30برمودة: شهادة القديس العظيم مرقس الرسول كاروز الديار المصرية
في مثل
هذا اليوم
الموافق 26
أبريل سنة 68م
استشهد
الرسول
العظيم
القديس مرقس
الرسول كاروز
الديار
المصرية،
وأول باباوات
الإسكندرية، وأحد
السبعين
رسولا. كان
اسمه أولا
يوحنا، كما
يقول الكتاب:
"إن الرسل
كانوا يصلون
في بيت مريم
أم يوحنا المدعو
مرقس". وهو
الذي أشار
إليه السيد
المسيح له المجد
بقوله
لتلاميذه:
"اذهبوا إلى
المدينة إلى
فلان وقولوا
له. المعلم
يقول أن وقتي
قريب. وعندك
أصنع الفصح مع
تلاميذي. ولقد
كان بيته أول
كنيسة
مسيحية، حيث
فيه أكلوا
الفصح، وفيه
اختبأوا بعد
موت السيد
المسيح، وفي عليته
حل عليهم
الروح القدس.
ولد
هذا القديس في
ترنابوليس من
أب أسمه أرسطوبولوس
وأم اسمها
مريم،
إسرائيلي
المذهب وذي
يسار وجاه
عريض. فعلماه
وهذباه
بالآداب اليونانية
والعبرانية
ولقب بمرقس
بعد نزوح والديه
إلى أورشليم،
حيث كان بطرس
قد تتلمذ
للسيد المسيح.
ولأن بطرس كان
متزوجا بابنة
عم
أرسطوبولوس،
فكان مرقس يتردد
علي بيته
كثيرا، ومنه
درس التعاليم
المسيحية.
وحدث
أن
أرسطوبولوس
وولده مرقس
كانا يسيران بالقرب
من الأردن
وخرج عليهما
أسد ولبؤة وهما
يزمجران،
فخاف أبوه
وأيقن
بالهلاك،
ودفعته
الشفقة علي
ولده أن يأمره
بالهروب للنجاة
بنفسه. ولكن
مرقس طمأنه
قائلا: "لا تخف
يا أبي
فالمسيح الذي
أنا مؤمن به
ينجينا منهما."
ولما اقتربا
منهما صاح
بهما القديس
قائلا: "السيد
المسيح ابن
الله الحي
يأمركما أن
تنشقا وينقطع
جنسكما من هذا
الجبل."
فانشقا ووقعا
علي الأرض
مائتين. فتعجب
والده وطلب من
ابنه أن يعرفه
عن المسيح،
فأرشده إلى
ذلك وآمن
والده وعمده
بالسيد
المسيح له
المجد.
وبعد
صعود السيد
المسيح
استصحبه بولس
وبرنابا
للبشارة
بالإنجيل في
إنطاكية
وسلوكية وقبرص
وسلاميس
وبرجة
بمفيلية حيث
تركهما وعاد إلى
أورشليم. وبعد
انتهاء
المجمع
الرسولي
بأورشليم
استصحبه
برنابا معه
إلى قبرص.
وبعد
نياحة
برنابا، ذهب
مرقس بأمر
السيد المسيح
إلى أفريقية
وبرقة والخمس
المدن الغربية.
ونادي في تلك
الجهات
بالإنجيل.
فآمن علي يده
أكثر أهلها.
ومن هناك ذهب
إلى
الإسكندرية
في أول بشنس
سنه 61م. وعندما
دخل المدينة
انقطع حذاؤه،
وكان عند
الباب
إسكافي، فقدم
له الحذاء،
وفيما هو قائم
بتصليحه، جرح
المخراز
إصبعه. فصاح
من الألم وقال
باليونانية
"اس ثيؤس" ( يا
الله الواحد) .
فقال له
القديس مرقس:
"هل تعرفون
الله؟" فقال:
"لا ؛ وإنما
ندعو باسمه
ولا نعرفه."
فتفل علي
التراب وأخذ
منه ووضعه علي
إصبع الإسكافي
فبرئ لوقته.
ثم أخذ يشرح
له من بدء ما خلق
الله السماء
والأرض،
فمخالفة آدم
ومجيء الطوفان،
إلى إرسال
موسى، وإخراج
بنى إسرائيل
من مصر
واعطائهم
الشريعة وسبى
بابل. ثم سرد
له نبوات
الأنبياء
الشاهدة
بمجيء المسيح.
فدعاه إلى
بيته وأحضر له
أولاده
فوعظهم وعمدهم
باسم الأب
والابن
والروح القدس.
ولما
كثر المؤمنون
باسم المسيح،
وسمع أهل المدينة
بهذا الأمر
جدوا في طلبه
لقتله، فرسم أنيانوس
أسقفا وثلاثة
قسوس وسبعة
شمامسة، ثم سافر
إلى الخمس
المدن
الغربية
وأقام هناك سنتين
يبشر ويرسم
أساقفة
وقسوسا
وشمامسة.
وعاد إلى
الإسكندرية،
فوجد
المؤمنين قد
ازدادوا
وبنوا لهم
كنيسة في
الموضع
المعروف ببوكوليا
(دار البقر)
شرقي
الإسكندرية
على شاطئ البحر.
وحدث وهو
يحتفل بعيد
الفصح يوم
تسعه وعشرين
برمودة سنة
68م، وكان
الوثنيون في
اليوم نفسه
يعيدون
لإلههم
سرابيون،
أنهم خرجوا من
معبدهم إلى حيث
القديس،
وقبضوا عليه
وطوقوا عنقه
بحبل وكانوا
يسحبونه وهم
يصيحون: "جروا
الثور في دار البقر."
فتناثر لحمه
وتلطخت أرض
المدينة من دمه
المقدس، وفي
المساء
أودعوه
السجن، فظهر له
ملاك الرب
وقال له: "افرح
يا مرقس عبد
الإله، هوذا
اسمك قد كتب
في سفر
الحياة، وقد
حسبت ضمن
جماعة
القديسين."
وتواري عنه
الملاك. ثم ظهر
له السيد
المسيح
وأعطاه
السلام،
فابتهجت نفسه
وتهللت.
وفي
اليوم التالي
( 30 برمودة)
أخرجوه من
السجن، وأعادوا
سحبه في
المدينة، حتى
أسلم روحه الطاهرة،
ولما أضرموا
نارا عظيمة
لحرقة. حدثت
زلازل ورعود
وبروق وهطلت أمطار
غزيرة فارتاع
الوثنيون
وولوا مذعورين.
وأخذ
المؤمنون
جسده المقدس
إلى الكنيسة
التى شيدها،
وكفنوه وصلوا
عليه، وجعلوه
في تابوت
ووضعوه في
مكان خفي في
هذه الكنيسة.
صلاة
هذا القديس
العظيم
والكاروز
الكريم تكون
معنا. ولربنا
المجد دائما.
آمين.