7 برمودة: نياحة القديس مقروفيوس 

وفي مثل هذا اليوم أيضا تنيح بسلام القديس الأنبا مقروفيوس ابن حاكم مدينة قاو. ولما كان الأنبا ساويرس الإنطاكي،  يجول في أنحاء الصعيد ووصل إلى مدينة قاو، كان مقروفيوس قائما بخدمته، وصحبه في رحلته إلى دير القديس موسى القريب من العرابة المدفونة. وهناك رأي مقروفيوس في قداسة الرهبان ونسكهم وتقشفهم، ما جعله يطلب من الأنبا موسى أن يقبله راهبا. فبين له الأنبا موسى شظف العيشة الرهبانية وأتعابها لاسيما وأنه قد تربي في الترف والنعمة العائلية. وأن الذي يرقد علي الحرير والديباج والبرفير لا يستطيع العيشة الخشنة.

ولما رأي الأنبا موسى من مقروفيوس ثبات العزم علي الترهب، طلب منه أولا أن يتخلي عن وظيفته، التي كان يتولاها بعد أبيه، وأن يترك أمواله وممتلكاته. فذهب إلى بلده قاو، وعين أخاه مكانه، ورجع ولبس ثوب الرهبنة. ولما علم أخوته الثلاثة بولس وايلياس ويوسف، بما عمله أخوهم حضروا إليه وترهبوا علي يد الأنبا موسى. وشيد الأنبا مقروفيوس جملة أديرة، واجتمع عنده عدد عظيم بلغ ألف راهب، كما بني أديرة للراهبات بلغ عددهن ألفا أيضا. وقد استخدم أمواله في بناء كثير من الأمكنة للضعفاء، الذين لم يترهبوا. وكان يعول آلاف النفوس التي تلجأ إليه. ثم أرسل إلى الأنبا موسى، طالبا إرسال اخوة ليرهبنوا الذين اجتمعوا عنده فحضروا ورهبنوهم .

وأتي إليه قوم مسيحيون من مدينة أسيوط وشطب والبلاد المجاورة، وقدموا له هدايا كثيرة وأموالا جزيلة، مساعدة في بناء الكنائس والأديرة، فقبلها منهم وباركهم. وتسامى الأنبا مقروفيوس في الفضيلة، وتزايد في النسك وتقديم الصدقات للضعفاء والمحتاجين والأرامل والأيتام والمنقطعين، علاوة علي قيامه بتدبير أديرته، وكانت صدقاته من ماله الخاص لا من النذور. وقد وهب الله مقروفيوس موهبة الشفاء، فكانوا يحضرون إليه المرضى بكل نوع فيشفيهم بقدرة الله، وقوة إيمانهم.

وسمع به الأب البطريرك ثاؤدوسيوس، فكتب إليه يمتدحه ويشجعه علي الثبات في الفضيلة و النسك ومحبة الغرباء، ثم استدعاه ليتبارك منه شعب الإسكندرية. ولما حضر إليه فرح به البطريرك، ودعا شعب الإسكندرية لنوال البركة منه. ثم رسمه قسا. وعاد مقروفيوس إلى أديريه، فتلقاه أهل أسيوط وشطب وسرجة بالتراتيل، حتى أوصلوه ديره. وقد جرت علي يديه جملة معجزات. ولما أكمل جهاده الصالح تنيح بسلام ، واجتمع حوله عدد غفير من أسيوط وشطب وسرجة وأبي تيج وقاو والمدن المجاورة، وكفنه أخوه الأنبا يوساب. الذي عين خلفا له في تدبير الأديرة بخوف الرب وخشيته.

وقد كان ظهور جسده في اليوم السابع من طوبة، بعد نياحته بثلاث وثلاثين وسبعمائة سنة، علي يد الشماس لوس التلاوي خادم كنيسة ديره، في أيام الأنبا يوساب أسقف أخميم، والأرخن اسحق كاتب الأمير عز الدين الحموي. فتولى أسقف أخميم إخراج الجسد من مقبرته بالجبل، ونزل به إلى كنيسة الدير، وهناك دفنوه بالتراتيل والتسابيح.

صلاة هذا القديس تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.