22 برمودة: نياحة القديس البابا مرقس الثاني البطريرك التاسع والأربعين من باباوات الكرازة المرقسية 

وفي مثل هذا اليوم أيضا من سنة 535 ش ( 17 أبريل سنة 819 م) تنيح الأب المغبوط البابا مرقس التاسع والأربعون من باباوات الكرازة المرقسية. هذا البابا كان من أهل الإسكندرية بكرا طاهرا عالما فاضلا. وقد رسمه البابا يوحنا شماسا فقسا فكان كل من يسمعه يطرب بصوته وبحسن نغماته في الصلاة. وسلم إليه البابا البطريرك تدبير البطريركية ولم يكن يعمل شيئا إلا بعد أخذ رأيه. وعندما ألبسه الإسكيم المقدس في الهيكل، صاح أحد الشيوخ قائلا: "هذا الشماس الذي اسمه مرقس سيستحق أن يجلس علي كرسي أبيه مرقس."

ولما تنيح البابا يوحنا، أجمع الأساقفة علي اختياره بطريركا. فهرب إلى البرية، ولكنهم لحقوا به وأحضروه، ورسموه بطريركا في يوم 2 أمشير سنة 515 م ( 26 يناير 799م). فأهتم بشؤون الكنائس، وعمر ما خرب منها، ورد أرباب البدع إلى الرأي القويم، وأبرأ مرضى كثيرين وأخرج من بعضهم الشياطين وقال لبعضهم: "إن ما أصابكم حدث نتيجة تجاسركم علي التناول من الأسرار المقدسة بجهل. فاحفظوا نفوسكم من الآن، من الكلام الرديء الذي يخرج من أفواهكم".

وفي أيامه استولى العرب علي جزائر الروم وسبوا كثيرين من نسائهم وأولادهم وأتوا بهم إلى الإسكندرية وشرعوا في بيعهم . فجمع من المؤمنين مالا علاوة علي ما كان عنده من أموال الأديرة ودفع في سبيل إنقاذهم و إطلاق حريتهم ومبلغ ثلاثة آلاف دينار، وكتب لهم أوراق عتقهم، وزود من رجع إلى بلاده بالمال اللازم له وزوج من بقى منهم، وصار يعتني بهم. واهتم هذا الأب بكنيسة المخلص التى بالإسكندرية وجددها. فأحرقها بعض الأشرار فعاد وجددها ثانية.

ولما أراد الرب نياحته مرض قليلا. فقام بخدمه القداس. وتناول الأسرار الإلهية، ثم ودع الأساقفة الذين كانوا عنده وتنيح بسلام بعد أن أقام علي الكرسي عشرين سنة وشهرين وواحد وعشرين يوما.

صلاته تكون معنا. أمين .