعطى معونة
للثلاث فتية
الذين ألقوا
فى أتون
النار، الذى
خلص دانيال من
أسنان
الأسود، الذى
أرسل طعاماً
للنبى بواسطة
الأرملة، الذى
أعطى المعونة
ليس فقط فى جب
الأسود ولكن
أيضاً فى أتون
النار وخلصت
الذين اتكلوا
عليك، لكى
نشهد أمام كل
أحد بمحبتك
للبشر التى
جعلت الأسرى
أنبياء
وشهداء. أيـها
الرب، السيد،
أنظر الآن إلى
عبدتك مافرا!!
أنت أيـها
الرب، وحدتنا
بالزيجة،
وحدنا أيضاً
فى هذا الجهاد
العالى لكى لا
نحرم أن نكون
فى خورس
الشهداء. أنت
أيـها الرب
أعطنا القوة
لكى نحتمل
بشجاعة كل
العذابات بل
والموت حتى
يخجل الذين
يقاوموننا
عندما يفشلوا
فى أن
يُحيدوننا عن
إيماننا فى
يسوع المسيح
ربنا، الذى له
كل مجد مع
أبيـه الصالح
والروح القدس
إلى الأبد
أمين."
بعد أن
صلى القديس
تيموثاوس من
أجل زوجتـه مافرا،
أوحى إليـها
بالروح القدس
فذهبت إلى الحاكم
وخاطبتـه
هكذا:
"أيـها
الحاكم
الدنس!! أنت
وعدت أن
تعطينى ذهباً
وفضة حتى أحدر
نفسى للهلاك.
أنت لا تبغى
إلا إهلاك
نفوس الناس.
ولكن على أية
حال، أنت لن
تغلبنى بأى
إغراء، لأنى
أقف أمامك
بكامل سلاح
الله إلهنا."
فقال أريانوس
لمشيريـه
وخدامه:
"ألم أقل
لكم إن
تيموثاوس
ساحر؟ انظروا
لقد فتن
زوجتـه بسحره
لكى تعصى
الأوامر ثم
التفت نحو
مافرا قائلاً:
"أنتِ أيضاً
مع تيموثاوس،
تختارين الموت
عوض الحياة؟
فكرى قليلاً
وأدركى أنك
تحرمين نفسك
هذه الحياة
الحلوة،
وتسلمين ذاتك
إلى عذابات
مرة. ولكن،
ألعلك أخذت فى
الاعتبار موت
زوجك وترملك
المبكر
فقررتى أن
تموتى معه؟ فى
هذه الحال لا
تحزنى ولا
تضطربى لأنك
لن تصيرى
أرملة،
سأزوجك بأحسن
وأغنى القادة
لكى تتمتعى
بحياتك معه
وتصبحى
ممجدة، لأن
زوجك سيكون
أكثر شرفاً من
زوجك الأول.
أجابتـه مافرا
على هذا
الكلام قائلة:
"لقد تركت عنى
كل الأباطيل
العالمية
لذلك فأنا لست
فى حاجة
لقائدك. بالحق
أقول لك لقد
خطبت نفسى
للعريس السمائى
يسوع المسيح
ابن الله
الحى. وأضع كل
رجائى فيـه،
أقف أمامك
بقلب شجاع ولا
أخشى من قريب
أو بعيد حكمك
غير العادل."
عندئذ أمر
الحاكم الساخط
أن ينزعوا شعر
رأس مافرا
كله، ثم قال
لها:
"أنظرى ،
لقد أُنتزع كل
شعر رأسك.
أنصحك أن تضحى
للآلهة حتى
تتجنبى
عذابات أخرى أشد."
فقالت:
"الآن بدأت
أدرك أيـها
الحاكم، أن
المسيح نفسه
يقبلنى ويغفر
لى خطيتى،
التى ارتكبتـها
بجهل. التى هى
إطاعة مشورتك
الشريرة، لقد
زينت شعرى لكى
أُضل زوجى،
وأنت صنعت
حسناً بنزع
شعر رأسى
لأنـه
بإزالتـه
خطيتى طُرحت
عنى ولن يكون
سبب إغراء لأى
أحد من الواقفين
هنا ناظرين
إلىَّ."
