13
برمهات: نياحة
الأب القديس
الأنبا
ديونيسيوس
بابا
الإسكندرية
الرابع عشر
في مثل
هذا اليوم (8
مارس سمة
264ميلادية)
تنيح الأب
العظيم
الأنبا
ديونيسيوس
الرابع عشر من
باباوات
الكرازة
المرقسية.
وهذا كان ابنا
لأبوين علي
مذهب الصائبة
(عابدي
الكواكب) وقد
اهتم والده
بتعليمه كل
علوم الصائبة.
وحدث ذات يوم
أن مرت به
عجوز مسيحية
وبيدها بضع
أوراق من
رسائل بولس
الرسول وعرضت
عليه شرائها.
فلما تناولها
واطلع عليها
وجد بها شيئا
غريبا وعلما
عجيبا.
فسألها:
"أتبيعينها؟"
فأجابته: "نعم
بقيراط ذهب."
فأعطاها
ثلاثة
قراريط، وطلب
منها أن تبحث
عن بقية هذه
الأوراق وهو
علي استعداد
أن يضاعف لها
الثمن. فذهبت
وعادت ببضع
أوراق أخري.
وإذ وجد
الكتاب ناقصا
طلب منها بقيته.
فقالت له: "لقد
وجدت هذه
الأوراق ضمن
كتب آبائي.
وإذ أرادت
الحصول علي
الكتاب كاملا
فاذهب إلى
الكنيسة
وهناك تحصل
عليه."
فذهب
وطلب من أحد
الكهنة أن
يطلعه علي ما
يسمي رسائل
بولس. فأعطاها
له فقرأها
ووعاها. ثم قصد
القديس
ديمتريوس
البابا
الثاني عشر.
فأخذ البابا
يعلمه ويرشده
إلى حقائق
الإيمان المسيحي
ثم عمده.
فتقدم كثيرا
في علوم
الكنيسة، حتى
أن الأنبا
ديمتريوس
عينه معلما
للشعب.
ولما
تنيح الأنبا
ديمتريوس
ورسم الأب
ياروكلاس
بطريركا جعله
نائبا في
الحكم بين
المؤمنين.
وفوض إليه أمر
إدارة
البطريركية.
ولما
تنيح القديس
ياروكلاس
اتفق رأي كل
الشعب علي
تقدمته
بطريركا في
أول طوبة (28
ديسمبر 246م)، في
زمن الملك
فيلبس المحب
للنصارى،
فرعي رعيته أحسن
رعاية. غير
أنه تحمل
شدائد كثيرة.
وذلك أن
داكيوس تغلب
علي فيلبس
وقتله، ولما
جلس علي أريكة
الملك أثار
الاضطهاد علي
المسيحيين، وقتل
كثيرين من
البطاركة
والأساقفة
والمؤمنين.
ومات فملك
بعده غالوس،
فهدأ
الاضطهاد في مدة
ملكه.
ولما
مات هذا الملك
وملك مكانه
فاليريانوس
أثار من جديد
الاضطهاد علي
المسيحيين
بشدة وقبض علي
الأب
ديونيسيوس
وعرض عليه السجود
للأصنام
فامتنع قائلا:
"نحن نسجد لله
الآب وابنه
يسوع المسيح
والروح القدس
الإله الواحد."
فهدده كثيرا
وقتل أمامه
جماعة، فلم يردعه
شيء من ذلك.
فنفاه ثم
استعاده من
النفي وقال
له: "بلغنا أنك
تنفرد وتقدس".
فأجابه: "نحن لا
نترك صلاتنا
ليلا ولا
نهارا". ثم
التفت إلى الشعب
الذي كان حوله
وقال لهم:
"امضوا
وصلوا". وأنا
وإن كنت غائبا
عنكم بالجسد
فإني حاضر معكم
بالروح."
فاغتاظ الملك
من ذلك وأعاده
إلى منفاه.
ولما
تغلب عليه
سابور ملك الفرس
واعتقله،
تسلم الملك
ابنه
غاليانوس وكان
صالحا حليما.
فأطلق
المعتقلين من
المؤمنين وأعاد
منهم من كان
منفيا. وكتب
للبطريرك
والأساقفة
كتاب أمان أن
يفتحوا
كنائسهم.
وظهر
في أيام هذا
الأب قوم من
بلاد العرب
يقولون: "أن
النفس تموت مع
الجسد، ثم
تقوم معه في يوم
القيامة".
فجمع عليهم
مجمعا وحرمهم.
وظهر آخرون
علي بدعة
أوريجانوس
وسابليوس،
ولما كفر بولس
السميساطي
بالابن،
واجتمع عليه
مجمع بإنطاكية
لم يستطع هذا
القديس
الحضور إليه
لشيخوخته،
فاكتفي
برسالة كلها
حكمة، بين
فيها فساد رأي
هذا المبتدع،
وأظهر صحة
المعتقد القويم.
وأكمل سعية
الصالح،
وتنيح
بشيخوخة
صالحة في (8
مارس سنة 264م)
بعد أن أقام
علي الكرسي
الرسولي 17 سنة
وشهرين وعشرة
أيام. صلاته
تكون معنا
أمين