01 برمهات: نياحة القديس نركيسوس

 في مثل هذا اليوم من سنة 222 م تنيح الأب القديس نركيسوس أسقف بيت المقدس. وهذا الأب قدم علي بيت المقدس في سنة 190 م في عهد الكسندروس قيصر الذي كان محبا للنصارى. وكان هذا الأب قديسا كاملا في جميع تصرفاته ، فرعى شعبه أحسن رعاية ، ولم يلبث قليلا عل كرسيه حتى مات الكسندروس ، وقام بعده مكسيمانوس قيصر، وهذا أثار الاضطهاد علي المسيحيين ، وقتل عددا كبيرا من الأساقفة وغيرهم ، وهرب البعض تاركا كرسيه أما هذا الأب فقد منحه الله موهبة صنع العجائب، ففي ليلة عيد القيامة كان الزيت قد نفذ من القناديل. فأمر أن تملأ ماء فأضاءت. واستنار الجميع في تلك الليلة من ضوء تعاليمه أيضا.

ولكن عدو الخير لم يسكت، فحرك البعض ضده، فاتهموه بخطيه النجاسة، وكان جزاء الله مرا علي أولئك الكاذبين، إذ مات أحدهم محروقا، واندلقت أمعاء آخر وذاب جسم ثالث من دوام المرض، وقتل رابع وتاب الخامس ذارفا الدموع معترفا بذنبه. أما القديس فذهب إلى البرية واختفي فيها لئلا يكون بقاؤه سببا في عثرة أحد .

وإذ لم يعرف من أمره شيئا ، اختاروا عوضه إنسانا اسمه ديوس، فأقام زمانا ثم تنيح فقدموا آخر اسمه غوردينوس. ولما انقضي زمان الاضطهاد عاد الأب نركسيوس إلى أورشليم فقابله شعبه بفرح عظيم. وطلب إليه غوردينوس أن يتسلم كرسيه فلم يقبل وآثر الوحدة. فألح عليه أن يبقى معه بالقلاية فأقام معه سنة تنيح علي أثرها غوردينوس،  فتسلم القديس نركيسوس كرسيه. وكان قد كبر وضعف جدا، فطلب من أبنائه أن يختاروا أسقفا آخر عليهم فأبوا.

وحدث أن الكسندروس أسقف القبادوقيه حضر إلى بيت المقدس ليصلي ويعود، ولما هم بالرجوع بعد العيد إذا بالشعب يسمع صوتا عظيما في كنيسة القيامة يقول: اخرجوا إلى باب المدينة الفلاني. وأول من يدخل منه فهذا امسكوه وأبقوه مع نركيسوس ليساعده. فلما خرجوا إلى الباب التقوا بالأسقف الكسندروس فرجوه أن يقيم مع الأب نركيسوس فقبل بعد تمنع شديد، ولبث معه إلى أن تنيح. وكانت مدة جلوس هذا الأب علي كرسى الأسقفية سبعا وثلاثين سنة ، وجملة حياته مائة وست عشرة سنة . صلاته تكون معنا. آمين.