21 أمشير: نياحة القديس زخارياس أسقف سخا

وفي هذا اليوم أيضا تنيح القديس زخارياس أسقف سخا. كان ابن كاتب اسمه يوحنا، ترك وظيفته واختير قسا، فنشأ ابنه زخاريوس علي تلقى العلوم الأدبية والدينية. ولما كبر عينه الوزير كاتبا بديوانه. وبعد ذلك اتفق مع صديق له يسمى ابلاطس وكان واليا علي سخا، أن يتركا عملهما ويذهبا إلى البرية ويترهبا. واتفق حضور أحد رهبان دير القديس يحنس القصير، فعزما أن يذهبا معه إلى ديره. فلما علم الوالي بذلك منعهما، وبعد أيام قليلة رأي الاثنان رؤيا كمن يقول لهما، لماذا لم تتمما النذر الذي قررتماه، فخرجا توا خفية وسارا إلى البرية وهما لا يعرفان الطريق، فاتفق أن قابلهما أحد الرهبان فأصطحبهما إلى دير القديس يحنس، فلما علم أصدقاؤهما أخذوا من الوالي كتابا ليرجعوهما، فبدد الرب مشورتهم. أما زخارياس وصديقة فقد لبسا الثوب الرهباني وأجهدا نفسيهما في عبادات كثيرة. وكان ذلك في زمان القديسين أنبا إبرام وأنبا جاورجى الذين كانا خير مرشد لهما.

ولما تنيح أسقف سخا كتب الشعب إلى الأب البطريرك يطلبون زخاريوس ليكون أسقفا عليهم، فاستحضره وسامه رغما عنه. وقد حدث وقت السيامة أنه عندما هم الأب البطريرك بوضع يده علي رأس زخارياس. أن سطع نور في الكنيسة وظهر وجهه كنجم بهي. ولما حضر إلى كرسيه فرح به الشعب وخرج للقائه بمنتهى الإجلال، فاستضاءت الكنيسة به. وكان هذا الأب فصيحا ممتلئا من النعمة، فوضع عدة مقالات ومواعظ وميامر. وأقام علي كرسيه ثلاثين سنة ، ثم تنيح بسلام. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا أمين .