6 بشنس: الشهيد
بقطر
والشهيدة
كورونا
عن:
الكتاب
الشهرى
للشباب
والخدام
إصدار بيت التكريس
لخدمة
الكرازة
سبتمبر 2000م قام
بإعداد
السيرة
تاسونى انجيل
لبيب. وذلك عن
مخطوط موجود
بمكتبة
باريس،
مخطوطات
يونانية
قديمة، وتذكارهما
حسب كتاب
قديسو مصر
الجزء الثانى
يوم 14 مايو.
ولد بقطر فى
كيليكية من
أبوين مسيحيين
ربياه على
الفضيلة
والتقوى وعمل
الخير. ثم تدرج
فى الجيش إذ
كان جندياً
باسلاً وكان
موقعه فى
الإسكندرية
حيث كان
ضابطاً
شجاعاً فى جيش
الإمبراطور
سبستيانوس.
ولأنه كان
يسلك مسلكاً
مسيحياً
حقاً، وله أخلاق
وصفات حميدة
لذلك صار
محبوباً من
الإمبراطور
ومن قادة
جيشه. وقد
حسده عدو
الخير ودبر له
مؤامرة على يد
بعض أصدقائه
وعلى يد بعض
السوقة الذين
دخلتهم
الغيرة منه
فوشوا به عند
الإمبراطور
بأنه مسيحى.
تأثر
الإمبراطور
من كلامهم.
وكان بقطر
ضحية هذا
الخداع
الشيطانى.
فأراد
الإمبراطور
أن يهدئ هؤلاء
الرعاع، ويهدئ
غضب النيل
الذى كانوا
يعبدونه كإله.
فقبض على بقطر
واستجوبه
الحاكم
قائلاً:
الحاكم: "لقد
تلقيت
منشوراً يا
بقطر يفيد بأن
كل المسيحيين
عليهم أن
يسجدوا لآلهتنا
والذى يرفض
ذلك سوف يهلك
تماماً.. فهيا
يا بقطر ولتكن
قدوة للباقين
على الأقل
بسبب وضعك
العسكرى."
بقطر: "إننى
قبل كل شئ
جندى لسيدى
يسوع المسيح
الذى مملكته
لا تزول. أما
مملكة إمبراطورنا
الموقر فسوف
تزول سريعاً."
الحاكم: "إن
هيبتك كجندى
فى الجيش بغض النظر
عن أى اعتبار
آخر تجعلك
تقدم فروض
الطاعة
والولاء
للإمبراطور.
فتقدم وبخر
للآلهة."
بقطر: "إنه لا
يوجد من يخدم
الإمبراطور
بإخلاص
مثلى.هو بقوة
القانون
يستطيع أن يفعل
بجسدى ما يشاء
لكنه لا
يستطيع أن
يؤذى نفسى لأنها
لا تتطلع إلا
إلى الله."
الحاكم: "إن
حكمتك هذه
البارعة
تجعلنى
اعتبرك فيلسوفاً."
بقطر: "إنها
حكمة ليست منى
ولكننى استمدها
من الله."
الحاكم: "إنك
بعنادك هذا
سوف تضع نفسك يا
بقطر فى موضع
غير مرضى."
بقطر: "سوف
أتحمل كل
العذابات
التى يسمح
الله بها
وسأقدم دمى
شهادة له.
وأنا أجد نفسى
فى دائرة نعمة
الله التى تضع
الكلام فى
فمى. إننى مثل
حقل قد نال من
العناية ما
نال. وجاء
الوقت لكى
يُظهر الثمار
الحسنة.. هكذا
النفوس التى
أعدها الله
وتولاها برعايته..
عندما تملأها
نعمة الله
وتمتلكها، تجعلها
تثمر ثماراً
جيدة."
الحاكم:
"هل تفضل
الموت على
الحياة يا
بقطر؟"
بقطر:
"نعم لأن ما
سوف أناله من
عذاب سيقودنى
إلى الحياة وليس
إلى الموت."
بعد
هذا الحديث
بين بقطر
والحاكم أراد
الحاكم أن
يزعزع إيمانه
وصبره، فأمر
بقطع أصابعه بوحشية
حتى ظهر العظم
من اللحم
الممزق. وهنا
صاح بقطر
قائلاً: "أشكر
الرب يسوع
الذى قوانى على
الاحتمال."