عندما
سمع الحاكم
هذا الكلام
ازداد غضباً
وأمر أن تقطع
أصابع مافرا
وتلقى بعيداً
، فقالت له
القديسة
مافرا:
"وأيضاً
بـهذا تصنع
بى خيراً،
لأنك تحرمنى
من أصابعى
التى بـها
وضعت على جسدى
الحلىّ
الباطلة. أنت
لا تدرك أنـه
بقطع أصابعى
أنت تطهرنى من
خطيتى
الثانية. لذلك
ها أنذا أقف
أمامك بسرور
وفرح مستعدة
لكل
العذابات."
تعجب أريانوس
جداً لهذا
الصبر العظيم
الذى لها. أما
بيجول القس،
والد القديس
تيموثاوس
فكان واقفاً
بالقرب منـها
وسط الجمع
يشاهد
المحاكمة. مندهشاً
لشجاعة
القديسة
مافرا. فقال
لها برقة: "يا
ابنتى
الكريمة
مافرا ، كيف
تحتملين بتر أصابعك؟"
فأجابت:
"بالضبط كما
تشاهد أنت يا
أبى فى الكروم
كيف تـهذب
بقطع
الأغصان،
بنفس المفهوم
أنا نظرت إلى
أصابعى ولم
أشعر بأى ألم."
أمر
أريانوس
جنوده الأثنى
عشر أن يملئوا
قدراً كبيراً
بالماء
ويضعونه على
النار حتى
يغلى ثم يلقون
مافرا فيـه.
وبالفعل لما
بدأ الماء
يغلى ويعلو
صوت غليانـه
ألقيت
القديسة فيـه.
ولكنـها وقفت
فى وسط القدر
بلا أى أذى وقالت
للحاكم:
"أشكرك مرة
أخرى لأمرك
بغسلى وتطهيرى
من خطاياى حتى
إنى بقلب نقى
أتقرب لإلهى
وآخذ منـه
إكليل الحياة
الأبدية.
الآلام التى
تمنيت أن
توقعها علىّ
تمنحنى
خلاصاً فى
المسيح ربى.
عموماً يظهر
أنك طرحتنى فى
هذا القدر
بسرعة لأنـه
لم يسخن بعد،
الماء الذى فيـه
بارد، وأنا لا
أشعر بأى
حرارة
تلسعنى، تماماً
كما لم أشعر
من قبل بأى
ألم أثناء
عذاباتك."
بدأ
الحاكم يفكر،
وهو فى منتـهى
الغيظ، لعل
الجنود سكبوا
الماء المغلى
وملئوا القدر
بماء بارد
شفقة عليـها
أو لكى يبقوها
حية لشهوتـهم
الجسدية فيما
بعد. فنزل عن
كرسيـه فى
الحال وذهب
ليرى الأمر
بنفسه. إذا
كان الماء فى
القدر بارداً
فعلاً أم لا
فقال أريانوس
للقديسة:
"أسكبى بعض
الماء فى يدى،
أريد أن أرى
إن كان بارداً
؟!" قالت
مافرا: "إنـه
بارد جداً.
إنى لا أحس
بأى حرارة
فيـه. إذا كنت
محتاجاً
لمزيد من
الوقود
لتسخين القدر
أرسل أحد خدامك
إلى أبى
النجار، وهو
سيعطيك
أخشاباً للوقود."
وبعد أن قالت
ذلك سكبت
الماء المغلى
من القدر فى
يد الحاكم.
فالتـهبت يده
فى الحال
وتقشر عنـها
الجلد فصرخ
الحاكم متألماً
وقال فى حيرة:
"مبارك هو
الرب إله
مافرا ، ليس
هناك إله آخر
بل هو وحده
وبواسطتـه
مافرا الآن
ممجدة."
ولما
قال هذا أمر
بإطلاق سراح
القديسة. ولكن
قبل أن تغادر
مكان
التعذيب، دخل
الشيطان فى قلبـه
وحثه أن يعادى
كل الذين
حفظوا
الإيمان
المستقيم
بالله. وحفظوا
ضمائرهم
طاهرة فإذ بـه
ينادى مافرا
مرة أخرى قائلاً:
"لا تضعى ثقتك
فى مسيحك يا
مافرا،
الأفضل لكى أن
تضحى للآلهة."
