2 بشنس: نياحة أيوب البار 

في مثل هذا اليوم تنيح أيوب الصديق. وكان بارا في جيله ، صديقا في عصره. كما شهد عنه الكتاب أنه "ليس مثله في الأرض رجل كامل ومستقيم يتقى الله ويحيد عن الشر." فحسده الشيطان وطلب من الله أن يمكنه منه ومن كل ماله. فسمح له بذلك لعلمه تعالى بصبر أيوب، وأنه سيكون مثالا ونموذجا لمن يأتى بعده كما يقول الكتاب: " قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب". في يوم واحد فقد أيوب بنيه وبناته ومواشيه وجميع ماله. وليس ذلك فقط بل ضربه أيضا العدو في جسده بالجذام من رأسه إلى قدميه. وكان في ذلك جميعه شاكرا الله ولم يتذمر قط ولا جدف علي خالقه. وهذا كل ما قاله:" ليته هلك اليوم الذى ولدت فيه". وقال عن فقده أولاده:  "الرب أعطى الرب أخذ فليكن اسم الرب مباركا. في كل هذا لم يخطئ أيوب ولم ينسب لله جهالة.

وأشد ما آلمه هو تبكيت أصدقائه وزوجته له. لأنها أشارت عليه بالتجديف فلم يطعها بل قال لها موبخا: " تتكلمين كلاما كإحدى الجاهلات. الخير نقبل من عند الله والشر لا نقبل؟"

وأقام أيوب ثلاثين سنة وهو منطرح علي كوم، حتى تنقى كما تتنقى السبائك في النار. وأخيرا كلمه الرب من الغمام وشفاه من مرضه، وضاعف كل ما كان له. ورزقه بنين آخرين. وعاش إلى شيخوخة حسنة وتنيح بسلام.

صلاته تكون معنا. آمين.