21 برمهات:
القديس يوحنا
السُلمى
عن كتاب:
"السلم إلى
الله" للقديس
يوحنا السلمى
ـ تعريب رهبنة
دير مارجرجس
الحرف
لا
يعرف الشئ
الكثير عن
القديس يوحنا
السينائى
كاتب "السلم"
والمكنى فى
التقليد
النسكى ب
"السلمى" أو
"الدرجى"
(كليماكوس).
وجل ما يعرف
عنه يقتبس من
كتابه.
فى
السادسة عشر
من عمره تتلمذ
للأب
مرتيريوس أحد
شيوخ دير جبل
سيناء. وفى
يوم ترهبه قال
عنه شيخ يدعى
ستاتيجوس أنه
سيصبح "أحد
أنوار العالم".
وتنبأ عنه
يوحنا
الساباوى
وانستاسيوس
رئيس دير جبل
سيناء آنذاك
بأنه سوف يصبح
رئيساً للدير.
فى
سن العشرين اعتزل
متوحداً فى
بادية "تولا"
على بعد خمسة
أميال من
الدير، وكان
مرشده قد رقد
بالرب. ولعله اتخذ
عند ذاك
مرشداً آخر هو
جرجى
الارسلايتى.
قضى
اربعين سنة فى
خلوته فى
تولا،
مجاهداً جهاد
التوبة
والصلاة،
ومختبراً
فنون الحرب اللامنظورة
وحلاوة
مناجاة الله.
عرف مثلاً خداع
الشياطين فى
أمر الدموع
الكاذبة
والفرح الكاذب
وجُرّب بترك
وحدته من جراء
الضجر ولكنه
ثبت فيها بفضل
تطويب زائريه
لـه، واكتسب
موهبة الصلاة
الدائمة
ومحادثة
الملائكة.
أثناء
مدة الأربعين
سنة هذه (على
الأغلب) قام برحلة
إلى مصر زار
خلالها ديراً
فى منطقة الإسكندرية
وهو يذكره
مطولاً فى
المقالتين
الرابعة والخامسة.
كان
فى خلوته
يستقبل من
يأتونه
للاسترشاد من رهبان
وعلمانيين
ويزور المرضى
المتوحدين متفقداً.
وقد شفى
راهباً اسمه
اسحق من تجربة
شيطانية
وأنقذ تلميذه
موسى من
الموت. وذلك
أن القديس
يوحنا أرسل
تلميذه موسى
فى خدمة، وعند
الظهيرة نام
هذا التلميذ
فى ظل صخرة كبيرة
وأثناء نومه
سمع صوت معلمه
يوقظه فقفز على
الفور من تحت
الصخرة التى
هوت حالما
ابتعد. وكان
يوحنا قد رأى
رؤيا نبهته
إلى أن تلميذه
فى خطر فقام
وصلى من أجله.
وبسبب
نشاطه قام بعض
الرهبان عن
حسد وغيرة بنعته
بالثرثار،
فصمت صمتاً
كلياً مدة سنة
كاملة إلى أن
عاد ثالبوه
وتوسلوا إليه
أن يتكلم من
أجل خلاص نفوسهم.
فى
نهاية
الأربعين سنة
التى قضاها
متوحداً انتخب
رئيسا لدير
جبل سيناء.
وبحسب رواية
انستاسيوس
السيانئى حضر
موسى النبى
بنفسه لدى تنصيبه
وصار يخدم
الضيوف. وقد
بدا يوحنا فى
هذه الرؤيا
كموسى جديد
يتشفع فينزل
المطر فى زمان
الجفاف.
طلب
إليه الأب
يوحنا رئيس
دير رايثو أن
يكتب "الألواح
الروحية
للناموس
الجديد"
لمنفعة الرهبان
فأجاب طلبه.
ويستنتج من
رسالة الأب يوحنا
رايثو أن
القديس يحنا
كتب "السلم"
وهو شيخ متقدم
فى السن.
لا
يعرف بالضبط
مقدار الزمن
الذى تولى فيه
القديس يوحنا
رئاسة دير جبل
سيناء. ولكنه
استقال من الرئاسة
ليعود إلى
خلوته قبل
وفاته. فخلفه
فى الرئاسة
أخوه جورج
الذى كان من
رهبان الدير.
تعيد
له الكنيسة
الارثوذكسية
فى 30مارس يوم
نياحته، وفى
الأحد الرابع
من الصوم
الكبير.
v قد
تختلف
الدوافع
للانقطاع عن
العالم ودخول السيرة
الرهبانية
وقد يداخلها
فى البدء عوامل
غير صافية
كالمجد
الباطل
والخوف وطلب
الأجر أو ظروف
زمنية... إلى
جانب التوبة
والمحبة وطلب
الملكوت. ولكن
لا عبرة
للدافع الأول
بل لما سيصير
إليه المرء
فيما بعد. إذ
يحدث أحياناً
أن الأولون
آخرين
والأخرون
أولين.
v لنُرض
الرب كما يرضى
الجند الملك.. ولنخش
الرب كما نخشى
الوحوش، لأنى
رأيت أناساً
ذاهبين
ليسرقوا وهم
لا يخافون
الله، ولكنهم
إذ سمعوا فى
المحلة صوت
كلاب رجعوا
أدراجهم فى
الحين، فما لم
يصنعه خوف
الله صنعه خوف
الوحش. ولنحب ربنا
كما نُجل
أصدقاءنا،
لأنى كثيراً
ما شاهدت
أناساً قد
أساءوا إلى
الله ولم
يبالوا بذلك
البتة، ثم
رأيتهم هم
أنفسهم قد
أغضبوا أصدقاءهم
لسبب تافه
فسعوا لتلافى
الأمر بكل
وسيلة وحيلة
وندم
واعتذار،
مباشرة أو عن
طريق الأصدقاء،
غير ضانين
بالهدايا
لكيما
يستعيدوا
حبهم الأول.
v من
الواضح أننا
نمارس
الفضائل فى
أوائل زهدنا
بتعب ومرارة.
وإذا تقدمنا
فى الطريق لا
نعود نحس بغم،
أو نشعر بقليل
من الغم فى
ممارستها. أما
إذا اجتاحت
الغيرة قلبنا
واستولت عليه
فنعود نمارس
الفضائل بكل فرح
وهمه وشوق
وباضطرام
إلهى.
بركة
صلواته تكون
معنا آمين.