15 أمشير: أبا بجول القس

عن كتاب الاستشهاد فى المسيحية - الأنبا يؤانس

قبض عليه، ووقف أولاً أمام كلوسيانوس والى الإسكندرية، فلما شاهد صديقه وسميه أبا بجول الجندى يعذب، صرخ فى وجه الوالى قائلاً: " الويل لك يا كلوسيانوس ! حتى متى تعذب عبيد العلى؟" ثم وقف للمحاكمة ثانية أمام أرمانيوس الوالى خليفة كلوسيانوس ، وإذ أظهر ثباتاً على إيمانه، أمر الوالى أن يجلد ، ويعذب بشدة، فاحتمل بهدوء وسكينة.

وأجرى الرب على يديه بعض المعجزات أثناء تعذيبه، فنسبها الوالى للسحر، وقال له: "يا معلم السحرة، أما تترك سحرك وتسجد للآلهة، لأن الذى أنت متكل عليه لن يقدر أن يخلصك من يدى هذه المرة". أجاب القديس: "إلى متى تهين روح الله. كف عن هذا".

فأمر أرمانيوس أن يرفع على الهنبازين ويعذب. ثم وضعوه على سرير حديد، ووضعوا حجراً كبيراً على بطنه من الصباح حتى منتصف النهار. علق بعد ذلك على عمود مرتفع والحجر مربوط على بطنه وبقوة الله انحل الحجر من على بطنه وسقط أما هو فنزل على الأرض واقفاً على قدميه، دون أن يصيبه أذى. وأخيراً صدر الحكم بأن تؤخذ رأسه بالسيف، فتهلل وقال :"الآن قد كمل فرحى، وأتممت كهنوتى فى أيامك. فلى اليوم أربعون سنة أخدم الرب لأجل هذه الساعة". ثم تقدم السياف وقطع رأسه فنال إكليل الشهادة. وكان ذلك فى اليوم الخامس عشر من شهر أمشير، وما زالت توجد كنيسة باسم القديس الشهيد الأنبا بجول بناحية تلا غرب المنيا. بركة صلواته تكون معنا أمين.