16
برمهات: نياحة
القديس
الأنبا خائيل
السادس والأربعين
من باباوات
الكرازة
المرقسية
في مثل
هذا اليوم من
سنة 483 ش ( 12 مارس
سنة 767 م) تنيح الأب
القديس
الأنبا خائيل
السادس
والأربعين من
باباوات
الكرازة
المرقسية. هذا
الأب كان راهبا
بدير القديس
مقاريوس وكان
عالما زاهدا.
فلما تنيح
سلفه البابا
ثاؤذوروس
الخامس
والأربعين
اجتمع أساقفة
الوجه البحري
وكهنة
الإسكندرية
في كنيسة
الأنبا شنودة
بمصر.
وحصل
خلاف بينهم
علي من يصلح،
وأخيرا
استدعوا
الأنبا موسى
أسقف أوسيم
والأنبا بطرس
أسقف مريوط.
ولما حضرا وجد
الأنبا موسى تعنتاً
من كهنة
الإسكندرية
فزجرهم علي
ذلك وصرف
الجمع هذه
الليلة حتى
تهدأ الخواطر.
ولما اجتمعوا
في الغد ذكر
لهم اسم القس
خائيل الراهب
بدير القديس
مقاريوس.
فارتاحوا إلى
اختياره
بالإجماع.
وحصلوا علي
كتاب من والي
مصر إلى شيوخ
برية شيهيت
(وادي
النطرون) ولما
وصلوا إلى
الجيزة وجدوا
القس خائيل
قادما مع بعض
الشيوخ
لتأدية مهمة
معينة
فامسكوه
وقيدوه وساروا
به إلى
الإسكندرية
وهناك رسموه
بطريركا في 17
توت سنه 460ش (14
سبتمبر سنة 743 م).
وحدث
أن امتنع
المطر عن
الإسكندرية
مدة سنتين،
ففي هذا اليوم
هطلت أمطار
غزيرة مدة
ثلاثة أيام.
فاستبشر
الإسكندريون
بذلك خيرا.
وفي
عهد خلافة
مروان آخر
خلفاء الدولة
الأموية
وولاية حفص بن
الوليد، جرت
علي المؤمنين
في أيام هذا
الأب شدائد
عنيفة، وهاجر
البلاد المصرية
عدد كبير من
المؤمنين،
كما بلغ عدد
الذين أنكروا
المسيح أربعة
وعشرين ألفا.
وكان البطريرك
بسبب ذلك في
حزن شديد جدا
إلى أن أهلك
الله من كان
سبب ذلك . وقد
تحمل هذا الأب
البطريرك مصائب
شديدة من عبد
الملك بن
مروان الوالي
الجديد،
كالضرب
والحبس
والتكبيل
بالحديد، وغير
ذلك من ضروب
التعذيب
الأليمة. ثم
أطلق فمضي إلى
الصعيد وعاد
بما جمعه إلى
الوالي فأخذه
منه ثم ألقاه
في السجن.
فلما
علم بذلك
كرياكوس ملك
النوبة
استشاط غضبا،
وجهز نحو مائة
ألف جندي وسار
إلى القطر المصري
واجتاز
الصعيد قاتلا
كل من صادفه
من المسلمين،
حتى بلغ مصر،
فعسكر حول
الفسطاط مهددا
المدينة
بالدمار. فلما
نظر عبد الملك
الوالي جيوشه
منتشرة
كالجراد، جزع
وأطلق سبيل
البطريرك
بإكرام، والتجأ
إليه أن يتوسط
في أمر الصلح
بينه وبين ملك
النوبة. فلبي
دعواه وخرج
بلفيف من
الإكليروس
إلى الملك
وطلب منه أن
يقبل الصلح من
عبد الملك
فقبل وانصرف
إلى حيث أتي.
فأعز
عبد الملك
جانب
المسيحيين
ورفع عنهم الأثقال.
وزاد في
اعتبارهم
عندما صلي
الأب
البطريرك من
أجل ابنة له
كان يعتريها
روح نجس،
وبصلاته خرج منها
الروح النجس.
وحدثت مناقشات بين هذا الأب وقزما بطريرك الملكيين عن الاتحاد. فكتب إليه الأب خائيل رسالة وقع عليها مع أساقفته قائلا: "لا يجب أن يقال أن في المسيح طبيعتين مفترقتين بعد الاتحاد ولا اثنين ولا شخصين." واقتنع قزما بذلك ورضي أن يصير أسقفا علي مصر تحت رياسة الأب خائيل، الذي لما أكمل سعيه وجهاده انتقل إلى الرب الذي أحبه بعد أن قضي علي الكرسي المرقسي ثلاثا وعشرين سنة ونصف. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما . آمين.