قالت مافرا:
"أنا لن أذبح للأوثان،
لأن لى المسيح
الذى
سيحمينى."
فقال أريانوس:
"سأملأ فمك
بجمر مشتعل إن
لم تذبحى
لألهتنا."
قالت مافرا:
"إنك لا تفهم
ما أنت فاعله
نتيجة عدم
تعقلك إذا
ملأت فمى بجمر
مشتعل فإنى
سوف أتطهر من
خطايا لسانى
وفهمى. إن ربى
قبل أن يَظهر
فى مجده
لأشعياء
النبى، حسبـه
مستحقاً أن
يسمع تسبيح
الملائكة
وأرسل لـه أحد
السيرافيم
وبيده مجمرة
نار أخذها
بملقط من على
المذبح. ولما
لمس بـها شفتى
النبى قال
لـه: "إن هذه
قد مست شفتيك
فانتُزع إثمك
و كُفر عن
خطيتك" (
أشعياء 6 : 6، 7)
فإن كان النبى
قد نال مغفرة
خطاياه
بواسطة لمس
شفتيـه بجمرة
النار، إذن
أنا أرجوك أن
تملأ فمى بجمر
مشتعل. لا،
ليس فمى فقط،
بل أيضاً حول
جسدى حتى أصير
تقدمة ذات
رائحة طيبة
للمسيح. الله
الذى طهر
النبى من
الخطايا فى
القديم يقدر
أن يطهرنى من
خطاياى
أيضاً."
استشاط
الحاكم غضباً
بعد أن سمع
هذا الكلام وأمر
بإحضار برميل
ممتلئ بالقار
والجير الحى لتوضع
فيـه القديسة.
فى هذه اللحظة
صرخت الجموع
بصوت عظيم
قائلة للحاكم:
"إلى
متى تخترع
عذابات جديدة
لفتاة صغيرة.
أوقف هيجانك
عليـها أيـها
الحاكم لأننا
فى ذهول من
صبرها. ولكن
القديسة
مافرا التفتت
إلى الناس
وقالت:
"ليـهتم
كل واحد
بأموره.
الرجال
يـهتمون بواجباتـهم
وكذلك النساء.
لا تدعوا
أحداً منكم يـهتم
بى، أنا لم
أطلب من أى
منكم أن
يساعدنى أو
يدافع عنى لأن
لى من يدافع
عنى. إلهى
الذى أثق
فيـه."
أثناء
كلامها هذا
أصدر أريانوس
أوامره بأن يبدءوا
بكى جسد
القديسة
بالنار أما هى
فقد نظرت إلى
الشعلة وقالت:
"أنت تتصور
أنك تفزعنى بـهذه
الشعلة كما لو
كانت كل
محاولاتك
السابقة غير
كافية أن تثبت
لك صبرى. ألم
تنـزلنى فى
ذلك الجرن
الكبير
والمرعب
المملوء
بالماء المغلى
ولم يؤذنى؟!
أنت نفسك تشهد
بذلك إذ أن يديك
احترقتا بذلك
الماء المغلى
وأنا لم يصبنى
أى أذى. وهل
تظن أنـه يجب
علىّ أن أخاف
من هذه الشعلة
؟! إذا أردت،
أيـها
الحاكم، حمىّ
الأتون
والقينى فيـه
وسوف ترى قوة
مسيحى الذى
أخدمه. أؤمن
أن إلهى، الذى
دعانى لهذا
الجهاد
الجليل
بواسطة زوجى
المبارك
تيموثاوس لن
يتخلى عنى.
أما بخصوص تلك
الشعلة التى
تكوى بـها
جسمى فأنا
أشعر كما لو
كان ندى
الصباح الذى
ينزل على
الأرض ويجعل
الأشجار تنمو
والفواكه
تثمر يرطب
جسدى."
شعر
الحاكم
بالحزن إذ قد
غلبتـه كلمات
القديسة
الظاهرة
بأعمال
حقيقية ولم
يقدر أن يخترع
أى طريقة أخرى
لتعذيبـها.
