14 أمشير: نياحة
القديس يعقوب
بابا
الإسكندرية
الخمسين
وفي هذا اليوم أيضا من سنة 821م تنيح القديس العظيم الأنبا يعقوب بابا الإسكندرية الخمسون. كان هذا الأب راهبا بدير القديس مقاريوس، ونظرا لقداسته وتقواه، أجمع الكل علي انتخابه بطريركا بعد نياحة البابا مرقس التاسع والأربعين، وجلس علي الكرسي في شهر بشنس سنة 810م، فجدد الكنائس وعمر الأديرة، وقد وهبه الله عمل الآيات. من ذلك أن شماسا بالإسكندرية تجرأ عليه بوقاحة قائلا: "ادفع ما عليك للكنائس أو أمضي إلى ديرك". فأجابه البابا قائلا: "إنك لا تعود تراني منذ الآن". فمضي الشماس إلى بيته ومرض لوقته ومات بعد حين. ومنها أن أرخنا اسمه مقاريوس من نبروه، كان قد طعن في السن ولم يرزق نسلا، وبعد زمن رزقه الله ولدا فأقام وليمة دعا إليها هذا القديس، وحدث أثناء الوليمة أن مات الطفل، فلم يضطرب والده، بل حمله بإيمان ووضعه أمام البابا واثقا أن الله يسمع لصفيه ويعيد نفس الطفل إليه، فأخذ البابا الطفل ورشمه بعلامة الصليب علي جبهته وصدرة وقلبه، وهو يصلي قائلا: "يا سيدي يسوع المسيح واهب الحياة. أقم بقدرتك هذا الطفل حيا لأبيه". ثم نفخ في وجهه فعادت نفس الطفل إليه، ودفعه إلى أبيه. ولما أكمل جهاده الحسن تنيح بسلام بعد أن أقام علي الكرسي المرقسي عشر سنين وتسعة أشهر وثمانية وعشرين يوما . صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا. آمين.