22 برمودة: نياحة القديس الكسندروس الأول البطريرك التاسع عشر من باباوات الكرازة المرقسية 

وفي مثل هذا اليوم أيضا من سنه 44 ش ( 17 أبريل سنة 328م) تنيح الأب القديس البابا الكسندروس التاسع عشر من باباوات الكرازة المرقسية. وقد ولد هذا البابا بمدينة الإسكندرية من أبوين مسيحيين. ونشأ في خدمة الكنيسة. فرسمه البابا مكسيموس أغنسطسا والبابا ثاؤنا شماسا والبابا بطرس قسا. وكان بكرا طاهرا. ولما دنا وقت استشهاد البابا بطرس. دخل إليه الكسندروس في السجن هو والأب أرشلاؤس الذي صار بطريركا قبله وسألاه أن يحل أريوس من حرمه. فأعاد حرمه أمامهما، وعرفهما أن السيد المسيح قد ظهر له في رؤيا وأمره بذلك وأعلمه بجلوس الأب أرشلاؤس بطريركا بعده، وبعد الأب أرشلاؤس يجلس البابا الكسندروس وأوصى بهذا كهنة الإسكندرية وأمرهم بعدم قبول أريوس، وألا يكون له معهم شركة.

ولما جلس البابا أرشلاؤس علي الكرسي وقبل أريوس لم يمكث سوى ستة أشهر وتنيح. ولما جلس البابا الكسندروس تقدم إليه أعيان الشعب وسألوه أن يقبل أريوس. فأبى وزاده حرما. وقال لهم: "إن البابا بطرس أمره هو والبابا أرشلاؤس بذلك." ولما خالف البابا أرشلاؤس هذا الأمر. نزعه الله سريعا من كرسى الرئاسة.

وبعد هذا نفى أريوس من البلاد، فذهب إلى الملك قسطنطين الكبير، وتظلم إليه من هذا البابا. فأمر باجتماع مجمع الثلاثمائة وثمانية عشر في نيقية، فاجتمع تحت رئاسة البابا الكسندروس الذي جادله وأفحمه، ثم حرمه هو ومن يقول بقوله. ونطق بالأمانة مع بقية الأباء، ووضع القوانين والشرائع والأحكام التي لا تزال بين أيدي المؤمنين إلى يومنا هذا. وبعد أن رتب صوم الأربعين وعيد الفصح، عاد إلى كرسيه غالبا فائزا، ورعى رعيته أحسن رعاية ثم تنيح بسلام. وكانت مدة جلوسه علي كرسى الكرازة المرقسية خمس عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرين يوما.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.