15 أمشير: نياحة القديس بفنوتيوس 

وفي هذا اليوم أيضا تنيح القديس الناسك العابد الأنبا بفنوتيوس، وقد ترهب هذا الأب منذ حداثته وسلك أشق طرق النسك، ثم ألهمه الله أن يتجول في البرية الداخلية. وهناك رأي كثيرين من القديسين السواح المجاهدين، فاستطلع أخبارهم ودونها. ومن هؤلاء القديس تيموثاوس والقديس أبو نفر السائحين. وقد نال في أول تجوله شدائد كثيرة من جوع وعطش، ولكن الرب كان يظهر له ويقويه. ولما أكمل جهاده تنيح بسلام.

صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا. آمين .

يذكر السنكسار القبطى اليعقوبى لرينيه باسيه ـ إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر ـ  تفاصيل أكثر فيقول:

        "… ولحقه فى أول دخوله البرية شدة كبيرة من الجوع، فظهر له ملاك الرب وقواه ومكث أربعة أيام بغير أكل ثم جاع أيضاً وقارب الموت، فظهر له ملاك الرب ومسح يده على بدنه وفمه فأقام سبعة عشر يوماً بغير أكل أيضاً. وأخبر هذا القديس عن السواح أيضاً أخبار غريبة عجيبة من مكثهم ستين سنة وأكثرهم لم يعاينوا وجه إنسان. ومن ما قاسوه فى دخولهم البرية من مقاومة الطبيعة ومحاربة الأرواح الخبيثة، ومن طاعة الشياطين لهم أخيراً وانخضاعهم تحت أقدامهم، وكذلك الوحوش والسباع كانوا يخدموهم وطيعوا أمرهم كما يطيع العبد سيده وأخبر أنهم كانوا يتقربون فى يومى السبت والأحد بملاك كان يجيب لهم الجسد المقدس والدم الزكى ويناولهم أثمار الفردوس. واستحق هذا الأب أنه أبصر وسمع أشياء معجزية ثم تنيح بسلام. بركاته علينا أمين".