21 أمشير: نياحة القديس غبريال بابا الإسكندرية السابع والخمسين 

في هذا اليوم أيضا من سنة 911م تنيح الأب العظيم القديس غبريال بابا الإسكندرية السابع والخمسون. وقد ترهب هذا القديس منذ حداثته وقام بعبادات كثيرة. وكان محبا للانفراد والوحدة. وكان يكثر من البكاء في الصلاة طالبا من الله أن ينجيه من مكائد الشيطان .

ولما تنيح البابا ميخائيل السادس والخمسون وقع الاختيار علي هذا الأب ليكون بطريركا مكانه فرسم سنة 900م رغما عنه. فأخذ يهتم بشئون الكنيسة، ولم تمنعه مهام البطريركية عن عبادته ونسكه، إذ كان يقضي أغلب الأيام في البرية. وإذ وجد ما يستدعي قيامه إلى مصر أو الإسكندرية كان يذهب ثم يعود ثانية إلى البرية. وكان يجاهد ضد الجسد والشيطان بالإكثار من الصوم والسهر والصلاة والتواضع. وكان يستيقظ في الليل ويأخذ مجرفه من حديد ويلبس ثوبا رثا ويمر علي دورات المياه التى بالقلالي فيغسلها وينظفها. وأقام علي هذا الحال عدة سنين. حتى نظر الله إلى تواضعه وانسحاق قلبه فرفع عنه الآلام ومنحه نعمة الانتصار علي الخطية والذات. وأقام هذا الأب عابدا ومجاهدا وواعظا إحدى عشر سنة ثم تنيح بسلام.

صلاته تكون معنا. آمين.

يذكر السنكسار القبطى اليعقوبى لرينيه باسيه التفاصيل الآتية فى حياة هذا القديس:

"..وفى بعض اليالى دخل إلى قلاية شيخ قديس يسمى مكسيموس ليأخذ بركته وأخذ صلاته وخرج ليروح إلى موضعه فأمسكه الشيخ وقال له يا ولدى لماذا تهرب من الناس ولابد لك أن تجلس فى وسط رجال ونساء كثيرين"

يذكر باسيه الآتى:

        "… وكان شاباً فى سنه وكانت الشهوة تثور عليه وكان يكثر من الصوم والسهر ليذلها فلم تذل فاعترف لبعض الشيوخ بالبرية فأشار عليه بمداومة الاتضاع لأنه أكثر داويتها فصنع مجرفة من حديد وكان يقوم فى الليل وعليه ثوب زرى مقصر فيدور على بيوت الماء الذى فى القلالى وينظفها فأقام هكذا سنين إلى أن نظر الله إلى طهارته وانسحاق قلبه فرفع عنه الآلام الطبيعية.."