11 برمودة: نياحة القديسة ثاؤذورا 

في مثل هذا اليوم تنيحت القديسة الطاهرة الأم ثاؤذورا هذه القديسة كانت ابنة وحيدة لوالدين من أغنياء الإسكندرية المسيحيين. فأحبا أن يزوجاها، فأحضرا لها الكثير من الحلي والملابس الغالية. فلم تقبل هذه القديسة ذلك، لأنها كانت تميل بقلبها إلى عبادة الله والجهاد من أجل اسمه. وباعت كل ما أحضره لها والدها، وفرقت منه علي المساكين، ثم بنت كنيسة خارج الإسكندرية من الجهة الغربية.

وبعد ذلك قصدت الأب القديس أثناسيوس الرسولى فقص شعرها ورهبنها خارج الإسكندرية. فتنسكت نسكا زائدا وجاهدت جهادا روحيا، حتى استحقت أن تنظر الإعلانات الإلهية. وأن تميز الملائكة من الشياطين وتعرف الأفكار.

وكان البابا أثناسيوس يفتقدها كثيرا بتعاليمه حتى أنه لما نفى. كان يكاتبها من منفاه بالعظات المفيدة. فتثبتت في جهادها إلى آخر أيامها. وعاصرت خمسة بطاركة وهم الكسندروس و أثناسيوس وبطرس و تيموثاوس و ثاؤفيلس. وقد وضعت أقوالا كثيرة نافعة. بعضها بالنعمة التي كانت فيها، والبعض الآخر مما تعلمته من أولئك الأباء.

وسئلت مرة: "إذ تحدث إنسان مع أخر حديثا رديئا. هل يقول له: أسكت ، أو ينتهره، أو يميل عنه بسمعه؟" فأجابت قائلة: "كما أنك إذا وضعت أمامك أطعمه كثيرة جيده وردية. لا يمكنك أن تقول لواضعها ارفع هذا أو ذاك لأنه مضر بي. بل تتركها وتأكل ما يطيب لنفسك. هكذا لا يجب أن يقال شئ مما قلت لمن يحادث غيره بحديث رديء. بل يكفى الإنسان أن لا يدع سمعه يتلذذ بما سمع." وسئلت أيضا: "بماذا يغلب الإنسان عدوه الشيطان؟" فقالت: "بالصوم والصلاة والاتضاع." ولما أكملت جهادها تنيحت بسلام بالغة من العمر مائة سنة.

صلاتها تكون معنا. آمين.