فقال
له سبستيانوس:
"هيا يا بقطر
قبل أن أذيقك
أصنافاً من
العذابات
المميتة."
فقال
بقطر: "هل أسجد
لقطع من
الحجارة
والخشب.. هذا
لن يحدث
أبداً. إن
عبادتى وحبى
هما لله خالق
السماء
والأرض."
فوضعوه
بعد ذلك فى
السجن إلى
الغد. وفى
الغد ظهر بقطر
أمام الحاكم.
فقرر الحاكم
أن يوضع فى
أتون محمى
بالنار حتى
يحترق تماماً
فسجد الشهيد
على ركبتيه
أمام النيران
المشتعلة
وصلى هذه
الصلاة: "إنصت
يا إله آبائى
إلى عبدك
الحقير
المزمع أن
يتألم من أجل
محبتك. ولا تسمح
بأن ينال جسدى
أى أذى. بل
احفظه سليماً
حتى يؤمن
هؤلاء القوم
أنك أنت الإله
الحقيقى."
وهنا
أعطاه الله
علامة على
ذلك. فزج
بنفسه فى وسط
الأتون
المشتعل..
وظلت النيران
مشتعلة ثلاثة
أيام كاملة.
فأيقن
الإمبراطور
أنه أصبح رماداً
ففتح الأتون
لكى يرى
عظامه. وكانت
المفاجأة حيث
وجده سليماً
معافى يترنم
ويصلى كالثلاثة
فتية
القديسين..
فكاد أن يجن.. وأجمع
الكل على أن
ذلك مصدره
السحر.. وقال
لبقطر: "إنك
لساحر ماهر يا
بقطر."
فقال
لقطر: "أنا لست
بساحر كما
تدعى أنا
مسيحى."
فاستدعى
الحاكم أمهر
السحرة. فأحضر
سماً مميتاً
ومزجه بطعام
وقدمه للشهيد.
فقال بقطر: "إننى
لن أستطيع
تناول هذا
الطعام
المسموم إذا لم
أكن مؤمناً
إيماناً
كاملاً بأن
الله
سيحفظنى." فصلى
وتناول
الطعام فلم
يصبه أذى.
فأعطاه الساحر
طعاماً آخر
وقال له: "إذا
لم يصبك أذى
هذه المرة
أيضاً سوف
أترك السحر
وأؤمن بإلهك
الذى تعبده."
وتناول بقطر
الطعام ولم
يصبه أذى.
فآمن الساحر
بالله وحرق كل
كتب السحر
التى كانت
لديه. وبعد
ذلك أرسل
الحاكم بقطر
إلى ليكوبوليس
حيث كان
الوالى فى
جولة تفقد
لعسكره فيها.
فوجده الوالى
هناك على نفس
إيمانه
ومحبته لله..
فحاكمه ثانية
وقال له: "هيا
بخر للأوثان يا
بقطر وتعقل
عما أنت فيه
من جنون."
فقال
بقطر: "إنى
عاقل جداً
أيها الوالى."
فقال
الوالى: "إن
رفضك هذا درب
من دروب
الجنون."
فقال
بقطر: "إن الله
يخزى حكمة هذا
العالم بهذا
الجنون الذى
أنا فيه الآن."
الوالى:
"وأين قرأت
هذه الحكمة
الجميلة."
فقال
بقطر: "عند
المغبوط
بولس."
ولما
سمع الحاكم
ذلك أمر بقطع
أوتاره.. فقال
بقطر: "أنا لا
أخشى هذا العذاب
القاسى ولا
أشعر بأى ألم
البتة. سوى
كأن أحداً
يخرج من قدمى
شوكة صغيرة."
بعد ذلك مددوه
على سرير
حديدى،
وحرقوا جنبيه
بأسياخ محماة
بالنار. وهم
يصرخون فى
أذنيه قائلين
هيا بخر للآلهة
يا بقطر.
فقال
الشهيد:
"أكملوا كل ما
عندكم من
عذابات أيها
المساكين.فالرب
يسوع يعزينى
وأنا مستعد
لكل عذاب كى
أربح ما أعده من
نعيم دائم
لخدمة
الأمناء.
