6 برمهات: استشهاد الأربعين عذراء بجبل أسيوط

السنكسار القبطى اليعقوبى لرينيه باسيه إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها 

اعلموا يا أخوة أن فى مثل اليوم ملكوا الحبش الغريب الديار المصرية وكانوا يطاردوا جماعة النصارى بكل البلاد. وكان بجبل أسيوط دير فيه تسعة وثلاثون عذراء والريسة التى عليهم كمال الأربعين وهؤلاء العذارى كانوا فى صلوات كثيرة وسهر دائم وصوم و ميطانيات يطلبون من الله النجاة والرحمة. وكان الله قد وهبهم موهبة الشفاء. وكانت كل إمرأة بها مرض تجئ إلى عندهم تنال الشفاء بصلواتهم الطاهرة، واتصل أمرهم إلى الغزاة فأتوا إلى الدير فخافت العذارى الراهبات وطلبوا من الله أن ينجيهم من التجارب والمصائب. أما الغزاة فداروا حول الدير يريدون أن يأخذوا العذارى سبايا إلى بلادهم. فأما العجوز الرئيسة عليهم فقالت لهم : "اطلبوا يا أولادى خلاص نفوسكم من هؤلاء الأشرار وانظروا كيف يكون خلاصكم." وكان فى ذلك الوقت بكاء عظيم لأن الجند كانوا قد أحاطوا بالدير من كل جانب، وأنهم دقوا الباب بإزعاج عظيم.

وأن راهبة صغيرة فى الدير قالت للرئيسة: "يا سيدتى اسمعى ما أقوله لك ، القي كل واحدة منا فى حصير وأشعلي فيها النار فنذهب للرب قرباناً زكياً. ولما سمعوا قول الصبية قالوا للرئيسة: "أيتها المباركة عجلى بما قالته هذه الأخت المباركة." وأنها أسرعت ولفت كل واحدة من العذارى فى حصير وقالت: "يا سيدى اقبل هؤلاء قرباناً إليك لأنهم خرجوا من بلادهم طالبين خلاصهم، فموتهم… ولا تجعل علىَّ يارب هذه الخطية." ثم قامت و أشعلت النار فصعد لهيبها إلى السماء، أما الجند فلما وجدوا النار قد أكلت العذارى جميعاً وانهم غضبوا على الرئيسة وقالوا لها كيف عملت هذا الأمر.. أما هى فقد صعدت إلى القصر فقالوا لها انزلي. أما هى فألقت بنفسها من أعلى القصر إلى أسفل وأسلمت روحها بيد الرب الإله. يرحمنا الله بصلاتهم.