6
برمهات: شهادة
القديس
ديسقورس
في مثل
هذا اليوم
استشهد
القديس
ديسقورس في زمان
العرب وكان من
مدينة
الإسكندرية،
وحدث له ما
دعا إلى خروجه
من دين آبائه
ودخوله في دين
العرب. ومكث
كذلك مدة من
الزمان. وكانت
له أخت متزوجة
بمدينة
الفيوم. إذ
علمت بما صار
إليه أرسلت له
قائلة: "لقد
كنت أشتهي أن
يأتيني خبر
موتك وأنت
مسيحي، فكنت
أفرح بذلك،
ولا يأتيني
خبرك بأنك قد
تركت المسيح
إلهك". وختمت
كلامها
بقولها:
"واعلم أن هذا
الكتاب آخر
صلة بيني
وبينك، فمن
الآن لا تعد
تريني وجهك
ولا تكاتبني."
فلما
قرأ كتاب أخته
بكي بكاء مرا،
ولطم وجهه
ونتف لحيته.
ثم قام مسرعا
وشد وسطه
بزنار، وصلي
متضرعا
بحرارة، ورشم
نفسه بعلامة
الصليب، وخرج
يسير في
المدينة.
وأبصره الناس علي هذا الحال. فأقتادوه إلى الوالي وهذا قال له: "لقد تركت دين النصارى ودخلت في ديننا فما الذي جري؟" فأجابه قائلا : "أنا ولدت مسيحيا وأموت مسيحيا، ولا أعرف دينا غير هذا". فهدده كثيرا وضربه ضربا موجعا، فلم يرجع عن رأيه، فأودعه في السجن، وأرسل إلى ملك مصر يعرض عليه حالته، فأمر أن يعرض عليه الخروج من دين النصارى ويدخل في دين الملك. فإذ أطاع وهبه هبات جزيله، وإلا فيحرقه. فأخرجه من الحبس وعرض عليه الجحود. فأبي قائلا: "لقد قلت سابقا ولدت مسيحيا وأموت مسيحيا." فأمر بحرقه. فحفروا له خارج المدينة حفرة كبيرة، وملئوها بالحطب وأوقدوها. ولما علا لهيبها طرحوه فيها بعد أن ضربه أهل البلد ضربا موجعا وطعنوه بالسكاكين. فنال إكليل الشهادة في ملكوت السموات. صلاته تكون معنا. آمين.