3 برمهات: نياحة القديس أنبا حديد القس 

السنكسار طبعة مكتبة المحبة

وفي مثل هذا اليوم أيضا: تنيح الأب الطوباوي المحب للإله أنبا حديد القس، وكان تقيا فاضلا، فمنحه الله موهبة عمل الآيات والعجائب، وأعطاه روح النبوة ومعرفة السرائر، حتى أنه كان يكشف ما فى القلوب، ويشفي أمراض المترددين عليه. وقيل أنه أقام ميتا بصلاته. وبعد أن بلغ من العمر مائه سنة تنيح بشيخوخة صالحة.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.

يذكر كتاب :روحانية التسبحة حسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ـ الأنبا متاؤوس ؛ نقلاً عن مجلة الكرازة السنة الثالتة العدد السابع ، مخطوطة رقم 306 ميامر بمكتبة دير السريان. التفاصيل الآتية:

 ولد فى أوائل القرن الرابع عشر الميلادى فى قرية تسمى "سنجار" من أعمال البرلس، وهى جزيرة فى وسط بحيرة مالحة. ولد من أبوين تقيين، وكان أبوه يدعى عوض وأمه تدعى "نصرة" وكان والده يعمل فى صيد الأسماك.

رأت أمه فى رؤيا الليل وإذا ملاك نورانى يقول لها: "لا تخافى يا إمراءة وأعلمي أن الله سيرزقك أبناً مباركاً، ويكون رئيساً فى شعب الرب، وإذا أتم لكِ الله وعده تسمين ابنك حديد." وهكذا لما ولدته أمه اسمته "حديد" كما تسمى من الملاك.

ولما بلغ من العمر سبع سنوات اشتغل فى الصيد مع أبيه، وكان ملازماً الصوم والصلاة والعبادة بلا فتور، ولما كبر عرضت عليه أمه الزواج فرفض ففرحت أمه لذلك.

ولما اشتهرت فضائله ومواهبه وسط الصيادين خاف من السقوط فى الكبرياء فهرب إلى قوم بنائين واشتغل فاعلاً بالأجرة، وكان يتصدق بأغلب أجرته ويخدم المحتاجين فى أوقات فراغه، ولما اشتهرت فضيلته بين هؤلاء أيضاً هرب إلى قرية على نهر تدعى "تبانة"واشتغل فى مزرعة أحد الفلاحين فكان سبب بركة له وللقرية كلها.

واشتهرت فضيلته بين هؤلاء أيضاً فآثر الفرار إلى برية القديس مقاريوس، ولكن العذراء ظهرت له وأعلمته أن إرادة الله هى أن يقيم فى بيعة على اسمها فى قرية "مطويس الرمان" فتوجه القديس إلى الكنيسة، وصار يقوم بالخدمة فيها بكل أمانة وفى تواضع وإنكار ذات مواظباً على قراءة الكتب الإلهية، فاتفق رأى شعب هذه البلدة على تزكيته لدى الأب الأسقف ليكون كاهناً عليهم، فأقامه الأسقف قساً على البيعة المذكورة.

أعطى الرب للأنبا حديد القس مواهب كثيرة منها صنع الأشفية والعجائب وإخراج الشياطين، وكان يسهر على خلاص شعبه ويقوم بخدمتهم بكل أمانة وإخلاص مقدماً نفسه قدوة لهم فى كل عمل صالح، وقد تعرض القديس لتجارب كثيرةمن الوالى وغيره ومن جميعها أنقذه الرب.

لما أكمل سعيه الحسن أخذته حمى شديدة، وبعد أن بارك أولاده أسلم روحه الطاهرة فى الأسبوع الأول من الصوم الكبير سنة 1103 للشهداء الموافقة سنة 1387ميلادية وتذكر المخطوطة التى تحوى سيرته 32 معجزة عملها القديس حديد بقوة الرب .وتعيد له الكنيسة فى 3 برمهات.