23 برمودة: شهادة القديس جاؤرجيوس العظيم في الشهداء
في مثل
هذا اليوم من
سنة 307م،
استشهد
القديس العظيم
في الشهداء
مار جاؤرجيوس.
وقد ولد بالقبادوقية
من أب اسمه
أنسطاسيوس
وأم تدعى
ثاؤبستا. ولما
صار ابن عشرين
سنة مات
والده، فذهب إلى
دقلديانوس
ليتقلد وظيفة
والده، فوجد
أن الملك قد
كفر وأمر
بعبادة
الأصنام. فحزن
وفرق كل ماله
وأعطاه
للمساكين
وصرف غلمانه،
وتقدم إلى
الملك معترفا
بالسيد المسيح
له المجد.
وكان ذلك بعد
أن رأى
منشورات الإمبراطور
ضد
المسيحيين،
فثار سخطه
عليها ومزقها،
فأخذوه أمام
الإمبراطور،
فصرخ في وسطهم
قائلا: "إلى
متى تصبون
غضبكم علي
المسيحيين الأبرار،
وتكرهون
الذين عرفوا
الإيمان
الحقيقي علي
أن يتبعوا
الديانة التى
أنتم في شك
منها لأنها
غير حقيقية؟
فإما أن
تؤمنوا بهذه
الديانة
الحقيقية، أو
على الأقل لا
تقلقوا بحماقة
أولئك
المتمسكين
بها". فأشار
الملك إلى مفنانيوس،
أحد وزرائه،
لتهدئته فقال
له: "من علمك
هذه الجرأة."
فأجابه: "هو
الحق" ثم بدأ
يشرحه له.
فتدخل الملك،
وأخذ يذكره
بالرتب التى
أنعم بها عليه
ويعده
بالمزيد
منها، إذا جحد
مسيحه. فرفض
بأباء هذه
العروض
الزائلة. ولم
يلتفت إليها.
فعذبه كثيرا
وكان الرب
يقويه ويشفى
جميع جراحاته.
ولما
حار الملك في
تعذيبه،
استحضر ساحرا
اسمه
أثناسيوس،
وهذا أحضر
كأسا ملآنا
وتلا عليه من
أقواله
السحرية،
وقدمه للقديس
فشربه بعد أن
رسم عليه
علامة الصليب.
وإذ لم ينله
أذى آمن
الساحر نفسه
بالسيد
المسيح ونال
إكليل الشهادة.
فاغتاظ
الملك وأمر بعصر
جاؤرجيوس
حتى أسلم
الروح. فطرحوه
خارج المدينة.
ولكن السيد
المسيح أقامه
حيا وعاد هذا
الشهيد إلى
المدينة فرآه
الجميع وآمن
بسببه في تلك
اللحظة ثلاثة
آلاف
وسبعمائة نفس.
فأمر
دقلديانوس
بقطع رؤوسهم
جميعا فنالوا
إكليل
الشهادة.
وكان
بحضرة
دقلديانوس
بعض من الملوك،
فقالوا
للقديس: "نريد
أن تجعل هذه
الكراسي تورق
وتثمر"، فصلى
القديس إلى
السيد المسيح
فاستجاب طلبه.
وأخذوه مرة
إلى مقبرة وطلبوا
إليه أن يقيم
من بها من
الموتى. فصلى
إلى السيد
المسيح،
فأقامهم
الرب، وبعد أن
تحدثوا إليهم
عادوا فرقدوا.
وقدمت له
امرأة فقيرة ابنها
وكان أعمى
وأصم وأخرس،
فصلى إلى
السيد المسيح،
ورشم الطفل
بعلامة
الصليب، فشفى
من جميع
أمراضه. وكان
دقلديانوس
مستمرا في
تعذيبه فلما
تعب من ذلك
ومل صار
يلاطفه ويعده
أن يزوجه من
ابنته إذا بخر
للآلهة.
فخادعه
جاؤرجيوس
وأوهمه أنه
قبل ذلك ففرح
وأدخله إلى
قصره، وبينما
كان يصلى
سمعته الملكة
وهو يقرأ المزامير
فطلبت إليه أن
يشرح ما كان
يقوله. فبدأ يفسر
لها كل الأمور
من أول خلقة
العالم إلى تجسد
السيد
المسيح، فدخل
كلامه في
قلبها ، وآمنت
بالمسيح له
المجد.
وكان
الملك قد أمر
أن ينادوا في
المدينة باجتماع
الناس ليروا
جاؤرجيوس
يبخر لآلهة
الملك. فلما
اجتمع جمع
كبير عند
الأصنام وقف
جاؤرجيوس،
وصرخ في
الأصنام باسم
الرب يسوع
مخلص العالم.
ففتحت الأرض
فاها،
وابتلعت جميع
الأصنام. فخزى
الملك ومن
معه. ودخل
حزينا إلى
قصره. فقالت
له الملكة:
"ألم أقل لك لا
تعاند
الجليلين لأن
إلههم قوى؟"
فعلم أن
جاؤرجيوس قد
أمالها هى
الأخرى إلى إيمانه،
ودفعه الغيظ
إلى أن أمر
بتمشيط جسمها،
وقطع رأسها
فنالت إكليل
الشهادة.
وأخيرا رأي
دقلديانوس أن
يضع حدا لتلك
الفضائح التى
تلحقه، فقرر
قطع رأس
القديس
جاؤرجيوس،
فنال إكليل
الشهادة. وأخذ
أحد
المسيحيين
جسده ولفه في
أكفان فاخرة،
ومضى به إلى
بلده. وبنوا
على اسمه
كنيسة عظيمة.
شفاعته تكون
معنا ولربنا المجد
دائماً أمين.