حينئذ أصدر
أمره بصلب
تيموثاوس
ومافرا بوضع
صليبيـهما
واحد مقابل
الآخر. وعندما
سيق القديسون
إلى مكان الاستشهاد
أسرعت نحوهما
والدة مافرا
واحتضنت
ابنتـها
باكية قائلة:
"ابنتى
مافرا لماذا
تتركين أمك
التى تحبك؟! من
سيتزين بحليك
ومصوغاتك ؟!
لمن سيكون
ذهبك وفضتك
وكل ملابسك
الغالية
الثمن بعد أن
تموتين
ياابنتى ؟!"
"الذهب
والفضة سوف
يبيدان والعث
سيأكل الملابس
يا أمى. جمال
الوجه الغض
سوف يذبل مع
الوقت. أما
الإكليل الذى
سيعطيـه لى يسوع
المسيح لن
يزول إلى
منتـهى
الدهور."
لم
تستطع الأم أن
تجيب على هذا
الكلام. ثم
جذبت الشهيدة
نفسها من بين
ذراعى أمها
وأسرعت نحو
المكان
المحدد
للاستشهاد
قائلة لها:
"لماذا
تعوقيننى عن
الصليب ولا
تدعينى
ابتـهج بإكليل
ربى الذى أريد
أن أتمثل بـه
فى موتى؟"
صلب
الجنود
القديسين
وجهاً لوجه.
بقى خلالهما
على الصليب
تسعة أيام
وتسع ليالٍ
يحثان ويعزيان
بعضهما البعض.
كان القديس
تيموثاوس يحذر
وينصح زوجتـه
طوال اليوم
حتى المساء،
بينما كانت
مافرا تنبـه
شريكها فى
الآلام طوال الليل
حتى الصباح.
فى أثناء هذا
قالت القديسة
مافرا إلى
تيموثاوس:
"دعنا لا ننام
لئلا ربنا
يسوع المسيح
يأتى ويجدنا
نياماً،
فيغضب علينا.
إن فى بيت
الرجل الساهر
شمعة منيرة
تصد اللصوص، بينما
إذا انطفأت
الشمعة، يدخل
اللص بسهولة وينـهب
البيت. لذلك
دعنا نسهر
ونصلى بلا انقطاع
لكى يجدنا
الرب منتظرين
مجيئه بصبر، وبجانب
هذا فإن العدو
لن يجرؤ على
الاقتراب ولن
يتجاسر على
إهانتنا ونحن
على الصليب."
بعد
فترة تكلمت
القديسة مرة
ثانية مع
تيموثاوس
قائلة: "كن
ساهراً يا أخى
واطرد عنك
النعاس تيقظ
وافهم ما قد
رأيت. كنت كما
فى حالة ذهول
ورأيت أمامى
رجلاً حاملاً
بيده كوب ماء
مملوء باللبن
والعسل. وقال
لى هذا الرجل:
"خذى هذا واشربى."
ولكنى قلت له:
"من أنت؟"
فأجاب: "أنا ملاك
الله. فقلت
لـه: "هيا بنا
نصلى للرب."
عندئذ قال لى:
"لقد جئت
لأخفف الآمك.
فقد رأيت أنكِ
عطشانة
وجائعة لأنك
لم تأكلى شيئاً
إلى الآن."
فسألتـه
أيضاً "ومن
حرضك لتقدم لى
هذا الإحسان؟!
واحتمالى
وصومى ماذا
يكونان لك ؟!
ألا تعلم أن
الله قادر أن
يصنع كل ما هو غير
مستطاع عند
الناس؟!" ثم
بدأت أصلى
ورأيت الرجل
الشيخ يشيح
بوجهه ناحية
الغرب. وبـهذا
فهمت أن هذا
وهم شيطانى
وأن الشيطان أراد
أن يجربنا على
الصليب. وبعد
قليل اختفت هذه
الرؤيا. بعد
ذلك جاء رجل
آخر وكما ظهر
لى أنـه جاء
بى إلى نـهر
يفيض لبناً
وعسلاً وقال
لى: "إشربى!"
