20 برمهات: نياحة القديس الأنبا مقاريوس التاسع والخمسين من باباوات الكرازة المرقسية 

وفي مثل هذا اليوم من سنة 668ش (20 مايو سنة 952م) تنيح الأب القديس الأنبا مقاريوس التاسع والخمسون من باباوات الكرازة المرقسية. وقد ولد في بلدة شبرا وزهد العالم منذ صغره واشتاق إلى السيرة الرهبانية. فقصد جبل شيهيت بدير القديس مقاريوس. وسار في سيرة صالحة أهلته لانتخابه بطريركا خلفا للبابا قزما. فاعتلى الكرسي المرقسى في أول برمودة  سنة 648ش (27 مارس سنة 932م).

وحدث لما خرج من الإسكندرية قاصدا زيارة الأديرة ببرية شيهيت كعادة أسلافه. أن مر علي بلدته لافتقاد والدته. وكانت امرأة بارة صالحة. فلما سمعت بقدومه لم تخرج إليه. ولما دخل البيت وجدها جالسة تغزل فلم تلتفت إليه، ولا سلمت عليه. فظن أنها لم تعرفه. فقال لها: "ألا تعلمين أني أنا ابنك مقاريوس الذي رقي درجة سامية ونال سلطة رفيعة، وأصبح سيدا لأمه كبيرة؟" فأجابته وهي دامعة العين: "إنى لا أجهلك وأعرف ما صرت إليه، ولكني كنت أفضل يا ابني أن يؤتي بك إلى محمولا علي نعش، خير من أن اسمع عنك أو أراك بطريركا. ألا تعلم أنك قبلا كنت مطالبا بنفسك وحدها. أما الآن فقد صرت مطالبا بأنفس رعيتك. فأذكر أنك أمسيت في خطر،وهيهات أن تنجو منه." قالت له هذا وأخذت تشتغل كما كانت.

أما البطريرك فخرج من عندها حزينا، وباشر شئون وظيفته، منبها الشعب بالوعظ والإرشاد، ولم يتعرض لشيء من أموال الكنائس، ولا وضع يده علي أحد إلا بتزكية. وكان مداوما علي توصية الأساقفة والكهنة برعاية الشعب وحراسته بالوعظ والتعليم، وأقام علي الكرسي الرسولي تسع عشرة سنة واحد عشر شهرا وثلاثة وعشرين يوما في هدوء وطمأنينة. ثم تنيح بسلام.

صلاته تكون معنا. آمين.