22 برمودة: نياحة القديس اسحق الهورينى 

في مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس الأنبا اسحق. وقد ولد بمدينة هورين من أعمال شباس من أبوين طاهرين، وكان أسم أبيه إبراهيم وأمه سوسنة، وقد توفيت وتركته صغيرا. ثم تزوج أبوه بعد ذلك. واتفق أن حدث في البلاد غلاء عظيم، وكانت امرأة أبيه تبغضه فلا تعطيه من الخبز إلا القليل. فكان يفرقه علي الرعاة الذين كان يرعي معهم ويبقي هو صائما إلى الغروب، مع أن عمره كان وقتئذ ابن خمس سنين. وشعر أبوه بهذا الأمر فأراد أن يتحقق منه. وعلم الصبى اسحق بذلك. فربط ثلاث قطع من الطين في طرف عباءته، حتى يظنها أبوه من بعيد أنها خبز. فلما أتى أبوه وحل طرف العباءة، وجد قطع الطين خبزا. وشهد الحضور بأن الصبى قد فرق ما كان معه من الخبز، كما رآه البعض وهو يربط قطع الطين هذه في طرف عباءته. فتعجب والده ومجد الله .

ولما كبر الصبى مضى وترهب عند رجل قديس اسمه الأنبا إيليا وأقام عنده مدة. وبعد نياحة الأنبا إيليا، مضى إلى جبل برنوج، وأقام عند شيخ يدعى الأنبا زخاريوس. وكان أبوه يجد في البحث عنه، فلما عثر عليه عند القديس طلب منه الذهاب معه، أشار عليه معلمه أن يطيع والده ويعود معه. فعاد ومكث حتى مات أبوه، ففرق كل ما تركه له، وانفرد في مكان بناه لنفسه يبعد قليلا عن المدينة. وداوم علي النسك والعبادة إلى أن تنيح بسلام فدفنوه في محل عبادته. ونسى مكانه. وبعد سنين أراد الرب إظهار جسده، فظهر نور عظيم قبره. رآه جماعه من الحصاد ين مدة ثلاثة أيام متوالية. فجاء المؤمنون ورفعوا جسده ووضعوه علي جمل، وساروا به حتى وصلوا إلى مكان بين هورين ونشرت، فوقف الجمل عن السير، فعلموا أن هذا بإرادة الرب وبنوا في هذا المكان كنيسة.

صلاته تكون معنا. آمين.