ولكنى أجبتـه
قائلة: "لقد
قلت لك إنى لن
أشرب ماء أو
أى شراب أرضى،
حتى أشرب إلى
النـهاية كأس
الموت من أجل
المسيح ربى
التى أعدها لى
وسيمزج لى
فيـها الخلاص
بالخلود فى
الحياة
الأبدية." فى
أثناء كلامى
معه كان الرجل
يشرب من
النـهر،
وفجأة اختفى
الرجل والنـهر
معاً. بعد هذا
رأيت رجلاً
ثالثاً ذا ملامح
جذابة ووجه
مضئ كالشمس.
أمسك بيدى
وصعد إلى
السماء حيث
أرانى عرشاً
مغطى بملابس بيضاء
وإكليل ما
أجمل النظر
إليـه. اندهشت
جداً لهذا
البهاء وسألت
مرشدى
السماوى: "لمن
تكون هذه
الأشياء يا
سيد؟!" فأجاب
الرجل: "هذا العرش
والملابس
البيضاء
والإكليل معد
لكِ." ثم ذهب
بى إلى مكان
أعلى قليلاً
وأرانى عرشاً
آخر أيضاً
مزيناً
وجميلاً
وعليـه ملابس
بيضاء
وإكليلاً.
فسألت مرشدى
مرة أخرى:
"ولمن هذه الأشياء؟"
أجاب: "لزوجك
تيموثاوس." ثم
تجرأت وسألتـه:
"لماذا
العرشان غير
موضوعان
بجوار بعضهما
بل هناك مسافة
بعيدة
بينـهما؟!"
فقال لى: "لأن
هناك فرق كبير
بينك وبين
زوجك. ألا تذكرين
أنك أخذتِ على
عاتقك نير
الشهادة بسبب
توبيخه
ونصائحه
لكِ؟! لذلك
هو، إلى حد ما،
السبب فى
إكليلك.
يكفيكى هذا
الآن وفى
الصباح
التالى فى
الساعة
السادسة
ستأتى
الملائكة لتأخذ
أنفسكما إلى
السماء ولكن
على أية حال استمرى
فى سهرك لئلا
يجربك العدو
مرة أخرى." قصت
مافرا هذه
الرؤيا
للقديس
تيموثاوس
وتعزيا فى
الرب.
أخيراً
وفى اليوم
العاشر
لآلامهما على
الصليب وفى
الساعة
السادسة جاءت
ملائكة الله
لتحمل نفسى
الشهيدين إلى
العلاء. فى
هذه اللحظة التفتت
القديسة
مافرا إلى
الناس الذين
اجتمعوا
ليشاهدوا
عذاباتـهما
وقالت بصوت
عالٍ: "أخوتى
وأخواتى،
اذكروا أننا
عشنا حياة
إنسانية
عادية عندما
كنا بين
الناس، ولكننا
عشنا بالتقوى
لأننا عبيد
الله. بعد
قليل سوف ننال
الأكاليل غير
الفانية من
ربنا يسوع المسيح.
وأنتم أيضاً
حينما تعملون
من أجل ضروريات
الحياة
الإنسانية،
حاولوا أيضاً
أن تحققوا ما
يرضى الله،
وبذلك تنالون
غفران خطاياكم،
وتنالون
الأكاليل من
سيدنا وإلهنا
الواحد. وعندما
انتهت من
كلامها. أسلم
كل من
القديسين نفسه
المكرمة إلى
يد الله.
وهكذا انتهت
آلام الشهيد
تيموثاوس
والشهيدة
مافرا بنوال
إكليل الحق من
الرب يسوع
المسيح له
المجد مع
أبيـه الصالح
والروح القدس
إلى الأبد
أمين أكمل الشهيدان
جهادهما فى
حوالى سنة 286م.
تعيد
لهما الكنيسة
اليونانية
والكنيسة الروسية
فى 16 مايو الذى
يوافق 8 بشنس.
كان عيدهما يحتفل
به بوقار عظيم
فى مدينة
القسطنطينية
فى كنيسة على
اسميهما
مقامة بجانب
قصور يوستنيان.
وعليه يكون
بقايا
عظامهما ـ أو
على الأقل ـ كانت
فى تلك
الكنيسة.
ملاحظة:
فى عام 2013 صدر السنكسار
اعداد اللجنة
المجمعية ـ
اصدار دير
السريان
العامر وضع
سيرتها تحت
يوم 5هاتور