ثم
أخذ الوالى
جيراً
ممزوجاً بخل
ووضعه على النار
المتقدة..ثم
صرخ فيه
قائلاً: "إن
صبرك وتجلدك
سوف ينهاران
أمام هذا
العذاب الآن."
فقال
بقطر: "إننى
أسعى لأتمم
إرادة الله
ولا أسعى
لأرضى رغباتك
الشخصية."
أما
الحاكم ففتح
فمه بعنف وحشى
وسقاه هذا الخليط
المميت. ثم
قلع له عيناه.
فقال
بقطر فى صبر:
"لقد استطعت
أن تقلع عينى
جسدى وبذلك
سيتضاعف بصرى
الروحى."
ثم
بعد ذلك ربطوا
رأسه بوتد فى
الأرض وتركوه
ثلاثة أيام
حتى يتصفى دمه
من أنفه..ومرت
هذه الفترة القاسية
من الزمن.
وجاءه الجنود
متأكدين من موته
فوجدوه معافى.
وهنا صرخ
سبستيانوس
وأمر بنزع جلد
جسده عنه.
فقال
بقطر: "لن
تستطيع أن
تنزع عنى ثوب
البر المنسوج
من الإيمان
والحب، ولكنك
تستطيع عمل أى
شئ فى جسدى."
وأثناء
كل هذا العذاب
كان الشهيد
يصلى بحرارة
لله. ويشكره
على معونته
وتعزياته
أيضاً.
بعد
أن نزعوا جلد
الشهيد بقطر
عن جسده..صرخ
صوت فى وسط
الجمع
الواقف.. حيث
كانت النظرات
مثبتة على
الجنود وهم
يعذبونه هكذا.
ثم تحولت كل الآذان
والنظرات إلى
امرأة شابة
زوجة لأحد الجنود
بالجيش.. وهى
تصرخ وتصيح
وتقول للشهيد
بقطر: "طوباك
يا بقطر
ومغبوط هو هذا
الجهاد
الأمين الذى
تتممه من أجل
محبة الله.
إننى أبصرت
ملاكين
نورانيين
هابطين من
السماء وكل
واحد بيده إكليل
بهى جداً،
فالإكليل
الأكثر عظمة
وبهاء هو لك
أنت أما
الإكليل
الآخر فسوف
يكون لى أنا
بالرغم من صغر
سنى وبالرغم
من ضعف طبيعتى
وجنسى.. إننى
لا أخشى
التهديدات
والوعيد.. بل سيعطينى
الرب صبراً
واحتمالاً
لكى أشاركك ملكوت
الله." وهنا
استحضر
سبستيانوس
واستجوبها
هكذا محاولاً
أن يستميل
قلبها عليه:
"ما اسمك
أيتها المرأة
الشابة."
فأجابت:
+ "اسمى
كورونا."
- "وما
عمرك؟"
+
"16سنة."
- "ومتى تزوجت؟"
+ "منذ 14
شهراً فقط."
- "هيا
يا صغيرتى
تقدمى وبخرى
للآلهة." هكذا
قال لها
الوالى.
+ "هل
تظن أننى
أستطيع أن
أفقد إكليلى
بعد أن أرانى
الرب إياه."
فقال لها:
- "إن
هذا الجنون
سيقودك إلى
فقدان كل ثمين
وغالى فى هذه
الدنيا."
فقالت له:
+ "أننى
أفضل فقدان الكنوز
الزائلة
مقابل أن أربح
عريس نفسى
الذى يشبعنى
بكنوز لا
تزول."
أما
الوالى فبغضب
شديد أمر بوضع
نخلتين بجوار
بعضهما
وربطوا فى كل
شجرة جانب من
جانبى هذه
الشهيدة
العظيمة.. ثم
تركوا
النخلتين كى
تعودا إلى
وضعهما
الطبيعى..
وهكذا انقسم
جسدها إلى
نصفين.. ونالت
بذلك إكليل
الشهادة.
أما
بقطر.. فتعزى
بهذا المشهد
العجيب وشكر
الله على
محبته.. فقرر
الحاكم إنهاء
هذه العذابات.
وأمر بقطع
رأسه بحد
السيف.. فنال
إكليل الشهادة
غير المضمحل.
صلاة الشهيدين بقطر وكورونا تكون معنا أمين.