24 برمهات: الشهيدة ثيؤدوسيا

عن كتاب: قاموس آباء الكنيسة وقديسيها للقمص تادرس يعقوب ملطى.. عن تاريخ الكنيسة ليوسابيوس القيصرى 

يحتفل الغرب بالشهيدين أبيفان وثيؤدوسيا معاً فى 2 إبريل. وقد عرض لنا يوسابيوس القيصرى قصة استشهادهما أثناء حديثه عن شهداء فلسطين، إذ كان متأثراً جداً كشاهد عيان لعذاباتهما، وأيضاً لصغر سنهما، إذ كان أبيفان فى حوالى العشرين من عمره بينما ثيؤودوسيا فى الثامنة عشر من عمرها (كان هذا فى عام 308م).

يقول يوسابيوس: "وفى قيصرية أيضاً عندما استمر الاضطهاد إلى السنة الخامسة... فى اليوم الرابع قبل التاسع من إبريل، فى نفس يوم الرب، يوم قيامة مخلصنا، صعدت فتاة عذراء تسمى ثيؤدوسيا من أهل صور، وهى فتاة رزينة مؤمنة لم تكمل الثامنة عشر من عمرها بعد، صعدت إلى بعض المسجونين الذين كانوا يشهدون لملكوت المسيح وجالسين أمام كرسى القضاء، وحيتهم، ورجتهم أن يذكروها عندما يمثلون أمام الرب. وللحال أُلقى القبض عليها، وساقوها إلى الوالى كأنها ارتكبت فعلاً شائناً، أما الوالى فسرعان ما انقض عليها كمجنون أو كوحش مفترس فى هيجانه، وعذبها تعذيباً مبرحاً فى جنبيها وثدييها حتى وصل إلى العظام. وإذ كانت تتردد فيها الأنفاس، واقفة بوجه باش بالرغم مما تكبدته، أمر بطرحها فى أمواج البحر."

فنالت إكليل الشهادة وعيدت مع المسيح فى ملكوته.