29 برمهات: تذكار البشارة المحيية 

في هذا اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار بشارة سيدتنا والدة الإله العذراء القديسة مريم، وذلك أنه لما جاء الوقت المعين منذ الأزل من الله لخلاص البشر، أرسل الله رئيس الملائكة جبرائيل إلى القديسة مريم البتول التي من سبط يهوذا، ومن قبيلة داود الملك، ليبشرها بالحبل الإلهي والميلاد المجيد. كما يشهد بذلك الكتاب المقدس بقوله: "في الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف، واسم العذراء مريم. فدخل إليها الملاك وقال: سلام لك أيتها الممتلئة نعمة. الرب معك. مباركة أنت في النساء. فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية. فقال لها الملاك: لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما، وابن العلي يدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه. ويملك علي بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية. فقالت مريم للملاك: كيف هذا وأنا لست أعرف رجلا؟ فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك، فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعي ابن الله.

ثم قدم لها دليلا علي صدق بشارته قائلا: هوذا اليصابات نسيبتك هي أيضا حبلى بابن في شيخوختها. وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا.  لأنه ليس شئ غير ممكن لدى الله. فقالت مريم: هوذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك. فمضى من عندها الملاك.

وعند قبولها هذه البشارة الإلهية نزل الابن الوحيد قوة الله الكلمة، أحد الثلاثة الأقانيم الأزلية، وحل في أحشائها حلولا لا يدرك البشر كيفيته. واتحد للوقت بإنسانية كاملة اتحادا كاملا لم يكن بعده افتراق.

فهذا اليوم إذن هو بكر الأعياد. لأن فيه كانت البشرى بخلاص العالم. وفي مثله تم الخلاص بالقيامة المجيدة لآدم وبنيه من أيدي الشيطان. نسأل إلهنا وفادينا أن يتفضل فيغفر لنا آثامنا ويتجاوز عن خطايانا. آمين.