9 برمهات: نياحة القديس كونن 

في مثل هذا اليوم تنيح القديس المجاهد كونن. كان هذا القديس من ضيعة أنيطانيوس من بلاد سوريا من أب اسمه نسطور وأم اسمها ثاؤذورا، كانا يعبدان الكواكب. وكان ذلك وقت تبشير التلاميذ باسم السيد المسيح له المجد. ولما كبر كونن ظهرت منه فضائل كثيرة كالعفة والطهارة والورع والرحمة.

وأراد والداه أن يزوجاه فأبي. ولكنهما أرغماه علي ذلك وزوجاه. فلم يكن يهوى أن يعرف امرأته. فمكث الاثنان علي ذلك الحال أبكارا. وكان كثيرا ما يقول في صلاته: "أيها الإله أرشدني إلى معرفتك الحقيقية". فظهر له ملاك الرب ميخائيل. وأمره أن يذهب إلى أحد الرسل. فمضي إليه وتعلم منه فرائض الدين المسيحي وتعمد وتناول السرائر الإلهية. ثم داوم علي سماع تعاليم الرسل. فازداد طهارة وعفة ونسكا وورعا وصلاة، فمنحه الله موهبة عمل المعجزات والسلطان على الشياطين. فاجتذب أبويه وزوجته أيضا ووالديها إلى الإيمان بالسيد المسيح.

ولما دخل أحد الكفار مرة إلى إحدى المغارات ليذبح للشيطان وعلم به هذا القديس صرخ في الشيطان وانتهره أن يقر أمام الناس من هو؟ فاعترف أنه شيطان وليس إلها. فصرخ الحاضرون قائلين:"واحد هو اله القديس كونن." ثم آمنوا واعتمدوا.

فسمع بخبره نائب الوالي كلوديوس قيصر، فاستحضره فأقر أمامه بالسيد المسيح، فربطه وضربه ضربا شديدا. وسمع بذلك أهل بلده ولمحبتهم له هرعوا إليه يريدون قتل الوالي هرب منهم. أما هم فحلوا القديس من رباطه وغسلوه من دمائه. وحملوه إلى بلدهم. فعاش عدة سنين وانتقل إلى الرب. فجعل المؤمنين داره كنيسة ووضعوا جسده فيها. وظهرت منه آيات وعجائب كثيرة. صلاته تكون معنا. آمين.